حديث الروح 1967 محمد إقبال رياض السنباطي ام كلثوم،
هما قصيدتان كتبهما الشاعر الباكستاني محمد إقبال باللغة الأردية ، كانت كتاباته بالفارسية ، قصيدة "شكوى" تضم 120 بيتاً و قصيدة "جواب الشكوى" أطول فهي تقع في 140 بيتاً. ترجمها محمد حسن الأعظمي إلى العربية نثراً ضمن قصائد أخرى وقدمها للشاعر المصري الأزهري الصاوي شعلان والذي أعاد كتابتها. و نقلها للعربية شعرا ، اقبال يبث شكواه و شجونه حول الدور الحضاري للمسلمين في التاريخ. و يتألم لحال المسلمين في كل اقطار الأرض و يحاول مواجهة المشكلات الحضارية لذلك كانت الشكوى لله لما وصل إليه حال الأمة الإسلامية و جواب الشكوى كانت جواب من الله للمسلمين على شكواه,اثر نشره قصيدة الشكوى هاج العلماء ضده و أخذوا يهاجمونه ولكن عندما قام بنشر قصيدة جواب الشكوى زالت المشاحنات و اللغط الذي دار حول القصيدة فكانت جواب الشكوى ارضاء للعلماء.
حديثُ الروحْ للأرواحِ يسْرِي وتدركهُ القلوبُ بِلا عناءِهَتفْتُ بهِ فطارَ بِلا جناحٍ وشقَّ انينهُ صدرَ الفضاءِومعدِنهُ تُرابيٌ ولكنْ جرتْ في لفْظِهِ لغةُ السماءِ
لقدْ فاضتْ دموعُ العشقِ منِّي حديثاً كانَ عُلويَ النداءِ
فحلقَ في رُبى الأفلاكِ حتى اهاجَ العالمَ الأعلىَ بُكائي
تَحاوَرتْ النُجومَ وكلَّ صوتٍ بقربِ العرشِ موصولُ الدعاءِ
وجاوبتِ المجرةُ علَّ طيفاً سَرى بينَ الكواكبِ في خفاءِ
وقال البدرُ هذا قلبُ شاكٍ يواصلُ شدواهُ عندَ المساءِ
ولمْ يعرفْ سِوىَ رضوانَ صوتي وما أحْرَاهُ عندي بالوفاءِ
***
شكوايَ أمْ نجْوايَ في هذا الدُّجى ونجومُ ليليِ حُسّدي أمْ عُوّدي
امْسَيتُ في الماضِي أعيشُ كأنَّما قَطَعَ الزمانُ طريقَ أمْسِي عنْ غدي
والطيرُ صَادحةُ عَلَىَ افْنَانِها تُبْكِي الرُبى بأنِينِها المتجددِ
قدْ طالَ تَسْهيِدِي وَطَالَ نشيدُها وَمَدَامِعي كالطَّلِ في الغُصنِ النَّدِيِ
فإِلى مَتَىَ صَمْتي كَأنِّي زهْرةٌ خَرْسآُ لمْ ترزقْ برَاعةَ مُنْشِدِ
قِيثَارتي مُلئتْ بِأنَّاتِ الجِوَىَ لَاَ بُدَّ لِلْمَكبُوتِ مِنْ فَيَضَانِ
صَعَدَتْ إِلَىَ شَفَتِي خَوَاطِرُ مُهْجَتِيِ لِيُبِيْنَ عَنْهَا منْطِقِي ولِساني
أَنَا مَاَ تَعَدَّيْتُ القَنَاعَةَ والرِضَا لَكِنَّمَا هِيَ قِصَّةُ الأشْجَانِ
يَشْكُوْ لَكَ اللَّهمُّ قَلْبٌ لَمْ يَعِشْ إلَّاَ لِحَمْدِ عُلاكَ فِيِ الأكْوَانِ
مَنْ قَامَ يَهْتِفُ بِاسْمِ ذَاتِكَ قَبْلَنَا ؛ مِنْ كَاَنَ يَدْعُوُ الواحِدَ القَهْارا
عَبَدُوا الكَوَاكِبَ والنُّجُومَ جَهَاَلَةً لَمْ يَبْلُغُوُا مِنْ هَدِيِهِا أنْوَارَا
هَلْ أعْلَنَ التَّوْحِيْدَ دَاعٍ قَبْلَنَا وَهَدَىَ القُلُوبَ إليْكَ والأنْظَارا
نَدْعُوا جَهاراً لَاَ إلهَ سِوى الذيِ صَنَعَ الوُجُوُدَ وَقَدَّرَ الأقْدَارَا
إذَا الأيِمَانُ ضَاعَ فَلَاَ أَماَنُ؛ وَلَاَ دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحيِّ دِيْنَا
وَمَنْ رَضِيَ الحَيَاةَ بِغِيْرِ دِيْنٍ فَقَدْ جَعَلَ الفَنَاءَ لَهَا قَرِيْنَا
وَفِيِ التَّوْحِيِدِ للْهِمَمِ اتِّحَادٌ وَلَنْ تَبْنَوا العُلَىَ مُتَفَرِّقِيْنَا
ألَمْ يُبْعَثْ لِأُمَتِكُمْ نَبِيٌ يُوَحِّدُكُمْ عَلَىَ نَهْجِ الوِئَامِ
وَمُصْحَفِكُمْ .. وَقِبْلَتِكُمْ جَمِيْعَاً مَنَارٌ لِلْأُخُوَةِ والسَّلَامِ
وفوقَ الكلِّ رَحْمَنٌ رَحِيْمٌ .. إلهٌ واحِدٌ .. رَبُ الأنَامِ