كيف تتحمل المسؤولية عن أخطائك

الكل يخطىء. حتى لو كنت تحمل أفضل النوايا أو تعتقد إن لديك كل المعلومات التي الضروريه لاتخاذ قرار جيد وصحيح ، ولكن إنتبه !! أحيانا تسوءالأمور.

السؤال يصبح هنا، كيف يمكنك التعامل مع الوضع اذا ما اصبح الخطأ معروف ؟  هل تتجاهل المشكلة ، على امل أن الآخرين لن يشعروا بها؟ ؛ أم تحاول اللقاء اللوم على شخص آخر عن خطأك ؟ أم تجادل بانك على صح و لم تقترف اى خطأ؟ الآثار المترتبة على هذه الردود هي التي ستعاني منها سمعتك والتى ستجعل مصداقيتك موضع شك بين الجميع.

 أسباب عدم القدرة على تحمل المسؤولية الشخصية :ــ

هناك الكثير من الناس غير قادرين على تحمل المسؤولية الشخصية عن أعمالهم.  دعونا ننظر في بعض التفاصيل عن أسباب عدم قدرة المرء على تحمل نتيجه أخطاؤه:
1. مشاعر انعدام الأمان -- هناك بعض الناس الذين نشأوا في بيئة فوضوية للغاية حيث خُذلوا باستمرار ، أُهينوا ، أو  واجهوا إيذاء عاطفيا . هناك بعض آخر نشأوا في بيئة محرومة وترعرع معهم الشعور بالنقص أو الدونية. و هناك الشخص الذى لم يتلقى الكثير من الاهتمام والتعزيز الإيجابي ، أو الاعتراف  حتى بوجوده فيكبر، و لديه الشعور بالتجاهل.  يمكن لهذه الظروف أن تؤدي إلى انعدام الثقة في قدراتهم الخاصة جنبا إلى جنب مع مشاعر عدم الثقة بالنفس. كل هذه الظروف تجعل الشخص يفقد القدره على معرفه ماهو خطأ و ما هو صح أو يتساوى الإثنين فى نظره.

2. الغطرسة والاستكبار --  و هى أيضا يكتسبها الفرد  لعده أسباب . يمكن أن يكون قد ورثها , بعض الناس لا يعرفون سوى القليل جدا عن التواضع لأنه نشا فى أسره تشعر إنها أفضل من الجميع. البعض الآخر واثق جدا من نفسه لدرجه أنه  اصبح أناني ويرى نفسه لا تشوبه شائبة و يستحيل أن يقع في الخطأ. هناك الأشخاص الذين يختبئوا وراء غطرستهم كوسيلة للتعويض عن مواطن ضعفهم.  انهم يشعرون أن عليهم أن يتعاملوا مع الآخرين بفوقيه و إستكبار.

3. التحيز -- بعض الناس الذين يشعرون بأنهم ضحايا للتمييز العنصري، والتعصب ، أو الانغلاق ، هم دائما على أهبة الاستعداد لرفض تحمل الخطأ. انهم يشعرون  إنهم غير قادرين على الحصول على الاعتراف الذي يستحقونه ويشعروا أن الآخرين يقفون في طريق تقدمهم بتحميلهم الخطأ. هذا يثير مشاعر الإضطهاد وعدم الأمان لديهم والتي ينتج عنهما عدم القدرة على قبول المسؤولية عن أفعالهم.  انهم يرفضون تحمل المسؤولية عن أفعالهم.
لقد حددت بعض الأسباب الكامنة وراء لماذا لا يمكن  للبعض منا تقبل المسؤولية عن سلوكهم. هل أي شيء من هذا يبدو مألوفا بالنسبة لك؟ إذا كنت كذلك، فإن هذا لا يجعل منك شخصا سيئا. وينبغي توجيه التهنئة لك بالإعتراف على وجود أى من هذه الخصائص لديك. الآن أنك تدرك أن الخطوة التالية هي إجراء تغيير في حياتك.
هنا بعض الاقتراحات حول كيفية التعامل مع الاخطاء التي إرتكبتها ، أو الأخطاء التي ارتكبها أولئك الذين كنت مسؤولا عنهم.

إتبع الخطوات التاليه :ــ

• اعترف بالخطأ على الفور:  اتباع نهج استباقي من خلال الذهاب الى المتضررين من الخطأ والسماح لهم بمعرفة ما حدث ولماذا. قد لا تكون  دائما قادرا على تصحيح الخطأ فورا ، ولكن دائما سيكون لديك القدره على ان تفعل شيئا لتحسين الوضع. والمفتاح هو أن تتصرف بسرعة.

• لا تلفت الانتباه إلى الخطأ : إلا إذا كان ذلك ضروريا. بعض الأخطاء لا تتطلب اهتمام الرأي العام داخل المجموعه حولك. و يمكن لمعظم الاخطاء التى تقع أن تمر مرور الكرام دون أن يشعر بها أحد و يتم إصلاحها دون أن تلفت الانتباه اليها, إلا إذا فعلت أنت ذلك وأثرت إنتباه الجميع دون داعى.

• لا تلعب لعبة اللوم : إذا ارتكبت خطأ ، أو إذا كان هناك شخص ارتكب خطأ و تعتبر أنت مسؤولا عنه ، تحمل المسؤولية عن هذا الخطأ. و أكد للجميع إنك ستتخذ الإجراءات اللازمه لتحسين الوضع. اتخذ الإجراءات لحل المشكلة بسرعه.إذا كنت مسؤولا عن الخطأ ، فأنت مسؤول أيضا عن الوقت والتكلفة اللازمين لتسوية هذه المسألة.  محاولة تجنب المسؤولية عن الخطأ و إلقاء اللوم على الآخرين يسىء اليك ولا يفيدك و يبعدك الجميع من حولك.

 • رؤية الأشياء من منظور الطرف الآخر : إذا وعدت بشىء وفشلت في تنفيذه ، ضع نفسك في حذاء الطرف الآخر ( ضع نفسك مكانه و كأنك ترتدى حذائه فى الجهه المقابله) ، وانظر كيف تبدو الأمور من هناك. كيف سيكون شعورك؟ ماذا سيكون رد فعلك لو كنت مكانه؟ وما الإجراء الذى كان سيرضيك وإفعله على الفور.

• كن متعاطفا : يجب أن تدرك أن الخطأ قد يؤثر فى كثير من الناس أنت لست بمفردك ، تعرف على حجم الألم الذى سببته. يمكن لقليل من التعاطف أن يكون المفتاح  الذى تحتاج إليه لوضع الأمور في نصابها الصحيح و حل المشكله بما يرضى الجميع.

• لديك خطة : تحمل المسؤولية يعني أن تكون على استعداد لتنظيف الفوضى التى حدثت نتيجه الخطأ ، مما يعني أنك بحاجة إلى خطة. وينبغي أن يكون لديك فكرة واضحة عن حجم و آثار الخطأ وكيف يمكن إصلاحه , وكيف يمكن تجنب ذلك في المستقبل.

• كن صادقا : لا تدعي التعاطف الزائف حتى يمكن للشخص الآخر أن يرى مدى عمق مشاعرك و رغبتك فى إصلاح الخطأ و إزاله آثاره. لا تلعب دور الشهيد.  الصدق هو الخطوة الأولى لإعادة بناء الثقة – ما يصلح الخطأ هو التعاطف الصادق و شعور بما يشعر به الآخرين نتيجه خطئك.

• الاعتذار: إذا كان لديك خطأ يؤثر سلبا على الآخرين ، الاعتذار هو طريقك لإصلاحه ، لا سيما إذا كان الخطأ يلفت الانتباه وآثاره واضحه على من حولك. لا تحاول تبرير أو تفسير خطأك . اعتذر بكل بساطة.

• استخدم الدعابة: عند الضروره ، استخدام الفكاهة يجذب الانتباه بعيدا عن الخطأ ويخفف من حده الموقف. من المهم بصفة خاصة أن تكون قادرا على السخريه من أخطائك. هذه مهاره يجب تعلمها فهى مفيده لأنها ستبعد الغضب عن الموقف.

• التعلم من اخطائنا : من المهم جدا دراسة ما حدث من خطأ و العمل على تغيير الوضع لمنع تكرار حدوثه في المستقبل.لا تعتبر ما حدث قد إنتهى, عليك بتحليل الموقف ككل و معرفه سبب حدوث هذا الخطأ و الإستفاده منه و تجنبه. إننا بشر و يمكن أن نخطأ و لكن التعلم من كل خطأ يمر بنا يعطينا مناعه ضده و يجنبنا إياه. قبول المسؤولية هو مؤشر على نمو الشخصية والنضج, كما انه بالتأكيد ليس علامة على الضعف كما يساعدك دائما أن تكون متصالحا مع ذاتك.

المصدر: د. نبيهه جابر

إقرأ مقاله " بناء شخصيه تتميز بالنزاهه " على:

http://drnabihagaber.blogspot.com

 ( يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس ) 

المصدر: د. نبيهه جابر
  • Currently 99/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
34 تصويتات / 5135 مشاهدة

ساحة النقاش

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,243,081