جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
زمن حامد زهران
زمن حامد زهران د/ ناصر علي خبير مناهج التاريخ مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية في البداية لن تسعفني الكلمات لكي اعبر عما بداخلي ، فهذا الأستاذ الدكتور الذي تعلمت منه الكثير ، وتتلمذت على يديه في الدبلومة العامة ( 1992- 1993 ) بكلية التربية جامعة عين شمس ، فكان الأستاذ صاحب الأسلوب المتميز في طريقة تدريسه ، فبسهولة مطلقة تذوب كلماته لتوضيح معلومات مادته ، وعندما كنا نمسك بكتبه نجدها دقيقة مع براعة التنظيم والنقاط الشاملة لكل موضوع من الموضوعات ، ونترك عام 1993م كعلاقة بين أستاذ وتلميذ – فالأستاذ يجسد كافة معاني الأستاذ الجميل ، وتلميذ مبهور بطريقة عرض محاضرة الأستاذ ، مما جعل التلميذ يتمنى لو كان تخصصه " صحة نفسيه " لكان أكمل معه في نفس الدرب .
وتمر السنوات وبعد الدبلومة العامة وعلاقة بين الأستاذ والتلميذ نأتي لفترة حضور المؤتمرات والاجتماعات وبالتحديد نادي اليونسكو :-
تلك فكرة اتفق على تنفيذها أساتذة الزمن الجميل ، أ.د / حامد زهران (رحمه الله) ومعه أ.د /أحمد حسين اللقانى (رحمه الله) ، و أ.د / فارعه حسن محمد (أطال الله في عمرها) وكان التنفيذ ليبدأ النادي يخطو لتنفيذ ندواته وطبع هذه الندوات الواحدة تلو الأخرى ، وفيها طعم ومذاق يمثل الحرية الأكاديمية ، وموضوعات غاية في التعددية ، ومنها ندوة الأستاذ الدكتور / حامد زهران التي تناول فيها الأمثال الشعبية ، وعرضها مستخدماً برنامج البوربوينت ، وهنا نجد العالم الجليل وتواضعه عندما قالت إحدى السيدات مثل من الأمثال ، فأمسك بقلمه ليضيف هذا المثل الذي قالته السيدة ، وهنا نجد تواضع الكبير ، ودرس في التواضع ليحقق مقولة أن الكمال لله وحده .
وبعد احد الندوات التي كان مشاركاً فيها بالحضور والنقاش لضيف نادي اليونسكو ، وإذ بسيدة تأتى لتحدثه عن حالة ابنها ، ويترك الجميع ، ويركز فيما تقوله السيدة من حالة ابنها ويناقشها ويسأل وتجيب أنه الأب والأستاذ والعالم لكي اكتسب منه درساً جديداً هو العطاء .
فلو كان أحد آخر غير ( أ. د / حامد زهران ) كان تركها وتعلل بموعد اجتماع أو غيره وذلك دون أن يمنحها من بحر علمه ، ودقائق معدودة من عنده ، لكي تذكره الأم ونذكره نحن بأنه عطاء كان يمشى على الأرض .
أما على صعيد الرأي ، فكان موقفه الواضح دون موارية في قضية استخدام اللغات غير العربية في تدريس المواد كالرياضيات والعلوم ، ومهاجمة ما يسود المجتمع المصري من ملية تغريب تشمل البعد عن استخدام لغتنا الجميلة . وإذا عرض لصورة واحدة أو لوحة فنية إن جاز لي التعبير ، فإنني أدعوكم لمراجعة ما كتبه في ( أبحاث مؤتمر التربية في مجتمع المعرفة ، المجلس الأعلى للثقافة ، 2006م ، وحملت لوحته عنوان " الهوية الثقافية والتربية في مجتمع المعرفة " ص ص 21-41 . ويتناول في ورقته الهوية الثقافية المصرية ، ويسعى في ورقته إلى تنمية الوعى الثقافي وإثراء الهوية الثقافية المصرية من خلال تناول الهوية الثقافية كعنصر مهم في ربط المواطن بمجتمعه ، وكضرورة لتحقيق البقاء الثقافي وتناول في ورقته عوامل تقوية الهوية الثقافية كالتمسك بالمعايير الاجتماعية والقيم والمعتقدات السائدة في الثقافة ، برعاية النمو النفسي الاجتماعي للمواطن ، وأبرز عوامل إضعاف الهوية الثقافية ، ومنها التوحد مع ثقافات غريبة بسبب الانبهار بها ، وافتراض سلوكياتها والاغتراب الثقافي ، ويحذر في ورقته من المواقع الجنسية البشعة بما يسمى ثقافة " البورنو " ويدق ناقوس الخطر ، وإذا لم يدق ( أ. د / حامد زهران ) ناقوس الخطر من يقوم بذلك غيره .
و هو يستشهد بكلمات الله في توثيقه لكتابته ، ويختتم ورقته بالمنادة بتوصيات منها إصدار أو تفعيل قانون يمنع استخدام أيه كلمات غير عربية على وجهات المحلات أو أطلاق أسماء غير عربية على المدن أو القرى أو المدارس ، ومنع التعليم باللغات الأجنبية على حساب التعليم باللغة العربية . وأختم كلمتي بالشكر والعرفان للجنة التربية على إتاحة هذه الفرصة لنا للكتابة كصغار وعن عالم من علماؤنا الكبار ، وأدعو للمغفور له أن يجعل كل ما قدمه في ميزان حسناته ، وأن نتبنى ما تبناه وأن نخدم القضايا الشريفة التي دافع عنها . أستاذي الراحل و المغفور له ، أنت في القلب والعقل ، ونحن وراءك على درب الأستاذ الذي علمنا معنى الأستاذية .
|
المصدر: دكتور / ناصر على نشرها فى المرصد العراقى
١٢/٠٦/٢٠٠٩ الجمعة ١٩-جماد ثاني-١٤٣٠ هـ
ساحة النقاش