اللحظات او الساعات  التي تقضيها في افكارك لا تنتهي ، تأخذك من اي مكان و من وسط اي حوار ، لتحلق بك بعيدا في احداث اخرى و أزمان تختلف درجات قدمها و حداثتها ،

و قد تتحول الافكار للصوص محترفة ، تسرق العمر ، يمر الوقت ، و انت اسير افكار تعطلك عن عمل او تأخذ نصف طاقتك الذهنية و الجسدية ،  او تستسلم فتأخذك كلك ، و لا تترك شيئا ،

دائما نفكر 

البعض يغرق في افكاره و البعض يستثمرها ، ساعات في هذا الاتصال ، سواء ندرك الموضوع او نترك تواصلنا ليتم في عشوائية و فوضى ، في الصلاة ، في المحاضرات ، في العمل ، في الطريق ، في الاجتماعات ،  قد نسرح و نتحاور داخلنا في كلام اخر ، و في  زمان اخر و ننتقل الى مكان  غير المكان ،  

تواصلنا الذهني الذاتي مهم لكنه عملية اختيارية ، 

المخ يختار  المعلومات التي سيسمح لنا باستقبالها دون غيرها ( النظارة على عينيك و تبحث عنها )  ، ثم يختار ما ينتبه له منها ثم يختار ما يحتفظ به و ما سوف يحذفه للحفاظ على مساحة التخزين داخله 

ثم نذهب للمرحلة الثانية 

٢- التنظيم و فيها - استكمال تلقائي وفقا لتجاربنا  السابقة

- التقارب فحين نجد تقاربا زمنيا او مكانيا بين أشخاص او اماكن نطلق الأحكام  عليها بشكل متقارب ايضا

- التشابه نطلق احكام و صفات على المتشابهين في امر  واحد على باقي الصفات او المواقف

٣- التفسير

يفسر المخ ما يتعرض له  هذا التفسير يتأثر بخبراتنا السابقة

٤- التخزين

يختار المخ ما يخزنه وفقا لاتساقه مع القيم الاساسية الحاكمة للانسان

٥- الاسترجاع 

كلنا نستدعي بعض  ما تم تخزينه في مواقف عديدة و الحكيم من يجيد استدعاء الخبرات المفيدة للمواقف الجديدة 

العديد من العوامل تؤثر في هذا الإدراك الذهني 

عوامل تتعلق بالشكل ، الحالة النفسية ، النوع ذكر او أنثى ، الخلفية الثقافية و الإطار الدلالي المشترك ، القولبة و المبالغة في التعميم ، وسائل الاعلام ، الانترنت

علماء النفس و الفلسفة و الاجتماع و الاتصال أشاروا الى ان ادراك الذات    يتكون من ثلاثة اجزاء ، الذات المثالية و الذات الشخصية و الذات الاجتماعية ،  او يصنفونها في ثلاثة أنظمة متفاعلة  'id' و  'ego'  و   'super-ego'. كل منها يؤثر على الاخر بل و ينعكس على طريقة تقييم الذات و التواصل مع الاخرين ،

يمكن تحسين عملية ادراك الذات بتحسين مستوى الاتصال الذاتي بالانتباه و المراقبة ، و التدوين و التقييم من اجل التقويم و اعادة الضبط ، و التنظيم ، انه الإدراك النشط للذات  و الوعي بها ، و ينطلق منه الإدراك الاكثر تفهما للاخرين ، و وعيا بهم ، 

 

ادراك ان  الانسان   حالة مميزة  له إطاره المرجعي و سماته و حالاته النفسية و مكوناته الاجتماعية ، كثير من الافكار زرعها فينا الآباء عن وعي او عن غير وعي و كثير من مشاعر العار و الذنب و التأنيب نقلت لنا ( تشير بعض الدراسات ان الوالدين يحاولون حماية الأبناء بشتى الطرق و مع ان معظم المشاعر نتجت عن افكار و ممارسات من بيئتنا و ابوينا الا انهم لم ينقلوا سويى ١٠ بالمائة من الامهم و مخاوفهم) 

ثم ادراك الفرق بين حقيقة ما يمر بنا من احداث و بين الافكار و المشاعر ، نقلل الافتراض ، و ندرك الفروق بين الواقع الفعلي و التصورات عنه ، بين  هذا الطالب الذي تأخر مرتين عن الدروس  ، و بين هذا الطالب المهمل ، فنقول ببساطة انه تأخر مرتين ، و لا ندعي انه مهمل ، و نطلق الاحكام ،  

ان نتعامل بمزيد من المرونة و عدم الافتراض و الاسهل توجيه أسئلة مباشرة بسيطة غير متطفلة ، اذا اقتضت مستويات مسئولياتنا ذلك ، 

،،

مفهوم الذات يتشكل  من صورة الذات العقلية لدى الانسان نفسه 

 Self-Image  ،  و تقدير الفرد لذاته و مشاعره تجاهها  Self-esteem  الذي يشير الى   إحساس الانسان بنفسه ،  وموقفه تجاه ذاته ، الامر الذي  يؤثر على علاقاته مع ذاته و مع الاخرين ،

لا تفكر بالكمال والتفرد ، كن طبيعيا ، ساعيا للافضل ، 

اعط مساحة تسامح للآخرين ، بل يمكن ان تتعاطف معهم 

لا تتوقع طوال الوقت ما تفكر فيه فقط ، هناك الكثير من الاحداث تجري عكس التوقعات ،  سيناريوهات متنوعة افضل في التوقعات 

ليست كل المشكلات يملك البشر حلها ، لكن الكثير لا يتم حله الا بالتوجه الى الله سبحانه وتعالى 

كل ما وصلت اليه يعود الى سعيك ، قاوم كسلك ومللك ومخاوفك من الفشل 

ابذل مزيدا من الجهد ، ولا تقض  وقتا طويلا في الندم ، لا تملك الا هذه اللحظة للعمل والفعل 

احترام خبرات الفرح ، و استحضار الطاقة بها ، و احترم كذلك خبرات الالم الناتجة عن المشاعر السلبية من ضعف تقدير الذات ، الحزن ، التركيز على الجانب السلبي ، من الخوف ، والقلق ، فالوعي هنا يقطع مسافة مريحة لاتصال افضل مع الذات ،

عند اختيار اسلوب الفضفضة للتخلص من بعض المشاعر السلبية ينبغي انتقاء من سيستقبل هذه الفضفضة . 

تغيير طريقة التفكير تساعد في تحسين عملية الاتصال الذاتي ، بل تجعل من هذا المستوى من الاتصال  أساس تنبني عليه كافة مستويات الاتصال ، فيتحسن اتصالي مع الشريك و العائلة و العمل و الزملاء  ، ان نقاء هذا المستوى من الاتصال مؤثر جدا على نمط الحياة  ، 

ان التفكير يعبر عن اختيار ، و ليس عن حقيقة واحدة مطلقة ، تغيير التفكير ممكن جدا و يؤدي لتغيير المشاعر و تغيير المواقف الواقعية ، و الحالة النفسية ،  المرونة مهمة جدا لمواجهة الضغوط ، والحياة حافلة بالضغوطات ولا تتوقف ،، اتقن فن ترجمة مشاعرك ، ولحظاتك ، وعلاقاتك ،

راجع مواقفك ومواقف الاخرين معك  ،  و اعبر المواقف التي أغضبتك ، و اسمح لها بالرحيل ، لتخفف اعباء الذات ، 

لا تفترض ، لان الافتراض تعبير عن جمود وعدم مرونة ، الافتراض وسوء الظن فخ لا تنزلق فيه ، 

أحبب  نفسك ، وساعد في تطورك ، هذا الشعور يخلق شعورا متبادلا مع الاخرين ، لا تجعل قيمتك هي ما يمنحه الاخرون لك من تقدير ، لا تشترط تقدير الاخرين ،

لا تهرب  من مشاعرك السلبية ( الغيرة ، الغل ، الكراهية ، الانتقام ، ولها اثر على الجسد ) بالتسوق ، والتدخين ، وتضييع الوقت مع اصدقاء ، الهروب إنكار لما نتعرض له ، حدد ما يضايقك  ، المشاعر السلبية حالة عامة تواجه كل الناس ، 

تقبلها و التقبل هنا يعني الاستيعاب و الفهن و الاحتواء، استيعاب المشاعر السلبية و تقبلها على انها مرتبطة برحلة الوعي و التطور، يجعلنا نتجاوزها، 

و نتخلص من  التفكير السلبي بكل اشكاله ،

تخلص من الانتقاء ، و التركيز على جانب واحد ، تخلص من الاستقطاب من الذهاب نحو أقصى الفكرة  ، اما اكون الاحسن او ساكون الأسوأ   ، تخلص من التعميم لانه  استسلام للعاطفة لا العقل ، كل الناس هكذا ، كل النجاح له أبواب خلفية  ، تخلص من  وهم الفراسة ، و قراءة الناس و افكارهم و مشاعرهم ، تخلص من  قراءة بين السطور ، وسوء الظن ، والافتراضات السيئة ، و ألجأ للكلام الواضح المباشر ، و افتح مزيدا من الاحتمالات في قراءتك للناس و الاحداث ، 

نعم انت تقرأ الكثير من المعاني و تفهم إشارات الاتصال غير اللفظي و دلالات الكلام ، لكنها ليست مطلقة و لا يقينية ، افتح مخرجا للاخر ليمر ، و للافكار لتعبر

فن البوح لنفسك بما تشعر به ، يخرجها على السطح ، و يسهل التعامل معها ، و القضاء عليها ، 

  كن إيجابيا في حديث الذات  في ما يعرف Self Talk .، نحن نمارسه طوال الوقت لكن دون انتباه ، مارس حديث الذات بانتباه 

اصنع لنفسك روتينا يوميا تلتزم به ، تعامل مع نفسك كقائد ، مدير ، التزم قدر ما تستطيع ، ستجني ثمارا رائعة حال التزامك باداء مهامك اليومية ، و حتى لو لم يكن لديك هدفا كبيرا عظيما ، انت فقط تحب ان تعيش في رضا ، سعادة ، بهجة ، تأكد ان البداية هي التزامك ، جرب بحسم قدر استطاعتك، على ان يشمل روتينك اليومي  اوقات للتأمل و الهدوء ، اوقا اخرى للتفاعل مع مجتمعك بجودة ، اوقات للعمل و  الحركة ،  اوقات للبهجة ، اوقات لتحقيق ذاتك و فعل ما تحب ان تمتليء به روحك،

.

( من المفيد هنا معرفة ان  عمليات الاتصال تنقسم وفقا لأسلوب الاداء إلى عمليات الاتصال اللفظي 

و عمليات الاتصال غير اللفظي ، بما تشمله من رموز  طبيعية ، صناعية اجتماعية ، صناعية اعلامية ، او ظرفية سواء مكانية او زمانية ، 

كما تنقسيم عمليات الاتصال ايضا وفقا لمستويات الاتصال، و عدد المتصلين، و هنا نجد الاتصال 

الذاتي، و الاتصال المواجهي اي وجها لوجه، و الاتصال مديو وسطي، عبر البريد الالكتروني، او الهاتف او بعض تطبيقات التواصل، و اتصال جمعي عام كما في الندوات و المؤتمرات و المعارض، 

و الاتصال الجماهيري و هو ما يعرف بالاتصال عبر قنوات وسائل الإعلام) 

،،،

اهم مستوى للتواصل و الذي تقوم عليه جودة عمليات الاتصال، هو الاتصال الذاتي ،، و من هنا تأتي ضرورة تنمية هذا المستوى فهو حجر الأساس للنجاح في كل المستويات، 

،،،

تنمية الخبرة الشعورية

لا تكبت مشاعرك ، و لا تنكرها ، احرص على إدراكها ، الطاقة لا تتبدد ، 

خطوات اساسية

الملاحظة

المراقبة

التدوين

تنظيم المشاعر 

التفريق بين المشاعر الرئيسية الاساسية  و المشاعر الثانوية العارضة

المراجعة

التقييم

التقويم

جدول مهم  لتدوين الحدث ، الخبرة الشعورية ( مشاعر ، مشاعر متناقضة ، مشاعر سلبية ، ايجابية )  ، الأعراض الجسمانية ، السلوك المصاحب  ، تعليقات الناس الذين نتعامل معهم 

 

لست وحدك في مشاعرك و سلوكك ، كل الناس يمرون بخبرات شعورية متعددة ، تستغرق وقتا محددا ، لا تستمر العمر كله ، 

هل الاخرون اكثر سعادة وبهجة ؟ 

هؤلاء المبتهجون لديهم مشاكل قد تكون اكبر لكنهم يمنحون انفسهم مساحة افضل للحل و تجاوز المشاكل 

النقيض يشعرك باهمية نقيضه 

لا ينشغل الناس بك طوال الوقت ، لست مركز الكون ، يتجاوز الناس اخطاء الاخرين اذا كانت اخطاءً عارضة ، والحياة تسير ، مع مراجعة الأخطاء ، و تقييمها ثم تقويمها 

انتبه قبل ان تتحول حالتك النفسية الى آلام جسدية مزمنة ،  فعدم الوعي بمشاعرك ومشاعر الاخرين وادراك الخبرة الشعورية يجعل هذه الخبرة عشوائية فيطغى الجانب المظلم السلبي للخبرات التي مرت بنا  ، الجسد حين يتعامل وحده مع المشاعر السلبية يحولها الى مشاكل جسمانية ، قد لا يفرق الانسان بين الالم النفسي والالم العضوي خاصة اذا كان يعاني من  ضعف الوعي بالحالة الشعورية ، تعزيزالالم وخبرة الألم لجذب الاهتمام دون وعي ، او الانصراف عن المشاكل والمشاعر السلبية بالهروب الى الأطباء والتحاليل و الفحوصات لتشتيت الذهن والحفاظ على العلاقات الاساسية في الحياة خاصة اذا تسبب المقربون جدا في حدوث الآلام النفسية   ، ثم يحدث الخلل في افرازات الجسد للمهدئات  في حالات هذا الالم ، 

و قد وجد الباحثون ارتباطا بين الألم النفسي و الألم الجسدي ( يمكنك مراجعة موضوعات حول السيكو سوماتيك،Psychosomatic medicine(أمراض نفسية جسمية)) 

 )الاهتمام بالخبرات الشعورية مع عدم اغفال الفحوصات الطبية الجسدية من تحاليل و اشعة، 

ابرزها، آلام أسفل الظهر؛ 

ترمز لمعتقدات تخص الدعم والسند الأمان والوفرة المالية، 

منطقة وسط الظهر؛ 

ترمز لإستقبال الحب، العلاقات والهدايا و أمراضها ترمز لصعوبة في الاستقبال أو التعرض للخيانة والغدر، 

آلام الكتف؛ 

ترمز أنك تتحمل مسؤوليات غيرك، وحمل العالم على كتفيك، 

المفاصل؛ 

ترمز للمرونة والحرية أمراضها تشير إلى العناد، تصلب الرأي التحكم والسيطرة

الأسنان؛ 

ترمز للبهجة والسرور والتعبير عن الرأي و آلامها ترمز للتوتر والقلق وكتم المشاعر والمشاكل.

ان تحسين عملية الاتصال الذاتي يتبعه عدة تحسينات متتابعة 

_ تتنوع طرق الاتصال الذاتي :- بين التفكير فقط سواء كان تفكيرا عشوائيا او تفكيرا واعيا

الكلام بصوت واضح او تمتمات غير واضحة، و ربما تكون في حالة تركيز في الكلام او يصدر عنك هذا الكلام بشكل عفوي و قد يصل إلى مرحلة الكلام غير المدرك 

لغة الجسد ايضا مدركة او غير مدركة،. فقد يسألك من حولك هل تريد شيئا و انت لا تعرف لماذا يسألون 

الكتابة من مجرد فضفضة إلى كتابة واعية 

 

_عوامل الاتصال الواضح مع الذات نحو الاتصال الأعظم :- 

مهارات الحديث الصمت قوة الفكرة، اللفظي و غير اللفظي، 

التخلص من الغرور و الغطرسة و سيطرة  الايجو ،

التقليل من التعرض لمخاطر الحياة و صراع البقاء،  تأمين مسكن مشرب مأكل ، 

لا تكن  غارقا في المشكلة ،

مشاعر  استياء رفض انتقام ندم  تنظيف هذه المشاعر يفتح استقبال إشارات .

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,518