عدم الوقوع في الخطأ هو أكبر خطأ

الخوف من ان تكون لا شىء، و عدم تحقيق شيء, و ان تصبح لا شيء , هو شىء أكبر من مجرد الخوف من الوقوع في الخطأ.

حياة بها اخطاء ليس فقط أكثر شرفا، ولكنها أكثر فائدة من حياة فارغة من أي عمل. ~ جورج برنارد شو

هنا 7 أسباب لماذا عدم الوقوع في الخطأ هو في الواقع أكبر خطأ يمكنك أن تقترفه فى حياتك.

1.   الاخطاء تساعدنا على اكتشاف أنفسنا :

مع كل خطأ نكتشف اننا نعرف أكثر عن أنفسنا، عن من نحن، عن حدودنا، عن قدراتنا، حول ما يمكنا وما لا يمكنا القيام به. انها تساعدنا ان نكون أكثر رحمة وأكثر تسامحا مع أنفسنا و مع الآخرين.

2. الأخطاء تعلمنا دروس الحياه :

الوقوع في الخطأ سوف يعلمنا في الواقع دروس قيمه فى الحياة , وسوف نسعد بما تعلمناه. هناك الكثير نستطيع أن نتعلمه جميعا من أخطائنا، ولحظة ان ننظر فيها للدروس نفسها بدلا من الأخطاء، لن يعد لدينا هذا الخوف من مواجهة اى خطأ على طول رحلة الحياه.الأخطاء هي جزء من كوننا بشر.هى دروس الحياة الثمينة التى لا يمكن تعلمها الا بالطريقة الصعبة.

3. الاخطاء تعلمنا كيف نسامح :

واحدة من أعظم الدروس التى نتعلمها من الوقوع في الخطأ هو الغفران. مع كل خطأ تقترفه، سوف تتعلم اهميه ان تغفر لنفسك و لكثير من الناس من حولك. سوف تفهم أنك لست مثاليا وأن الكمال لا وجود له في الواقع، فقط لدينا نوايا طيبه ان نبذل قصارى جهدنا لعمل الافضل. ومن الذى يريد أن يكون كاملا على أي حال ؟ الكمال لا يترك أي مجال للتحسين.

4. الأخطاء تساعدنا على التحرر من مخاوفنا :

عدم الوقوع في الخطأ - اليس في الواقع أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه فى حياتك ؟ الحياة ليست حول تجنب الأخطاء بل تبني فكرة أن الأخطاء سوف تأتي في طريقك  و يجب ان تكون على استعداد لمعالجتها و التعلم من هذه الأخطاء. تخلي عن مخاوفك و اسمح لنفسك بتجربة الحياة.

5. الاخطاء تجعلك تعيش بدون كثير من الندم :

صدق أو لا تصدق ، إذا كنت تريد ان تلعبها بأمان سيكون لديك الكثير والكثير من الأشياء التي لم تفعلها بدلا من الأشياء التي كان عليك ان تفعلها، وسوف تندم لانك لم ترتكب الأخطاء وفقدت الكثير من الدروس التى كان يمكن ان تتعلمها منها و النجاحات التى  كان يمكن ان تحققها نتيجه الدروس المستفاده.

6. بالأخطاء يأتي النمو والتقدم :

إذا كنت لا تخطئ كيف يمكنك أن تتوقع أن تنمو و تتطور كإنسان؟ كم منا تعثر لأنه سمح للخوف من الوقوع في الخطأ ان يشله ويتجمد مكانه؟ كيف يمكننا أن نتوقع أن تعلم أي شيء جديد إذا كنا لا نسمح لأنفسنا أن نحاول و نخطئ لنصل للصح؟

ماذا حدث عندما كنت تتعلم السباحة؟ ارتكبت الأخطاء، وماذا حدث؟ ارتكبت أخطاء اكثر، وعندما تقدمت فى السباحه ارتكبت بعض الاخطاء دون ان تغرق بل كان ممكن ان يحدث ذلك- و مرات عديدة - ما رأيك الآن؟ يمكنك أن تسبح و بمهاره؟ حسنا - الحياة ليست سوى نفس تعلم السباحة! لا تخافوا من الوقوع في الخطأ، لأنه لا توجد هناك وسيلة أخرى للتتعلم كيف تعيش هذه الحياه وتواجه تحدياتها!

7. الأخطاء هي الخطوات الى السعادة :

يمكنك الحصول على الثقة والشجاعة والخبرة في كل مرة ترتكب خطأ جديد في مجال محدود، و مع الوقت سوف تتحسن أكثر وأكثر في اداء الأشياء التي تحب القيام به. تذكر توماس اديسون؟ انه فشل أكثر من 9999 مره و فى المره 1000 نجح فى تحقيق اكتشافه اللمبة الكهربائيه وفي النهاية حقق نجاحا صفق له العالم.

عندما تعرف بالضبط ما تريد وعندما تكون قادرا على رؤية هذا شيء بعين عقلك ، لا شيء يمكن أن يمنعك من التحرك إلى الأمام، لا شيء يمكن أن يمنعك من تحقيق أحلامك والسماح للسعادة بالدخول في حياتك.

صدقوا أو لا تصدقوا، لن تقترفوا كل الاخطاء التي تتوقعوا ان تقعوا فيها اذا حاولتوا، واذا اخطئتوا، فإن السماء لن تسقط و العالم كله لن يتوقف عن القيام بكل ما يقوم به فقط ليضحك عليك او يسخر منك .

 كيف يمكنك أن تتحرر من خوف الوقوع في الخطأ؟

أولا : حدد من اين تأتى هذ الرغبة في الكمال داخلك: بالنسبة لمعظم الناس، يأتى الخوف من التعرض للانتقاد، من قبل الوالدين, و من قبل الناس بشكل عام. ربما تعلمت أن تربط الوقوع في الخطأ مع أن خوفك ان يٌحكم عليك، تٌرفض، يٌسخر منك، و حملت معك هذا الربط حتى يومنا هذا. فكر أين وكيف نشأت هذه الرغبه الشديده للكمال داخلك.

ثانيا، دراسة معتقداتك عن الوقوع في الخطأ: ربما تعلمت أن الوقوع فى الخطأ من شأنه أن يؤدي إلى كارثة. على سبيل المثال، إذا اخترت صديق واتضح انه سيئ ، ستعتبر أنك اصبحت أحد أفراد عصابة. لو فشلت في اختبار الرياضيات، ستظن ان هذا يعني أنك لن تدخل الجامعة وينتهي بك الحال ساعى فى الجامعه. قد يكون هذا التفكير، " معتقدات غير منطقيه"، وبالفعل هى كذلك، ولكن هذه هي طبيعة الخوف الذي يدفع لحب الكمال ويخيفك من المحاوله والخطأ. ما هي " معتقداتك الغير منطقيه"؟ ماذا سيحدث إذا فشلت أو أخطأت ؟ ثم ماذا سيحدث بعد ذلك؟ كيف يمكنك أن تتعامل مع الخطأ؟

ثالثا، ابحث عن الحالات التي تثبت ان معتقداتك خاطئه: على سبيل المثال، لقد كان لك نصيب من الاصدقاء السيئين، و فشلت فى أكثر من اختبار للرياضيات في حياتك.  لم يأت العالم إلى نهايته، اختر مثال حيث كنت خائفا من الفشل أو ارتكاب خطأ ولكنك استطعت ان تنجح .انك رسبت ولكنك الان حاصل على الليسانس او الدكتوراه, كان لك صديق سىء ولكنك لم تصبح فرد فى عصابته والان انت شخص صالح بشهاده الجميع. هذه الحقائق تثبت ان معتقداتك القديمة خاطئه. ابحث عن بعض الحقائق التي تطعن معتقداتك عن الوقوع في الخطأ؟

رابعا، تطوير معتقدات جديدة : الخوف من الوقوع في الخطأ يتطور ونحن ننمو و ندرك ردود فعل الآخرين لاخطائنا. عندما نختبر استجابة  الاخرين سلبا على أخطائنا، نفكر في الأخطاء و كانها شىء سئ. و مع ذلك، خلافا للاعتقاد السائد، يمكن ان تكون الأخطاء شىء جيد. وإلا كيف تتعلم دون المحاوله و الخطأ؟ تذكرعند تعلم المشي لأول مرة. كانت تجربه مخيفه لكل طفل في العالم. حتى بعد أن حاول المشي للمرة العشرين، فانه يظل غير ماهر في ذلك. ولكن الأطفال لم يتعلموا التداعيات السلبية مع الوقوع في الخطأ حتى الآن. يمكنك أن تتخيل إذا كان الأطفال خائفين من الوقوع في الخطأ؟ لا يمكن لأحد ان يتعلم السير. لا يمكن لأحد تعلم كيف يربط الحذاء. لا يمكن لأحد فى أي وقت تعلم القراءة أو الكتابة. فكر فى الوقوع في الخطأ على أنها تجربة للتعلم. إنها الكيفية التي ننمو ونوسع آفاقنا بها. إنها الكيفية التي نتطور بها كأشخاص. الوقوع في الخطأ هو أيضا جزء من حالة الإنسان. كونك غير كامل هو أنك إنسان، ونحن لا يمكن أن نتوقع أكثر من ذلك.

خامسا، كن رحيما بنفسك عندما تخطئ : قد تشعر برغبه لضرب نفسك بعد أن ارتكبت خطأ. تقول لنفسك أنك كنت احمق، تقنع نفسك أنك خذلت كل من أصدقائك وعائلتك ، تعذب نفسك بالشعور بالذنب، و مرارا وتكرارا تأنب نفسك لانك افسدت كل شىء. عندما تجد نفسك تفعل هذا، اقطع هذه العملية من خلال تذكير لنفسك بأنها فقط كانت فرصة لتتعلم شيئا. اسأل نفسك ما تعلمته. اسأل نفسك كيف يمكن تطبيقه في المستقبل. ذكر نفسك أنك بشر. ثم ربت على ظهرك مهنئا لإضافة مهارة جديدة إلى المجموعة التى لديك. تهانينا!

هناك دائما طريقتين على الأقل لتفسير هذه الحالة، يمكنك اختيار أن تنظر إلى الوقوع في الخطأ بطريقة إيجابية، أو يمكنك اختيار أن تنظر إلى الأخطاء بطريقة سلبية. انها بالتأكيد أكثر إنتاجية ان تعتبر الاخطاء تجارب إيجابية. أنه من المفيد أن نفكر مرة أخرى فى الوقت عندما كنا اطفالا , وكيف وقعنا فى مئات من الأخطاء في الأسبوع الواحد! لقد تعلمنا الكثير من اخطائنا ومرت الايام وكانت الحياة أكثر متعة بما تعلمناه.

سادسا، قم ببعض الاخطاء! وبعبارة أخرى، حاول شيئا جديدا. هل هناك شيء في حياتك كنت ترغب في محاولتة، ولكن الخوف وقف فى الطريق؟ قد يكون رياضة جديدة، قد يكون أخذ دورة في مجال جديد، أو أن تتعلم كيف تطهي الطعام. أيا كان، طالما أنك لا تضر أحدا، لماذا لا تحاول ؟ ضع امام عينيك وانت تحاول ان لا يكون ما تحاول عمله مخالف لما امرنا به الله, مخالف للمبادىء السائده او يسبب اذى لاحد.اذا التزمت بذلك تقدم وحاول ولا تخشى من الخطأ اى الدروس المستفاده.

المصدر: د نبيهه جابر

( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل او الإقتباس) 

 

المصدر: د. نبيهه جابر

ساحة النقاش

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,224,272