حرب الصور النمطية

دكتور / ناصر على
٢٣/٠٨/٢٠٠٩  الأحد ٠٣-رمضان-١٤٣٠ هـ


دكتور : ناصر على يكتب "حرب الصور النمطية":
التطبيع: تطبيع يحمل شعار اعرف عدوك وليس شعار (أدفن رأسك في الرمال كالنعام) التطبيع المطلوب هو تطبيع مواجهة العقل للعقل والعلم للعلم والحجة للحجة ، وليس تطبيع العواطف والمشاعر والأحاسيس.
التطبيع المطلوب هو تطبيع أثبات حسن النوايا من أجل تحقيق سلام عادل وشامل ودائم ، وليس تطبيع المعاهدات والاتفاقيات والمباحثات.
التطبيع مرفوض في أية لحظة عذر أو خيانة والأكثر منه رفضاً هو الخضوع للدعاية المغرضة سواء بالمبالغة في قوة العدد إمكانياته ، فنرتعد منه ونصاب بالإحباط دون داع أو بالتهوين من شأنه وقدراته ونستهتر به ونهزأ منه دون معنى، وسواء بتصوير مجتمعه على أنه جنة الله في الأرض ، فتضعف أمامه ، أو تصوير هذا المجتمع على أنه الجحيم فيركبنا الغرور.

ورفض التطبيع على إطلاقه وبشتى صورة يعمي عيوننا أكثر ويصم أذاننا أكثر ويغلق عقولنا أكثر فلا نعرف عن العدو ما يعرفه عنا ، فهو يدرس كل شيء عنا أغانينا وأناشيدنا وأفلامنا ومسرحياتنا يرددها وينشرها ويذيعها بهدف التأكد من نقاط ضعفنا وقوتنا ، أما نحن فلا نعرف عنه شيئاً ، فروايات ومسلسلات المخابرات والجاسوسية لا تكفي.

وهناك فيلم Agulf between us حاجز بيننا ، الذي عرض في مهرجان الإسماعيلية الدولي الرابع ومخرجه خالد الحجر، وهو الممثل وكاتب السيناريو في الوقت نفسه. واختيار أحداثه عام 91 قبل حرب الخليج وظهور صدام مع عرفات واليهود يبصقون عليهما ، وبرغم أن المخرج خالد الحجر قد ولد في السويس ، ولكن فيلمه (حاجز بيننا) هو فيلم تخرجه من المدرسة القومية للفيلم بانجلترا.
وهل الفيلم من أجل دبلوم كان على حساب ومضمون القضية الفلسطينية ، وما مبرر دونية عمل وأخلاق الفتى المصري العرب المسَلم في مقابل جمال وجاذبية الفتاه اليهودية ومهارتها في العزف وسعيه بكل شكل للاقتراب منها بداية من شراء كتاب الأطعمة اليهودية المقدسة وبتبرعه بالمال للصندوق اليهودي وحتى في وقت المعاشرة الجنسية تبدأ بالوضع الطبيعي ثم تعلوه فجأة وهو مستسلم لها سعيد بها، وقد استسلم وبلغ استسلامه درجة عالية عند طلبه منها أن تخفي نجمة داود ، فترفض بل تصفقه على وجهه ، السؤال أليس هذا تدعيم لصورة يفرضها اليهود على العرب والشاب العربي المسلم نموذج لها والفتاة اليهودية السوبر نموذج للحضارة، نحن ندعم صورتنا بأيدينا فلا عجب من تصوير اليهود لنا.

المصدر: ٢٣نشرت بالمرصد العراقى/٠٨/٢٠٠٩ الأحد ٠٣-رمضان-١٤٣٠ هـ
  • Currently 108/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 234 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2010 بواسطة Drnasser

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

109,139