ولد الملحن “كمال محمود زكي الطويل” يوم 11 أكتوبر عام 1923 في طنطا، كما تفتح وعى الطفل كمال على الموسيقى والنغمات من خلال ارتباطه بعائلة والده حيث عاش أثناء بعثة والده إلى انجلترا في كنف جده بطنطا وكان الجد يصحب حفيده إلى سرادقات الإنشاد في مولد السيد البدوي ليستمع إلى أساطين التلاوة والإنشاد مثل الشيخ مصطفى إسماعيل.. وقد راح الفتى الصغير (يجتر) مخزونة من الموسيقى والغناء ليستأنس به في مواجهة الوحدة والتعاسة التي حاصرته في مدرسة الأورمان الداخلية وتلك التعاسة التي زادها حنينه الجارف لوالدته تلك الوحدة التي زادها إحساسه بالغربة بين مجموعة الطلاب كبار السن. ولم يجد كمال مفراً إلا الهروب بتعاسته ليعيش في شرنقة من الحزن والمسكنة ولا يخفف عنه إلا جلوسه وحيدا (يدندن) بعض الأغنيات واستمع مدرس الأناشيد بالمدرسة (محمد صلاح الدين) إلى صوت كمال وأعجب به وقدمه إلى المفتش العام للموسيقى أحمد خيرت الذي كان التلاميذ يحفظون أناشيده ويرددونها. وأصبح كمال المطرب الرسمي
،
تخرج “الطويل” من معهد الموسيقى العربية عام 1949 ثم تم تعيينه مفتشا للموسيقى بوزارة المعارف، ليعمل بعد ذلك مديرا لإدارة الموسيقى والغناء بالإذاعة عام 1951، فهو صاحب أول فكرة برنامج أركان الإذاعة.
وفي عام 1952 احترف “الطويل” التلحين، ولحن نشيد “والله زمان يا سلاحي” الذي أصبح بعد ذلك السلام الجمهوري المصري خلال الفترة (1958- 1977)، كما درس الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى المسرحية عام 1959 وعمل مستشارا فنيا بوزارة الثقافة والإرشاد بالكويت عام 1966.
الصديق مرأة صديقه ، يرى فيها امكاناته وإبداعاته ، خاصة اذا كان صديقا حقيقيا ، عبد الحليم بذكائه وحساسيته الفنية اكتشف في كمال ملحناً أكثر منه مطرباً فسأله ذات يوم لماذا لا
تلحن واستحسن الطويل الفكرة وراح يبحث في أشعار والده عن قصيدة يبدأ بها مشوار التلحين ، واختار قصيدة تقول (إلهي ليس لا إلا عونا.. فكن عوني على هذا الزمان) وعندما استمع حليم إلى اللحن أعجب به واتفقا على اختيار زميلتهما فايده كامل - وكانت مطربة معتمدة بالإذاعة - لغناء القصيدة
التي نجحت كثيراً مما دفع كمال إلى اختيار قصيدة أخرى لوالده تقول (قل أدعو الله إن يمسسك ضر.. ووجه ناظريك إلى السماء) وغنتها شادية ،غنّت شادية قل ادعوا الله أن يمسسك ضَرّ من ألحان كمال الطويل، من فيلم اشهدوا يا ناس (١٩٥٣) من إخراج حسن الصيفي
..
قـل ادع الله إن يـــــــــــــــمسَسْك ضرٌّ ووجِّهْ نـاظريك إلى السَّمــــــــــــــــاءِ فعـند الله إنْ تسألْه أجـــــــــــــــرٌ. وعـند الله مـوفـورُ الرَّجــــــــــــــاء
وقـل يـا رب لا تسأل ســـــــــــــــواه يبـدِّلُ بعـد عسـرِ الـيــــــــــــوَمَ يُسْرا
وان عادٍ عدا فأدفع أذاه ، بذكر الله تلقى الضعفَ نصرا
قـل ادعُ اللهَ لا تــــــــــــــيأس لخطب ولا تحـزن عـلى آلٍ ومـــــــــــــــــال
وثِقْ فـي كل نـــــــــــــــــــازلةٍ بربٍّ يبـدّلُ إن يرد حـالاً بحــــــــــــــــال
قـل ادع الله سـرًا أو جهـــــــــــــارًا وقـل يـا رب لا تسأل ســـــــــــــــواه فعـيـنُ الله لـيلاً أو نهـــــــــــــارًا تـراك وإنَّ عـيـنك لا تـــــــــــــــراه قــــــــــــــــــــــــــــل ادع الله ،،،