عندما يكون لشيء معنى، يكون له غرض؛ و له دلالته. وبالمثل، حياة لها معنى تكون هادفة وهامة. الشعور كما لو حياتك لا معنى لها يؤدي إلى الاكتئاب واليأس. إضافة معنى للحياة ليست علما دقيقا، لكن من الممكن تطوير حياة ذات معنى لنفسك إذا كنت على استعداد لتكريس بعض الوقت والنظر فى هذه العملية.
ــ غير وجهة نظرك في الحياة
1.اكتشف الغرض. ليمكنك الشعور إن حياتك لها غرض، يجب ان يكون لديك تأثير وتعمل على الاستفادة القصوى من قدراتك و وقتك، حتى يبعث المعنى لحياتك. هذا قد يتطلب منك محاولة وضع يدك في أشياء كثيرة مختلفة.مثلا إذا كنت تهوى التصوير ، استعير او اشترى كاميرا أو خذ دروس فى التصوير، و انظر كيف تشعر. أو ربما كنت ترغب في مساعدة الآخرين وتجيد التواصل – حاول اعطاء دروس لمعرفة ما إذا التدريس يساعدك على الشعور بالرضا. التمارين الاتيه التي يمكن أن تساعدك على العثور على الغرض الخاص بك:
- تصور نفسك في سن الشيخوخة، و تامل حياتك. أي نوع من الحياة تود أن تعيش؟ هل تشعر بالارتياح مع السفر في جميع أنحاء العالم، ولكن ليس بالضرورة ان تُكون عائلة؟ أو هل تشعر بالفخر والاحتواء إذا كان لديك أسره كبيرة، صحية؟
- اكتب نقاط القوة ومواهبك. ما هي الطرق التي يمكن أن تستخدمهم فيها؟ في وظيفتك؟ كمتطوع ؟ أو كصديق؟
- كل ليلة لمدة أسبوع، توقف لحظة لكتابة الأحداث والأنشطة التي تمنحك الطاقة، والسرور، والشعور بالهدف، و الفعاليات والأنشطة التي لم تكن مفيده. راجع القائمة في نهاية الأسبوع، و حاول التفكير في طرق لتحقيق أقصى قدر من الامور التى تنشط و ممتعة في حياتك.
2.معرفة ما هو مهم بالنسبة لك. كل شخص لديه أولويات مختلفة؛ معرفة ما هو مهم بالنسبة لك ضروري للعيش حياة ذات معنى. إعمل قائمة من خمسة أشياء مهمة بالنسبة لك، ثم انظر في ما إذا كانت الطريقة التي تعيش حاليا بها حياتك تتماشى مع هذه الأمور. إذا لم يكن كذلك، كيف يمكن أن تغيرها لدمج أفضل الأشياء التي هي مهمة بالنسبة لك؟
3.أكتب الأسباب التى جعلتك تشعر بأنك بحاجة إلى إضافة المزيد من معنى لحياتك. لماذا تشعر بأنك بحاجة للقيام بذلك؟ هل شهدت أحداث كبيره فى الحياة ؟ أيا كان السبب، أكتب أسباب الرغبة لإضافة معنى لحياتك. يمكنك كتابتها على الورق أو كتابتها على جهاز الكمبيوتر لديك. هذا سيساعدك على فهم لماذا هى مهمه بالنسبة لك، و هذا يساعد أيضا على تنظيم أفكارك.
- فهم أهمية المعيشة الهادفة. وجود الشعور بالهدف تحسن نوعية الحياة، بل ويمكن أن تساعدك على العيش لفترة أطول.
- انتبه إلى أن المعنى ليس هو نفسه السعادة. قد تكون سعيدا، ولكنك لا تعيش حياة ذات معنى. من ناحية أخرى، تعيش حياة ذات مغزى لا يعني بالضرورة أنك سوف تكون سعيدا. هذا لا يعني أن تكون سعيدا ليس مهما، ولكن بدلا من ذلك، يجب أن لا نتوقع ان العثور على معنى للحياه يعني العثور على السعادة.
4.تحديد هدف لنفسك. فكر في شيء لديك دائما تريد القيام به. ربما كنت ترغب في الحصول على عادة الجرى، أو ربما كنت تريد أن تكتب رواية. بغض النظر عن ما هو ، وضع هدف والعمل على تحقيقه يساعدك على الشعور انك قادر على تحقيق هدفك مما يعطى معنى لحياتك.
- جزء هذا الهدف إلى أهداف أصغر و أكثر تحديدا، يمكن التحكم فيها. هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أن كسر هدف كبير إلى خطوات صغيرة، قابلة للتنفيذ يجعلك أكثر تأهيلا لتحقيق هذا الهدف.
• احتفظ بمذكره تسجل تقدمك. هذا سيساعدك عندما تشعر بانخفاض دوافعك لأنه يتيح لك فرصة لإعادة تحفيز نفسك، وترى إلى أي مدى قد وصلت بالفعل.
5. غير الطريقة التي تفكر بها لحياتك المهنية. قال مارتن لوثر كنغ الابن ذات مرة: "أيا كان عملك ، إفعله بشكل جيد." إذا كان لديك وظيفة لا تجد معنى لها، ركز على أن تكون الأفضل في عملك. هذا، في حد ذاته، يمكن إضافة معنى لأنه يتطلب منك أن تذهب إلى العمل كل يوم مع هذا الهدف في الاعتبار.
6.اعرف الأشياء التي أنت ممتنا لها. خذ الوقت للكتابة أو على الأقل إعرف الأشياء التي تشعر لها بالامتنان فقد تساعدك على الشعور بأن حياتك أكثر وضوحا. عبر عن امتنانك ، بدلا من القلق حول ما لم يكن لديك، فهذا يمكن أن يساعدك على إعادة التركيز والتواصل مع العالم من حولك. يمكن التواصل مع الطبيعة، و الأشخاص الآخرين، أو رؤسائك يساعدك في تحقيق معنى لحياتك.
- زراعة الامتنان يذكرنا أنه حتى عندما تحدث أمور سيئة أو لا تسير في الاتجاه الذى خططنا له، لا تزال هناك أشياء جيدة في حياتنا. بالقضاء على الشعور بإننا يجب أن يكون دائما لدينا أكثر من غيرنا، يساعدك على معرفة ما هو مفيد حقا في حياتك.
7.اطلب المساعدة. في بعض الأحيان، قد ننشغل جدا بأفكارنا الخاصة عن مشاكلنا، التي يمكن أن تجعل من الصعب إيجاد حلول لها. يمكنك التحدث مع صديق تثق به أو أحد أفراد أسرتك، فإنهم قد مروا بتجارب مماثلة أو اعطائك مجرد اقتراحات حول الأشياء التي يمكنك تجربتها.
إجراء التغييرات فى حياتك
1.بناء علاقات وثيقة. هذا يمكن أن يكون مع العائلة أو أصدقاء لديك بالفعل، ولكن يمكن أيضا أن يكون مع أشخاص جدد. وفي كلتا الحالتين، لبناء علاقة وثيقة مع الآخرين ياخذ وقتا. هذا هو احد الطرق الرائعة لإضافة معنى لحياتك لأن هذه العلاقات عميقة، وتقدم فائدة لك في شكل حب و دعم. بعض الطرق لتعزيز علاقاتك ما يلي:
- كن مستمعا جيدا. بدلا من انتظار دورك للحديث، أو فحص الهاتف أثناء شخص يتحدث، وجه تركيزك الى المتحدث وما يقول. اظهر مدى اهتمامك بالاستماع بواسطة الايماء، وطرح أسئلة للمتابعة، وتكرار بعض الجمل (مثل "وهكذا، ما تقوله هو ...").
- تعلم طرق صحية للتعبير عن عواطفك. معرفة كيفية إدارة غضبك تمنعك من الصراخ، والعراك، أو الانخراط في سلوك مسيء مع الآخرين.
- إظهر أنك جدير بالثقة. عندما تقول أنت ذاهب لتفعل شيئا، تابعة وقم بتنفيذه. قل الحقيقة، وكن متسقا، وإذا كنت على خطأ، اعترف به و تراجع عنه.
2.العمل من خلال المشاكل في العلاقات الحالية. يمكن ان يوجود فى بعض الأحيان فى العلاقات الوثيقة مع الناس بعض التحديات التى قد تكون صعبه. يمكن أن يكون هناك أسباب كثيرة وراء أنها صعبة، ولكن حاول حلها بهدوء و محبه.
- على الرغم من التأكيد على أن هذه العلاقات قد تأتي من وقت لآخر، قد أظهرت الأبحاث أن ما لم تكن جسديا أو عاطفيا مسيئة، فهي مهمة لتطوير الإحساس بالمعنى.
- تعلم ضبط الحدود. وضع حدود صحية واضحه هو وسيلة لحماية نفسك وتحسين شعورك بنفسك.
- التواصل بحزم. المعامله بحزم لا يعني العدوانية - وهو ما يعني أنك تلبى احتياجاتك وفى الوقت ذاته تحترم احتياجات الآخرين.
3.كن متعاطفا. قال الدالاي لاما: "الرحمة هو ما يجعل حياتنا ذات معنى." بعض الأحيان يكون الأمر سهل، ولكن لمرات عديدة هو تحدي. عندما ترى شخص يعاني أو يفعل شيئا يزعجك ، حاول أن تضع نفسك في مكانه وتفكر باسلوبه. فكر كيف سيكون شعورك أو تصرفك لو كنت تواجه نفس الوضع. من خلال ذلك، سوف تتشجع على التصرف، إما عن طريق محاولة مساعدة الشخص الذى يعانى أو أن تظهر تفهمك.
- هذا ينطبق أيضا على موقفك مع نفسك. في بعض الأحيان، قد تخطئ، وهذا يحدث مع كل الناس. حاول أن تكون متعاطفا مع نفسك كما تحب أن تكون لشخص ما يهمك حقا.
4. شارك فى الاعمال الخيريه. قدم ما تستطيع من اعمال لمساعده المحتاجين ،او ذوى الاحتياجات الخاصه ،او المشاركه فى محو الاميه لمن منعتهم ظروفهم من التعليم...الخ. هذه الاعمال تضفى على حياتك معنى وتشعرك بالرضا عن نفسك، وتمنحك الشعور بالامتنان لما هو لديك و يحرم منه غيرك.
5.كن شجاع. التفكير في عاداتك اليومية أمر مخيف. ذلك يتطلب منك أن تكون حقا صادقا مع نفسك حول كيف تعيش حياتك. قد تضطر إلى إجراء تغييرات كبيرة للوصول الى الشعور بأن حياتك لها غرض، وهذه الرحلة سوف تنفق حياتك كلها عليها.
- إذا قررت أن ما كنت تريد أن تفعله بحياتك هو الشيء الذي يتطلب تغييرات كبيرة (على سبيل المثال تسافر في جميع أنحاء العالم، استثمار الكثير من مدخراتك فى مشروع، أو تغيير الروتين اليومي لحياتك)، عليك التغلب على الخوف داخلك. الخوف غالبا ما يعوقنا عن فعل ما نريد حقا أن نفعله.
- بناء الثقة و الاعتراف بمخاوفك و مواجهتها، تساعدك على بناء الشجاعة.
نصائح
- إنشاء معنى لحياتك لا يأتي إليك بدون عمل. من أجل العثور على هدفك ، سيكون عليك بذل الجهد من خلال التفكير في القيم والتفكير في وجهة النظر الذى تختار أن تأخذها. لا تتوقع هذا المعني أن يأتي اليك دون مجهود.فكر و خطط و نفذ لتعطى لحياتك معنى.
المصدر: د. نبيهه جابر
(يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل أو الاقتباس)
ساحة النقاش