توجد الغابات الطبيعية فى المناطق المطيرة ويتوقف نمو الأشجار فيها على كمية الأمطار الساقطة وبالتالى يتوقف توزيع الأنواع المختلفة من الأشجار على كمية المياة ونوع التربة ودرجات الحرارة طوال العام. أما بالنسبة للمناطق الجافة أو شبه الجافة قليلة الأمطار أو نادرة الأمطار فلا توجد بها غابات طبيعية. ونظراً لأهمية الغابات من الناحيتين الإقتصادية والبيئية فقد لجأت الدول إلى إنشاء وزراعة الغابات الصناعية بالأنواع المناسبة ولجأت إلى إستخدام مياة الصرف الصحى المعالج كوسيلة أو حل لمشكلة ندرة المياة العذبة.

عرفت مصر إستخدام مياة الصرف الصحى المعالج من بدايات القرن الماضى فى زراعة بعض أنواع الخضر والفاكهة واتجهت الدولة إلى إستخدام هذه المياة فى زراعة الغابات الصناعية منذ عام 1995 فقط ويعتبر هذا الأسلوب حل أيضاً لمشكلة تراكم مياة الصرف الصحى بكميات هائلة والتى كانت من قبل يلقى بها فى البحار والبحيرات مما تسبب مشكلة بيئية كبيرة.

انتشرت عمليات إنشاء وزراعة الغابات الصناعية على مياة الصرف الصحى المعالج فى مصر خلال العشرون سنة الماضية كبديل لعدم وجود الغابات الطبيعية ولعدم وجود مياة أمطار أو مياة النيل بكميات كافيةلرى الأشجار الخشبية وأيضاً لحل مشكلة تراكم مياة الصرف الصحى بكميات هائلة.

اختلفت هذه الغابات فى نوعية الأشجار المزروعة بها وهى فى الغالب أشجار سريعة النمو تتوائم مع الظروف المناخية والتربة لكل منطقة.

يوجد فى مصر حالياً ما يقرب من 40 غابة صناعية مختلفة المساحات وتحوى العديد من الأنواع وموزعة فى مناطق عديدة داخل مصر. ومن أهم هذه الغاباتغابة السادات،  غابة وادى النطرون،غابة سرابيوم  وغابة الأقصر وغيرهم.

من أهم الأنواع الشجرية المزروعة فى الغابات الصناعية فى مصر:

1- الكافور.                                  2- الكازوارينا.

3- الصنوبر.                                 4- السرو.

5- السرسوع.                                6- الكايا.

7- الأكاسيات وغيرهم.

* كيف يتم إنشاء غابة صناعية تروى بمياة الصرف الصحى المعالج؟

فى البداية هناك عدة نقاط يجب الإهتمام بها قبل أخذ القرار بزراعة المنطقة بالغابات وهى:

1- يجب دراسة طبوغرافية المنطقة (شكل سطح الأرض) والتأكد من عدم وجود طبقات صخرية فى المكان لأنها تعوق إمتداد الجذور وتصبح الأشجار متقزمة.

2- عمل تحليل للتربة لمعرفة مدى توافر أو نقص العناصر الغذائية بها ومدى إحتواءها على الأملاح الضارة مثل كلوريد الصوديوم أو غيره.

3- إجراء دراسة مناخية لمعرفة درجات الحرارة طوال العام – وكميات الأمطار بها (إذا كانت متوفرة) ومواعيد سقوطها بالإضافة إلى الرياح وسرعتها ومواعيدها والرطوبة النسبية.

4- يجب معرفة والتأكيد على وجود المياة بكميات وفيرة ومستمرة غير منقطعة طوال العام –مع إجراء تحليل لهذه المياة لمعرفة مدى صلاحيتها للرى من ناحية عدم إحتواءها على كميات عالية من الأملاح.

5- توافر شبكة قريبة من طرق المواصلات لسهولة الوصول إلى الغابة.

بعد التأكد من النقاط السابقة يمكن التخطيط لإنشاء مشتل لإنتاج الشتلات التى سوف تستخدم فى الزراعة يكون قريباً من المنطقة المراد إنشاء غابة بها.

هناك عدة عمليات يجب إجراءها قبل الزراعة وتشمل:

1- تنظيف المنطقة من البقايا والنباتات الأخرى الغريبة.

2- تسوية الأرض.

3- الحرث.

4- إقامة الخطوط.

5- عمل الجور.

وتختلف المسافات بين الخطوط وبين الجور على عدة عوامل منها النوع المراد زراعته، ظروف الموقع، الغرض من الزراعة والأحوال التسويقية (أنظر زراعة المناطق الجافة).

كما يتم إختيار النوع الشجرى بعناية ويتوقف فى ذلك على مدى نجاح هذا النوع من قبل ومدى أهميته الإقتصادية أو البيئية أو الأثنين معاً. وعموماً فإن الزراعة تكون لأسباب الحماية البيئية وأيضاً لإنتاج الخشب والمنتجات غير الخشبية كما تزرع للأغراض الترفيهية والترويحية. وهناك الأشجار سريعة النمو وفى نفس الوقت تكون متعددة الإستعمالات. كما يتوقف إختيار النوع الشجرى على مدى ملائمته للظروف البيئية (التربة، المناخ).

ويتم بعد ذلك تحديد تركيب المجموعة الشجرية وهل تكون نقية أى زراعة نوع واحد من الأشجار أم غير نقية أى زراعة عدة أنواع شجرية وقد تتكون الغابة المختلطة من أكثر من نوع واحد وتقسم الأرض فيها إلى أجزاء وكل جزء يزرع به نوع واحد.

تفضل إدارة الغابة أن تتم عملية الزراعة بالشتلات وهى أكثر نجاحاً من الزراعة بالبذور وخاصة فى حالة المناخ الجاف. كما تقرر الزراعة بالصلايا عن الزراعة الملش.

تتم عملية الزراعة فى نهاية فصل الشتاء وبداية الربيع ونتلاشى أوقات إرتفاع الحرارة أو إشتداد سرعة الرياح.

عمليات العناية بعد الزراعة:

تشمل عدة عمليات أهمها الرى، التسنيد، الترقيع، الخف، التقليم، العزيق ومكافحة الحشائش، التسميد، الصيانة من الرعى والحريق وأخيراً عملية القطع النهائى.

بالنسبة لعملية الرى فهى أهم عملية يتم إجراءها وعليها يتوقف نجاح أو فشل عملية الزراعة. وفى حالة إنشاء الغابات الصناعية المروية بمياة الصرف الصحى المعالج يتم الرى بعدة طرق وهى:

1- الرى السطحى – وهو إطلاق المياة على الغابة – وهى طريقة بدائية وتستهلك كمية كبيرة من المياة كما تؤدى إلى تشرب التربة بكميات كبيرة منها بما تحوية من العناصر الثقيلة.

2- الرى فى خطوط – وتستهلك كمية أقل من المياة.

3- الرى بالتنقيط بإستخدام شبكة من الخراطيم وبها مرشحات – وهى أفضل طريقة لتوفير المياة ولكن يعيبها كثرة إنسداد المرشحات.

وعند إستخدام مياة الصرف المعالج فى رى الأشجار يجب ملاحظة الآتى:

1- عدم الإسراف فى إستخدام هذه المياة بكمية أكثر من التى تحتاجه الأشجار لأن التربة سوف تتشرب هذه المياة والتى سوف تتحرك إلى أماكن تواجد المياة الجوفية فتتلوث المياة الجوفية بالعناصر الثقيلة.

2- عدم ملامسة جسم الإنسان للمياة المستخدمة لأن بها الكثير من الممرضات فيتم إرتداء الملابس الواقية لهذا من قفازات اليد والأحذية المطاطية المناسبة.

3- عدم إستخدام ثمار هذه الأشجار فى التغذية سواء للإنسان أو الحيوان مثل التوت، النبق وغيرهما.... لإحتواء هذه الثمار على العناصر الثقيلة بكميات كبيرة.

وغالباً لا تحتاج الأشجار المزروعة فى الغابات الصناعية إلى إستخدام الأسمدة إذا رويت بمياة الصرف الصحى المعالج لأن هذه المياة تحتوى على المواد العضوية والعناصر المعدنية بكميات تكفى نمو الأشجار حتى لو كانت مزروعة فى تربة فقيرة.

الإدارة المستدامة للغابات:

وتعنى إدارة الغابة بحيث نضمن إستمرار الحصول على الفوائد المباشرة وغير المباشرة منها طوال فترة تواجدها. ويتم عمل ذلك بتقسيم مساحة الأرض المراد إنشاء الغابة بها إلى عدة أجزاء ثم تزرع كل سنة مساحة منها ففى السنة الأولى تزرع المساحة رقم (1) مثلاً ويتم إجراء جميع عمليات ما بعد الزراعة عليها ثم فى السنة الثانية تزرع المساحة رقم (2) ويتم إجراء جميع عمليات ما بعد الزراعة عليها وكذلك رقم (1) وفى السنة الثالثة تتم الزراعة على المساحة رقم (3) ويتم ما سبق على رقم 1،2 وهكذا... حتى نصل إلى نهاية دورة القطع أو الميعاد الذى سوف تقطع فيه الأشجار وهو من الناحية المعملية هو الوقت الذى تقل فيه معدل الزيادة فى النمو ... وهكذا... تتم الإستفادة بصورة مستمرة من أ