من هزيمة إلى هزيمة ومن نكبة إلى نكبة ولدرجة وصلت إلى حد المرارة لما وصلنا إليه من هزائم وتخلف فى شتى الميادين والمجالات. ولا أكون مخالفاً للواقع أن أقول أننا أصبحنا نموذجاً للأمة التى أهملت تاريخها فلم تحسن قراءته لأنها لو أحسنت قراءته واستفادت منه ومن دروسه فى تطبيقتها على الواقع لاستطاعت أن تنجو بنفسها من الأخطاء التى تجلب لها النكبات والمصائب.
فتاريخ الأمة العربية قد مر بتجارب متنوعة وسلك طرقاً شتى للتغيير وكلها تجارب غنية ومتنوعة ومع هذا كان المصير هو الإخفاق.
ومع إهمال تاريخنا ظهر منا من يعبث بهذا التاريخ من أبنائنا ، فيرى الحادثة التاريخية بشكل مختلف ربما كان ذلك عن جهل أو تجاهل أو قصد ولتتحول الأكاذيب إلى حقائق والأحداث الصغيرة التافهة إلى احداث عظيمة ولتتحول شخصية جبارة ومتسلطة إلى أعدل العادلين وبين هذا وذاك نجد تدريس التاريخ فى مدارسنا يقدم من خلال عرض وجهة نظر واحدة أو على الأقل محايدة فهو يفتقد عرض الروايات أو الاحداث المختلفة ، وكذلك لا يقدم الاراء المتعددة للحدث التاريخى الواحد وهنا تكمن صعوبة عادة التاريخ.
أما على الجانب الآخر نجد أن اليهود أهتموا بالتاريخ ودراسته فاهتموا بقراءة التاريخ الاسلامى ومعرفته ليتمكنوا من خلاله من الاحاطة بنقاط الضعف والقوة مما يسهل لهم ما يريدون.
ويكفى أن نذكر أن احد دارسى التاريخ الاسلامى يذكر أنه حصل على دبلوم فى التاريخ الاسلامى ليعرف كيف يحارب المسلمين وينتصر عليهم.
ومن التوظيف لدراسة التاريخ عند اليهود أنهم على المستوى الخارجى فتم توظيف التاريخ ليتمكنوا من إقناع العالم بما يزعمون مدعين حقوقاً لهم فى فلسطين بعد أن سيطروا على الدراسات التاريخية فى الغرب وبالكتابات التاريخية اليهودية تم اثبات ان التاريخ مع اليهود خير شاهد على ملكيتهم لفلسطين.
ولم يغفل اليهود المستوى الداخلى فقد تمكنوا م غرس الحس التاريخى بأبجدية محددة لغرس ما يريدون فى النشئ اليهودى فكانت البداية مع الاطفال فى دور الحضانة وأورشليم حبيبتى ، ثم مع نمو الطفل وعبر سنوات تعليمه المختلفة يتم فى مختلف مراحل التعليم والتثقيف والتساؤل هل نحن نوظف التاريخ فى مدارسنا منذ الحضانة أم لا؟
المصدر: دكتور / ناصر على
نشرت فى 7 يناير 2010
بواسطة Drnasser
عدد زيارات الموقع
111,936
ساحة النقاش