إحترم حريه الرأى و الإعتقاد

لا يمكن لأى إنسان ان يقابل شخص مطابق له فى كل شىء دون أن تكون هناك تقاط إختلاف فى  الشخصيه أو الشكل أوالرأى و المعتقدات. هذا الإختلاف يجب أن نعتبره شىء مفيد يثرى حياه البشر بالتنوع و الأفكار و الآراء و الإختراعات التى تؤدى لتقدم الدول و ظهور الحضارات. إن هذا الإختلاف يظهر أن المجتمع حى يدفع المجتمع نحو التقدم  و الحريه و يبعده عن التخلف و الإستعباد.الأهم هنا هو أن يحترم كل فرد الأختلاف فى رأى و فكر الآخر ولا يفرض رأيه إعتقادا منه إنه الأصح . الكل قد يخطىء و يصيب لاننا بشر و الكمال لا يكون إلا لله وحده. و هناك قول معروف " إن رأى خطأ يحتمل الصواب ورأيك صواب يحتمل الخطأ " .

كيف نتواصل شفهيا:

الحوار : و فى هذا النوع من التواصل يشترك الأشخاص فى حديث يكشف عن أفكار و أراء و فرضيات  كل منهم بغرض تحقيق أعلى مستوى من التفاهم. و عاده ما يكون الغرض من الحوار هو إكتشاف كل المعلومات ذات الصله مع التأكيد على وضوحها و فهم كل المشاركين فى الحوار لها.

المناقشه : و هى تبادل المعلومات التى تحدد و تعرف قضايا معينه, و توجه التواصل بين الأطراف لمحاوله خلق وجه نظر متوازنه للوصول إلى نتائج نخرج منها بقرار يخص موضوع ما يرضى عنه أغلبيه المشاركين فى النقاش.

المناظره : و هى عاده تنافسيه صممت للتحفيز أو التحريض السلمى. وفيها يتبادل المشاركين المعلومات لإثبات صحتها و فاعليتها و قابليتها للتطبيق. فى المناظره يحاول كل من المشاركين إقناع الحاضرين بصحه آرائه و معلوماته بخصوص موضوع ما.

المجادله : و هى وسيله التواصل التى تتضمن رغبه شديده لكل طرف فى الإنتصار و فرض رأيه بأى شكل. و هنا لا تكون الرغبه فى الإنتصار تعنى صحه المعلومات أو الرأى المقدم الذى يناقش. و يٌظهر الأشخاص المشتركين فى المجادله نوع من العدوانيه و الغضب ليفرض رأيه و يظهر قوته و يحافظ على إحترامه الشخصى و فرضه على الآخرين. و الغرض الرئيسى من المجادله هو الدفاع عن ما يعتقد الشخص المجادل إنه تهديد أو خساره تواجهه من الطرف الآخر و يحتاج لتجريده من سلاحه ليفرض عليه رأيه هو. بما أن المجادله تدفعها العواطف نجد أنها غالبا ما تكون غير منطقيه و بدون عقلانيه فى محتواها أو إجرائها.

كيف نظهر إحترامنا للرأى و الإعتقاد الآخر : نحتاج لعمل ذلك إلى:

عقل متفتح          ـــ       المراعاه       ـــ     الإحترام

  فكر قبل أن تنطق :

كم أحرجنا الآخرين بكلمات سخيفه نطقنا بها دون حذر؟ عند التحدث مع شخص لا يشاركك رأيك أو ما تعتقده, كن حريصا فى تعليقك أو ردك عليه. كن مهذبا فى إبداء رأيك له. إظهر إهتمامك بما يقول عند الحوار بالنظر لعينيه و لا تنظر بعيدا كأنك تتجاهله. الأدب فى الحوار ينهى الحوار بينكما دون شعور بالضغينه مع إحتفاظ كل منكم برأيه.

  تبادل المواقع :

إن أفضل طريقه لتخفف من حده النقاش و تظهر إحترامك للرأى الآخر هى أن تضع نفسك مكان المتحدث. إسال نفسك " ماذا لو كنت أعيش عالمه و نشأت فى بيئته الثقافيه؟ الم أكن سأصبح مثله بنفس الآراء و المعتقدات؟ ". إذا فعلت ذلك ستكون أكثر هدوءا و تقبلا للحوار و إحتراما للرأى الآخر دون عدوانيه. إن تخيلك لتبادل المواقع سيجعلك أكثر حساسيه و سينمى داخلك تفهما للمشاعر و الرأى المختلف دون إنفعال غير مطلوب.

  إبتعد عن النقد :

لا تنقد رأى أو معتقد الطرف الآخر لمجرد أنها تختلف عنك و هو يؤمن بها. إن هذه هى أسرع طريقه لفقدان صديق أو زميل أو حتى جار. ألا تفعل أنت أيضا مثله و تشعر نفس الشعور تجاه آرائك و معتقداتك؟ ألم يكن الله قادرا أن يقول كن فيكون و يجعلنا جميعا شىء واحد لنا نفس الشكل و الشخصيه و الرأى و العقيده؟  إن الله له حكمته التى يعلمها و أنت لا تعلمها مهما بلغت من علم. لا تفرض رأيك و تستخف بالرأى الآخر حتى لا تحول الصديق الى عدو. لن يقبل الطرف نقدك لأنه أيضا يشعر إن رأيه هو الصحيح. إبنى المعابر بدلا من بناء الحوائط بينك وبين من تختلف معه فى الرأى أو المعتقدات. أنظر لنقاط التوافق و إبعد عن مناطق الإختلاف. إظهر إحترامك و لا نقل إقتناعك مهما كان حجم الإختلاف. لتكسب صديق خير ألف مره من أن تجمع الأعداء حولك.

  لا تفرض رأيك و ما تعتقده على الآخرين :

من الطبيعى أن تحاول أنت و الطرف الآخر فرض كل منكما رايه على الآخر. لكن لا تتوقع أن يتبع أى منكما الآخر أو حتى يغير جزء مما يقتنع به. إظهر إحترامك لرغبته, و اترك له حريه إختيار ما يراه بالنسبه له الحقيقه. سيبادلك الطرف الآخر الإحترام و لن يحاول فرض رأيه أو ما يعتقد عليك. الاحترام سيجعل كل منكما يحاول إيجاد نقاط التوافق لان كل منكم سيحاول الا يفقد شخص يحترم رأيه و عقيدته وسيبعد عن نقاط الإختلاف. هذه هى طبيعه الأشياء هناك أوجه تلاقى و أوجه إختلاف. إختار ما يفيد و يجمع و إبتعد عن ما يضر و يفرق.

 كل فرد  تقابله فريد فى شخصه :

إن كل فرد  يولد و ينمو فى خلفيه ثقافيه واحده ليس بالضروره متشابه مع آراء و معتقدات باقى الأفراد  من نفس الخلفيه أو فى نفس البيئه. كل فرد فى هذه البيئه كيان قائم بذاته منفرد فى مكوناته. ما بالك من عاشوا فى بيئات مختلفه ؟ عليك قبول الإختلاف و إسمح لكل فرد أن يعبر عن رايه و أن يٌسمع و يٌحترم. على كل فرد أن أن يحترم الطرف الآخر مهما كانت بيئته الثقافيه أو مستواه الإجتماعى أو الثقافى. لا تعتبر نفسك العالم ببواطن الأمور و الذى يمتلك الحقيقه كامله فى جميع الأشياء و تحاول فرض رأيك و ما تعتقد على الآخرين. الحقيقه الكامله لا يملكها إلا الله أما أنت بشر خطاء.

  إستمع للآخرين :

كما تريد أن يسمعك الآخرين, إستمع أنت أيضا إليهم حتى لو لم توافقهم الرأى أو الإعتقاد . إظهار الإحترام هو بالإستماع للرأى الآخر و ليس بفرض رأيك على الآخرين. ستندهش مما ستجده بالإستماع الجيد من نقاط توافق بعيده تماما عن نقاط الإختلاف. الأستماع الجيد مهاره تٌكتسب بالممارسه و تٌكسبك إحترام الآخرين. إحترم الرأى الآخر حتى يبادلك الطرف الآخر نفس الإحترام و الثقه و تسود المحبه بين الجميع.

المصدر: د. نبيهه جابر

إقرأ مقاله "إحترم الإختلاف مع الآخرين" على:

ttp://drnabihagaber.blogspot.com

(يجب ذكر المصدر و الرابط عند النقل و الإقتباس ) 

المصدر: د. نبيهه جابر
  • Currently 67/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 2678 مشاهدة

ساحة النقاش

nazrat

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية صادقة الى الاخت الفاضلة دكتورة نبيهه, مقال ممتاز يلخص شعارا قويا للتوعية القادمة الهادفة لمجتمعنا بعد الثورة

د. نبيهة جابر محمد

DrNabihaGaber
كبير مدرسى اللغة بالمعهد الفنى التجارى - الكلية التكنولوجية بالمطرية ( بالمعاش ). ومؤسسه شعبة ادارة وتشغيل المشروعات الصغيرة بالمعهد الفنى التجارى . مدرب فى تنميه مهارات العمل الحر وتنميه الشخصيه الإيجابيه. للإتصال : [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,243,566