القراءة فى زمن العولمة

القراءة فى زمن العولمة
د / ناصر على
من الجدير بالذكر أن القراءة فى زمن العولمة تواجه تحديات عديدة فبجانب الإذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما التى كانت تشغل الناس زادت بالاضافة الى الانترنت والفنوات الفضائية العديدة التى تتفنن فى جذب المشاهدين وكل هذا يملأ أوقات الناس فلا يوجد لديهمن وقت فراغ لهواية القراءة .
ومن التحديات التى تواجهها القراءة عدم اهتمام الوالدين بتشجيع الابناء على القراءة ولا يغرسون حب القراءة فى الأطفال منذ الصغر وهذا بالإضافة الى أن المدرسة لا تنمى حب القراءة فكل توجيهها محصور الى مناهجها التى بين يدى طلابها لا أكثر ولا أقل .
ومن التحديات التى تواجهها القراءة هى عدم وجود المال اللازم لشراء الكتب وخاصة مع ارتفاع اسعارها بدرجة عالية تحول دوان شراء الكثير فيحرمون من قراءتها
ومن ناحية أخرى عدم وجود مادة للقراءة نافعة تحمل زخماً مفيداً من الثقافة والمعرفة وأكثرها يتمثل فى الأعمال التافهة ، والأعمال التى تثير الغرائز .
وقديماً كان الاستعمار هو السبب فى كراهية الثقافة التى تؤدى إلى الأذهان الفاهمة الواعية ، وهذا ما يحدث الآن فبرغم سهولة الحصول على المعلومات بنشر العديد من الكتب عبر شبكة الانترنت .
ويوماً بعد يوم يقل عدد القراء ويقل جمهور الكتاب والسؤال بعد عرض تحديات القراءة فى زمن العولمة كيف نحبب الناس فى القراءة فى زمن العولمة ؟
وأول من نوجه اليه القيام بهذا الدور هم الوالدين فلابد من اهتمام الأب والأم بالكتب ، وغرس هواية القراءة فى قلوب الابناء بقصص وحكايات ثم بكتب مناسبة لاعمارهم .

وثانى الادوار تكون للمدرسة ومناهجها التى تنمى قيمة القراءة ومحبتها من خلال عدة نقاط نذكر منها :
- عمل المسابقات فى اطار الانشطة للاصفية لتلخيص مجموعة من الكتب سواء فى العام الدراسى أو اثناء الاجازة الصيفية ويكون تقيمها داخل المجموع فضلاً عن الجوائز المادية .
- عدم اعتماد كتاب واحد مقرر فى القصة وان تكون هناك عدة قصص مختلفة يختار منها الطالب ما يناسبه وهذا بدوره سوف يجعل الفصل الواحد يختار عدد من القصص قد يقرأها الطلاب من بعضهم البعض .
- مكافأة الطلاب المتميزين بهدايا تتمثل فى أحدث الكتب بدلاً من الأموال ففى ذلك اعلاء من شأن الكتاب ، ومن ناحية أخرى سيكون ذلك مبعث لزملائهم الذين لم يحصلوا على هذه الكتب اى شرائها .
- الاستعانة بالمكتبة المدرسية التى تقوم باعارة الكتب للطلاب طوال العام الدراسى بل و فى الاجازة الصيفية .
- تفعيل دور مهرجان القراءة بأن يكون للطالب بطاقة يسجل فيها كل الكتب التى استعارها طوال العام ويتم ربط هذا بدرجات النشاط مما يزيد من اقبال الطلاب على المكتبات .
وثالث الادوار هو دور الدولة الذى نعقد عليه الكثير من الآمال فبرغم قيامها بعمل مهرجان القراءة للجميع " واقرأ لطفلك " وتوفير العديد من المكتبات العامة والمكتبات المتنقلة وعمل طبعات مخفضة من مكتبة الأسرة باسعار رمزية ولكن نطلب منها المزيد لأن الدولة بامكانتها العديدة بمكنها خلق شعب قارئ وخاصة فى زمن العولمة الذى باتت العقول مهددة بما يهيمن عليها ويقودها إلى الارتباط به وقد يحدث للعقول عملية اختراق يمكن ان تنقلب على الدولة نفسها ومن هنا فالقراءة تكون سلاح تستطيع به الدولة أن تصد محاولات الغزو الثقافى والاستعمار الفكرى .
ورابع الادوار هى دور المؤلفين والكتاب والناشرين ان يحرصوا على الارتقاء بالمستوى الثقافى كما و كيفا ولامانع من عمل تشجيع القراءة بعمل كتب للجيب رخيصة الثمن حيث يكون سعرها زهيد فى متناول الجميع .
وأخيراً لابد من تكاتف المجتمع ككل حكومة وشعب ونورد هنا فكرة جعل الكتب هدايا لجميع المناسبات تعبير عن المحبة وأظن انها هنا ستكون أرخص من اى نوع آخر من الهدايا .

 



المصدر: دكتور / ناصر على نشرت بالمرصد العراقى ١٤/٠٦/٢٠٠٩ الأحد ٢١-جماد ثاني-١٤٣٠ هـ
  • Currently 155/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
51 تصويتات / 469 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2010 بواسطة Drnasser

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

111,932