فى زمن العولمة الذى ارتفعت فيه الاصوات المعولمة لتصول وتجول وكل من يقف ضدها تلقى به فى أتون الاتهامات المعتادة بأنه راعى أرهاب ومتطرف وحور للبشر ، فالويل كل الويل لمن يرفع رأسه أمام القوى الكبرى ، وهذا ما يدفع الكثير إلى الاعتقاد بأن مشروع العولمة لن يكتب له النجاح ، وبات البعض يرى أن العولمة تمثل حقبة زمنية آنية ولكنها ليست المستقبل وهذا على العكس مما تدعيه امريكا ومن حالتها بأن المستقبل هو العولمة والعولمة هى المستقبل ، وتراهن القوى الكبرى على ذلك ومستعدة لمواجهة كل من يفكر فى مواجهة قطار العولمة الجامح .
ولكن ما يمكن ملاحظته أن عصر العولمة يتطلب من مناهجنا أن تكون نافذة للابناء لرصد كل ما هو جديد ومتطور ، وأن تكون هذه المناهج صورة جيدة لكى يصل بناؤنا من خلالها إلى منابع الثقافة العربية والعالمية وتكوين ثقافته التى تجعله يعيش عصر العولمة محققاً لنفسه ووطنه أفضل إنجازات ومتخطياً اصعب تحديات يمكن أن تعوق تقدمه .
ولكن الحقيقة التى ينبغى لنا أن تقف عندها أن قوة مواجهتنا للعولمة تتمثل فى رصيدنا الحضارى ودراسة تاريخنا القديم والوسيط والحديث نجد أن ماكنا نمتلكه من قوة حضارية تمثلت فى احترام الآخر وعدم محاولة طمس هويته أو هضم حقوقه فاذا نظرا إلى تاريخ مصر الفرعونية حيث الامبراطورية المصرية الفرعونية التى امتدت حتى اطراف المياة المعكوسة تشهد بحسن التعامل مع الآخر وليس هناك أكثر دلالة على ذلك من أت ملوك مصر آنذاك كانوا يجلبون أبناء امراء الدول الخاضعة لهم ليشبوا فى أحضان قصر الفرعون فى مصر لينمى داخلهم الانتماء والحب لفرعون مصر فاذا ما وصل هؤلاء الابناء إلى الولاية والحكم فى بلادهم تجدهم يشبون على حب مصر واحترام حاكمها الذى احترمهم وعاملهم معاملة حسنة ولكن السؤال : اين قادة العولمة من حسن معاملة الآخر فها هو أولهم يعتبر مليار وربع نسمة على سطح العالم تهتم بالارهاربين والبرابرة والتخلف فهل بعد هذا التوجه من حسنة نية فى التعامل .
ومما زاد الطين بلة رجل من أكبر رجال الدين يصرح بتصريحات عن المسلمين وتتشبع هذه التصريحات بالحقد والكراهية .
كيف يحدث هذا من رجل مثل بنديكت ... بابا الفاتيكان ان يعلن البابا أن الاسلام ُبنى على السيف ويفتقر إلى العقلانية .
وتكتمل الصورة السالبة التى يتم السعى إلى ابرازها فى عقول العالم كله لتأتى حركة الرسوم الكاريكاتورية التى توصف الرسول الكريم بكونه "زير نساء" قاد العرب المسلمين إلى تخريب الحضارة الإنسانية .
ولعل كل هذا التوجه الغربى ضد الاسلام والمسلمين قد يكون خيراً وشراً فالشر فى زيادة نسبة الكراهية والعنف ضد الآخر أما الخير فهو أن هذا يجعل الحديث عن الاسلام يزداد فيتم البحث عن الحقيقة وبالوصول إلى الحقيقة يزداد عدد المسلمين وربما تكون رب ضارة نافعة .
وبعد كل ما سبق يجب أن تكون مناهجنا على قدر كبير من الوعى بالتحديات والتطورات التى تحدث من حولنا حتى لا تكون مناهجنا فى وادى وما يحدث من حول ابنائنا فى وادى آخر حتى ظهر ما يطلق عليه "كلام مدارس" اى أنه خاص بالمدارس وليس بالحياة وخطورة ذلك أن الابناء اليوم يجلسون امام السماوات المفتوحة والانترنت فهم يتعرضون للهيب الافكار والاراء – ولا أكون مبالغاً فى لفظ لهيب ويبقى الحل فى التعليم بمناهجه أن يبنى العقلية الناقدة الواعية ... هل المستقبل سيكون رحيماً بعقول ثم تربيتها على مناهج تقليدية تقيد الفكر وترسخ الثوابت وتحجر على الابداع ؟؟
هل سيكون هناك نوع من الرضا عن ما يضمه مناهجنا من ما يقود إلى التقدم ؟
هل حركة النقد للمناهج ستؤدى إلى تطوير ايجابى أما أن نقد المناهج وجه من عدة وجوه لنقد المجتمع كله ؟
وأخيراً هل ستكون مناهجنا وسيلة للنجاح فى الوصول إلى مستقبل أفضل؟
ساحة النقاش