إنقاذ اللغة العبرية

دكتور / ناصر على
١٤/٠٨/٢٠٠٩  الجمعة ٢٣-شعبان-١٤٣٠ هـ

 

إنقاذ اللغة العبرية
لا يمكن أن يصدق القارئ أن كاتب هذا المقال ينادى بإنقاذ اللغة العبرية – ماذا حدث - فبدلاً من المناداة بإنقاذ اللغة العربية ينادى بإنقاذ اللغة العبرية.
فما الأسباب التي تدعو إلى إنقاذ اللغة العبرية؟
أقول أن الاهتمام باللغة العربية واجب وضرورة حياتية وقومية وكثير من الكتابات والمؤتمرات والندوات ذهبت إلى ضرورة الاهتمام باللغة العربية وتدريسها ، ووصل الأمر إلى ما يشبه ثورة عند تدريس العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية فى مدارسنا ، ووصل الأمر إلى افتتاح أقسام لتدريس العلوم والرياضيات باللغة الانجليزية ، وذلك فى كليات التربية.
وفى الحقيقة أن اللغة العربية أقوى من أي محاولات لعمليات طمسها ، وهذا تحدى يحمل لواء تنفيذه كل أبناء الوطن العربي ، فلا خوف – من وجهه نظري – على اللغة العربية ، ولكن فى وسط جلبة الاهتمام باللغة العربية ، وهو شئ ضرورى ، فاننى أوجه الأنظار بهذا المقال إلى ضرورة الاهتمام بتعلم وتعليم اللغة العبرية ، وليس هذا يمكن أن يكون دعاية للتطبيع ، ولكن لأن من خلال مراجعة تدريس وتعلم اللغة العبرية ، كان هناك توجه لزيادة الأعداد للاستعداد بكل الطرق لمواجهة طوفان التطبيع .... ولكن؟
مع مرور الزمن قد هدأت سخونة عملية التطبيع ، ودخلت مرحلة الصقيع ثم التجميد ، ومن هنا أصبحت الأعداد تقل ، وقل الاهتمام بمسألة تعلم وتعليم اللغة العبرية فى جامعاتنا.
واننى أطالب بمجموعة من المطالب التى من وجهة نظرى هامة لكى نتعرف على الآخر ، وهو إسرائيل ليس بغرض التطبيع ، ولكن بغرض معرفة كل صغيرة وكبيرة عن إسرائيل وما يجرى على أرضنا المغتصبة من أحوال سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية.
والسؤال لماذا نعرف كل شئ عن إسرائيل؟
أقول لان هناك أسباب عديدة لهذا الاهتمام بها منها :
أولاً :- تفوق إسرائيل فى أكثر من مجال على الدول العربية.
ثانياً :- لضمان على الأقل مجاراة إسرائيل فى تقدمها ، فلا تصلح سياسة رد الفعل بمعنى الانتظار حتى يحدث الفعل ثم يكون تحركاً كرد فعل ، وهذا عنصر من عناصر تأخرنا ولابد من المبادأة.
ثالثاً :- إسرائيل نفسها تهتم بكل كبيرة وصغيرة تخص مصر والعرب وعينها على كل ما يجرى فى مصر والوطن العربى ، فنحن كتاب مفتوح أمامها ، وفى هذا خطورة كبيرة وحلها أن نكون نحن أيضاً نرى كل ما يحدث فى إسرائيل ككتاب مفتوح لنا أيضاً.
رابعاً :- ما يقوم به البعض من صب غضبه على إسرائيل بكل ألفاظ اللعن والسب ، وفى الوقت أنه أجدر به أن يترجم ذلك إلى آليات تترجم إلى عمل إيجابي يوقف غطرسة إسرائيل ويحد من كوابيسها وأقول كوابيس وليس أحلامها.
ولهذا كله أطالب بما يلى :-
1. زيادة أعداد الطلاب المقبولين بقسم اللغة العبرية بكليات الآداب ، وغيرها من معاهد تعليم اللغات .
2. فتح أقسام تعلم اللغة العبرية فى كليات التربية حيث أن معرفة ما يدور فى مناهج إسرائيل وما يتم غرسه فى عقول أبنائها ، يعد ضرورى لنعرف نواياها فى ما تريده من مستقبل لأبنائها.
3. فتح باب تعليم اللغة العبرية لكل الخريجين من كافة التخصصات كل عام أو عامين يتم من خلاله تعليم اللغة العبرية ، ولكن لكى يدرس ما توصلت إليه عقول الصهاينة من أبحاث ومؤتمرات ومعارف ، ليكون هؤلاء الخريجين فى تخصصاتهم المختلفة على وعى كامل بكل ما يحدث فى عقول نفس المتخصصين فى إسرائيل ، وقد يتم تفعيل ذلك من خلال نفس الكلية التى تخرج فيها الخريج ، ويتم إضافة لو مادة فى تخصصه بالعبرية ، بالإضافة إلى تعلم اللغة العبرية كمادة أخرى.
وأخيراً قد تفرح إسرائيل باهتمامنا بدراسة وتعلم اللغة العبرية ، ولكن فى نهاية المقال أرجو أن أكون قد بلغت رسالة هامة إلى أبناء وطني العربى الذى كان له فى رسول الله أسوة حسنة فقد حرص الرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) على أن يتعلم الصحابة رضوان الله عليهم كل اللغات التى يحتاج الرسول إلى مخاطبتها ، وبالفعل تعلم بعض الصحابة هذه اللغات لأن الرسول كان لا يأمن لترجمة المترجمين من أصحاب اللغة الأخرى.
والآن أليس فيما أدعو إليه عودة إلى تفعيل وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتى لو قمنا بإتباع خطوتها وتطبيقها ألا تكون وسيلة فعالة فى مواجهة العدو الغاشم الرابض على أرض فلسطين .... دعونا نفكر فى وسيلة للمواجهة لنحول الأقوال إلى أفعال.




المصدر: دكتور / ناصر على ١٤/٠٨/٢٠٠٩ الجمعة ٢٣-شعبان-١٤٣٠ هـ
  • Currently 195/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
65 تصويتات / 538 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2010 بواسطة Drnasser

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

111,936