خريف العرب

دكتور / ناصر على
٢٣/٠٨/٢٠٠٩  الأحد ٠٣-رمضان-١٤٣٠ هـ

---

دكتور ناصر على يكتب خريف آدم أم خريف العرب:
قصة لفيلم لمحمد البساطي ، وإخراج محمد كامل القليوبي ، وسيناريو علاء عزام وتمثيل هشام عبد الحميد "آدم" وحسن حسني وسوسن بدر وسعاد نصر ولطفي لبيب، وتدور القصة حول الثأر الذي كانت بدايته قتل ابن هشام عبد الحميد "آدم" في ليله زفافه ، وكان عليه أن يختار أحد أبناء خصومه لكي يقتله في ليله زفافه بالمثل، ونظراً لأنه آدم يختار طفل صغير خاف عليه أهله والبسوه ملابس البنات خوفاً عليه ، وطوال الفيلم يتعرض هذا الصبي إلى الموت وينقذه آدم حتى ليله زفافه ، ولم يقيم آدم بقتله بل تنهار دموعه ولا تدري لماذا لم يقتله بعد انتظار هذه السنوات ، وذلك منذ حرب 48 وهزيمة 67 ومروراً وثورة 52، عدوان 56، دون الوصول لانتصار 73.
وبرغم فوز الفيلم في مهرجان سينمائي محلي ، إلا أنه خسر تقدير النقاد وإقبال الجمهور. فربما كان أفضل المعروض في المهرجان، وليس أفضل العروض على الإطلاق على حد تعبير فتحي العشري ، في كتابه ( سينما نعم سينما لا .. ثالث مرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2007، ص ص 388 – 390.
وكنت قد شاهدت الفيلم في العرض الخاص بساقية الصاوي ، وقمت بتأجير الفيلم فيديو وشاهدته مرتين ، وأقول بعد مشاهدة للفيلم لثلاث مرات ماذا يريد الفيلم أن يقول وخاصة أنه ربط بين أحداث التاريخ بعبارات يكتبها طفل على الحائط بلون الدهان إذا أنه ربط بين القصة والتاريخ ، وهنا اربط أنا بين التاريخ والفيلم ، والهدف المرجو منه هو إعادة تشكيل عقل المشاهد وتحويل أفكاره إلى ثقافة السلام القائم على عرض قضية المرأة المقيدة بقيود وتقاليد عتيقة جعلتها تقترف الرزيلة وتبحث عنها لتكون مصيرها الموت، فؤادها لأنها فرطت في عرضها.
وعلى العكس فإن ابن عمها الذي تزوج بها بعد قتل ابن آدم ( يوم زفافها عليه ) والذي يعاني من بتر قدمه في الحرب، يعجز عن ممارسة الجنس معها ، فيذهب إلى امرأة لعوب تقدم خدماتها وانحرافاتها لطالبي المتعة ، وتخبره بعد معاشرتها بكفأته ، وكيف تسمع عنه فى البلد أنه دون ذلك .
الفيلم يطرح ويغذي أفكار ويكشف عن قضايا مسكوت عنها ، المهم أنه بعد مشاهدة الفيلم تحس إنك تتعرض لعملية غزو فكري وعقلي وتمجيد لدعوى السلام والاستسلام ، وذلك لو نظرت إلى أن الوليد الذي كان يسعى لقتله من 1948 ومر بالأحداث التاريخية ويربطها قد تكتشف أنه إسرائيل التي لن تموت ، ولن تقضي عليها ، وكل ما ستفعله هو البكاء مع آدم والحياة معه في خريفه بل خريف العرب جميعاً.