موقع أ .د حسنى ابوجازية ( الغابات والبيئة )

العمليات التى تجرى على المجموعة الشجرية منذ بداية نمو البادرات حتى تصبح الأشجار صالحة للقطع تشمل العديد من العمليات وأهمها عملية الخف وأحياناً التقليم.

أولاً: عملية الخف

الخف هو إزالة بعض الأشجار من المجموعة الشجرية.

ونلاحظ أن الكثافة الشجرية هى عدد الأشجار النامي منسوباً إلى المساحة المزروع بها.  وعلى ذلك فإن عمليات الخف تهدف إلى تقليل الكثافة الشجرية مع تنظيم توزيع الأشجار بالغابة فيتم توزيع الطاقة الإنتاجية للتربة على عدد أقل من الأشجار ويؤدى هذا إلى تحسين نمو الأشجار القائمة المتروكة لتعطى أحجاماً كبيرة في وقت أقصر ويمكن استغلالها في الصناعات المختلفة.

 

التطورالطبيعي للمجموعة الشجرية

المجموعة الشجرية تبدأ بعدد كبير من البادرات قد يصل لعدة آلاف في الهكتار أو الفدان ومع التقدم فى العمر ينخفض عددها حتى تصل إلى عدة مئات فالأفراد الأكثر قدرة على المنافسة على الضوء أو الرطوبة أو العناصر الغذائية هى التى تستمر. وخلال عمليات المنافسة يحدث خف طبيعى للأشجار الضعيفة وتقوى الأشجار القوية وهذه العملية تسمى عملية التكشف التاجى وينشأ عن هذا التنافس وجود أقسام تاجية مختلفة فى المجموعة الشجرية يمكن وضعها فى أربعة أقسام رئيسية هى:

<!--الأشجار السائدة

          وهى الأشجار التى تنمو تيجانها فوق مستوى بقية الأشجار وهى أكبر الأشجار حجماً. تستقبل الضوء بكمية كبيرة من اعلي وبقلة من الجوانب وتيجانها جيدة واحيانا تكون كثيفة ومتزاحمة خاصة من الجوانب (التاج يشمل كل الأفرع والفريعات بما تحمل من أوراق وبراعم وأزهار وثمار).

 

<!--الأشجار تحت السائدة

          مستوى التيجان فى هذه المجموعة يمثل المستوى العام للمجموعة الشجرية وتستقبل إضاءة كاملة من أعلى وقليلة من الجوانب وحجم التاج يكون اقرب مايمكن لمتوسط حجم تيجان المجموعة الشجرية.

 

<!--الأشجار المتوسطة

          وهى أقل ارتفاعاً من الأشجار تحت السائدة وتاجها اصغر نسبيا ويستقبل كمية من الضوء المباشر من اعلي ولاتستقبل أى ضوء مباشر من الجوانب.

 4-      الأشجار المطموسة

وهى ذات تيجان تحت مستوى تيجان المجموعات السابقة وهى أصغر الأشجار حجماً ولاتستقبل أى ضوء مباشر من اعلي او من الجوانب.

 طرق الخف:

توجد خمس طرق رئيسية للخف هى:

1- الخف المنخفض.              2- الخف التاجي.

3- الخف الاختيارى.              4- الخف الميكانيكي.

5- الخف الحر.

 

1- الخف المنخفض

ويمكن تسميتها أيضاً بالخف من أسفل أو الخف العادي أو الطريقة الألمانية للخف. فى هذه الطريقة تزال الأشجار المطموسة فقط وأحياناً يتم إزالة الأشجار المتوسطة أيضاً (شكل        13 أ،ب).

 

مميزاتها

أ- سهولة إجراؤها.

ب-من الممكن  تصحيح الأخطاء التي تحدث بها لأن الأشجار الصغيرة هي التي تزال.

 

عيوب طريقة الخف  المنخفض أو الخف من أسفل

أ- تزال الأشجار الصغيرة مما يجعلها ذات قيمة منخفضة وصعبة التسويق التجارى.

ب- قد تؤدى هذه الطريقة لظهور نموات جديدة ممكن أن تتنافس مع الأشجار الموجودة.

 2- الخف التاجى    

          ويسمى أيضاً الخف من أعلي أو الخف العلوي  أو الطريقة الفرنسية، وهذه الطريقة عكس الطريقة السابقة حيث تزال الأشجار السائدة وبعض الأشجار التحت سائدة. وعلى هذا فإن طريقة الخف العلوي  أو التاجى تختلف عن طريقة الخف المنخفض فى أن الخف يكون لعدد اقل من الأشجار الأكبر حجماً كما أن معظم الأشجار التى تتبقى بعد الخف هى الأشجار المتوسطة والمطموسة (شكل 14 أ،ب).

 مميزات الطريقة

أ- الأشجار كبيرة الحجم (السائدة وتحت السائدة) والتى يتم إزالتها فى الخف التاجى لها قيمة تجارية كبيرة.

ب- تعد هذه الطريقة مفضلة خاصة إذا كانت الأيدى العاملة مرتفعة الأجور.

 عيوب الطريقة

الخف من أعلى أو الخف التاجى يعد مفضل بالنسبة لأنواع الأخشاب المخروطية بينما في الأشجار ذات الورق العريض يسبب هذا النوع من الخف تشجيع تواجد الأفرع الجانبية (كثرة التفريع) وبالتالى تقليل قيمة الأشجار الناتجة لوجود العقد بها.

 3- الخف الاختيارى (الانتخابى)

          فى هذه الطريقة يتم اختيار الأشجار السائدة الغير جيدة الشكل وتزال لتكوين محصول جيد من الأشجار السائدة وتحت السائدة والمتوسطة ذات الأقطار الصغيرة (شكل 15). 

 

مميزات طريقة الخف الاختيارى

          الحصول على عائد اقتصادى عالى نظراً لكبر حجم الأشجار المقطوعة.

عيوب الطريقة

أ- الأشجار التي تقطع هي أفضل الأشجار من الناحية الوراثية.

ب- تحتاج إلى خبرة ومهارة فنية عالية.

 

4- الخف الميكانيكى

          فى هذه الطريقة تزال الأشجار على أساس المسافات بين الأشجار بغض النظر عن شكل وحجم هذه الأشجار وقد تتم هذه الطريقة عن طريق إزالة بعض الأشجار داخل نفس الصف او عن طريق ازالة صف وترك أخر أو إزالة صف وترك صفين وهكذا  ويعيب هذه الطريقة أنها لا تميز بين الأشجار المزالة إذا كانت جيدة ام غير جيدة لأن الأشجار تزال علي اساس المسافة وليس علي أساس حجم او شكل الأشجار (شكل 16).

 

ثانياً: التقليم

          التقليم هو إزالة بعض الأفرع من الأشجار. ولابد من وجود الأفرع بالأشجار بما تحمله من براعم وأزهار وثمار وأيضاً الأوراق التى تؤدى دورها في القيام بعملية البناء الضوئى وبالتالى تقديم الغذاء للأشجار لتستمر عملية النمو. ومكان اتصال الأفرع بالأشجار يسمى بالعقد، وإذا كانت الأفرع سميكة تصبح مساحة العقدة كبيرة وتعتبر العقد من العيوب الشائعة بالأخشاب لاختلاف لونها عن بقية الخشب بالإضافة إلى صلابتها الشديدة بل وأحياناً تنفصل عن الخشب تاركة فراغ. وعلى ذلك فإن التحكم في نمو الأفرع وإزالتها فى الوقت المناسب يعتبر ذو أهمية بالنسبة لإنتاج سيقان ذات نوعية جيدة من الخشب. ويطلق على سقوط الأفرع بواسطة العوامل الطبيعية والحيوية التقليم الطبيعى. أما التقليم الصناعى فيتم بواسطة الإنسان بإزالة الأفرع من أجزاء معينة على الساق لزيادة جودة وقيمة المحصول النهائى. وسوف نشرح باختصار نوعى التقليم كالآتى:

1- التقليم الطبيعى

          تشمل عملية التقليم الطبيعى 3 خطوات هى موت الأفرع ثم سقوطها ثم حدوث تغطية فوق مكان الفرع. ويحدث التقليم الطبيعى من أسفل الى أعلى ولا يعتبر ذات فائدة أكيدة إلا بعد تغطية مكان سقوط كل الأفرع ويتوقف معدل موت الأفرع السفلية على الكثافة الابتدائية للموقع فكلما زادت الكثافة الشجرية زاد موت الأفرع لتعرضها للظل.

 

وأهم مرحلة فى عملية التقليم الطبيعي هى مرحلة سقوط الأفرع فبمجرد موت الفرع تهاجمه الفطريات المترممة والحشرات التى تضعفه حتى ينكسر. والخطوة التالية فى عملية التقليم الطبيعى هى تغطية مكان سقوط الأفرع وتعتمد سرعة التغطية على معدل النمو القطرى للساق وطول المنطقة التى ستغطى.

 يمكن إسراع التقليم الطبيعى بزيادة كثافة الموقع أى بزراعة عدد كبير من الأشجار بصورة متزاحمة أو بتنمية مجموعة من الأشجار تحت تيجان المحصول الرئيسى حيث تشجع المجموعة الجديدة على حدوث تقليم طبيعى لأشجار المحصول الرئيسى نتيجة التنافس معها.

 2- التقليم الصناعي

           يهدف التقليم الصناعي إلى إنتاج خشب خالي من العقد عن طريق إزالة بعض الأفرع الحية من على الأشجار وأيضاً الأفرع الحية المصابة بالفطريات أو الأصداء (شكل 17).

 تأثير التقليم الصناعى على الأشجار

التقليم الصحيح ليس له تأثير ضار على الشجرة بل ينتج أخشاب خالية من العقد بينما التقليم غير الصحيح يمكن أن يسبب ضرر للساق ويترك جروح من القلف حتى طبقة الكامبيوم وأحياناً الخشب نفسه كما ان التقليم الشديد يضعف من النمو مسببا نقص في النمو الطولي والقطري علي السواء. 

 ميعاد التقليم

          بالنسبة للأفرع الحية وبالنسبة للمخروطيات يفضل التقليم فى نهاية الشتاء وبداية الربيع. أما الأشجار ذات الخشب الصلد فيستحسن إجراء التقليم فى نهاية الصيف والخريف.  بالنسبة للأفرع الميتة يمكن إجراء التقليم فى أى وقت من السنة طالما ان ذلك لايؤدى إلى حدوث ضرر للأنسجة الحية.

 


 

المصدر: محاضرات الاستاذ الدكتور حسنى ابوجازية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 17 مشاهدة
نشرت فى 16 أكتوبر 2024 بواسطة Drhosney

ساحة النقاش

د حسنى عبد العظيم ابوجازية

Drhosney
يعرض الموقع العديد من الموضوعات البيئية المتعلقة بالغابات والنبانات المختلفة والصور والالبومات المرتبطة بطبيعة عملى كأستاذ بجامعة الاسكندرية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

454,894