كنت اراقب الذبابة وهي تحاول الخروج من النافذة ،، تلتصق بالسلك ،، و تسير عشوائيا في اتجاه غير صحيح ،، بينما المسافة التي ينبغي لها ان تسلكها قصيرة جدا ، لو سارت في الاتجاه الصحيح ،، تطن وتزن بحثا عن الحرية وكلما اقتربت عادت واستدارت لتسير في مسارات متوترة ،،

تحاول ،، مرات ، حتى يصيبها الاحباط ، الخيبة في تحقيق الهدف بعد محاولات عديدة ، ثم تنتهي الى يأس ، يدفعها اليأس ان  تقبع في مكانها حتى ينتهي النهار ، وتنام على السلك في انتظار هزة خارجية او صدفة ترشدها لطريق الخروج ، وهكذا نحن ، احيانا ، حين تصادفنا العوائق التي تحول دون الهدف ، فنستسلم وقد نصل للإحباط ، لليأس خاصة اذا لم نمتلك الرؤية التي تشير الى وجود الَمخرج ،
تحاصرنا مشاعر الاحباط حين لا نجد طريقا لتحقيق ما نتمنى ، مشكلات وعوائق ، 
فالإحباط مجموعة من المشاعر المؤلمة،  التي تحاصر الانسان ، غضب ، ضيق ، اختناق ، توتر ،
يؤثر الاحباط على أسلوب التفكير، بل والاستسلام للإحباط يؤثر على قوة الملاحظة ونسب الذكاء ، ، وقوة الذاكرة، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، 
ثلاثة عناصر اساسية هي أطراف عملية التعرض للإحباط 
انت ، الشخص الذي تعرض للإحباط 
الأمنيات  ، والحلم ، او الهدف الذي كان يسعى لتحقيقه 
المشكلة او العائق الذي أدى لعدم تحقيق الهدف 
،،
لاحظ  مجموعة من العلامات  تدل على الإحباط،
انغلاق على الذات مع الام نفسية
توقع حدوث الأسوأ 
فقدان الرغبة والتحفيز نحو اي شيء مبهج 
فقدان الثقة بالذات 
التعب الدائم ، والإحساس بالإجهاد الجسدي 
،،
من المهم جدا التدريب على مواجهة الإحباطات البسيطة  منذ الصغر ، لا يمكن لانسان ان يحقق كل ما يتمنى وقت ان يتمنى ، بل بعض الرغبات تؤجل مع توضيح اسباب التأجيل ، هذا تدريب مهم جدا ، 
التوازن بين الهدف ، والقدرة على تحقيقه ، وزيادة المهارات اللازمة لذلك 
زيادة الثقة بالنفس عن طريق زيادة المهارات والكفاءات 
زيادة الجهد المبذول للوصول للهدف 
تغيير اسلوب العمل او طريقة الوصول للهدف ، 
يمكن تغيير الهدف تماماً ، لا تكن أسير السيناريو الأوحد للحياة ، بل ضع خطة ، وخطة بديلة ، حتى يتحقق ما تتمنى ، وحتى ما تتمنى، وزعه على امنيات تشمل كل جوانب الحياة ، لا على جانب واحد وتكتفي 
،،
لا يتعرض للإحباط الا من يسعى للنجاح ، قد يكون إحباطك احد المؤشرات الجيدة انه لديك حلم ، هذه ميزة كبيرة ، لديك مشكلات تحول دون  تحقيقه ، هذا عيب ، أيهما اكبر في قلبك وعقلك ، حلمك ام إحباطك ، كلما حاصرت الاحباط قل حجمه ، و زمنه ، 
انت المسئول الاول عن نفسك ، عن مواقفك ، عن سعيك  ، عن استمرارك او استسلامك ،
قوتك يمكنها ان تتدخل لتكتشف في نفسك ما لم تكن تتوقع ،، ليصبح هذا الاحباط دليلك للنجاح ،،
، 
كن سيد موقفك المحبط ، تستطيع ان تسيطر عليه ، بداية السيطرة على إحباطك وما أدى اليه هو فكرة ،نعم فكرة ، !  فكر بأنك في موقف مؤقت ، وان الاحباط سيزول فكر بذلك جيدا ، انت ستعود افضل مما كنت لان الاحباط حين تتغلب عليه تشعر بقوة وسعادة وتستعيد رونقك و ما فقدته في طريق الاحباط ، سيطر على افكارك السلبية وحاصرها وحددها لتقف عند نقاط معلومة محددة بحدود فاصلة ، ولا تتسع ،،
لا تعقد مقارنات تظلم بها نفسك ، كل المقارنات غير صحيحة سواء التي تكتشف فيها انك افضل من الاخرين او تلك التي تكتشف من خلالها انك أسوأ من الاخرين ، توقف فورا عن المقارنات ، فانت لا تدري شيئا عن ظروف وخفايا من تقارن نفسك بهم ،،
نظم يومك ، بأعمال ومهام ،  حتى لو لم يكن لديك العمل الرسمي ، الزم نفسك بأعمال حتى لو تطوعية، 
يمكنك ايضا ان تتعلم  شيئا جديدا ، وان تُمارس رياضة خفيفة ، حتى لو تمشية ،، اعلم انك في البداية لن تستطيع فلديك معاناة جسدية لايدري لها الأطباء سببا ، جاهد واجتهد  وتحرك ،
اضحك على ابسط المواقف والنكات ، لا ترفض ان تضحك ، لا تقاوم ابتسامتك ، انت تحتاجها الان اكثر من اي وقت مضى ،،
انخرط في حوارات مع الناس المقربين الى نفسك ، اتصل بهم ، حتى لو دقايق قليلة ، اقترب من المبتهجين ، اقرأ ما يسرك ، شاهد ما يضحكك ،
دوام الحال من المحال ، كل هذا سيتغير ، تأكد من ذلك
اقترب من الله ، 
.

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 130 مشاهدة
نشرت فى 30 يناير 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

626,320