دكتور/ أحمد المزين

دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية

 

المحيط الأطلسي

ثاني أكبر المحيطات في العالم، بعد المحيط الهادي، هو المحيط الأطلسي Atlantic Ocean،استمد اسمه من الأساطير الإغريقية، ويعني "بحر الجبار"؛ وكان المسلمون يسمونه "بحر الظلمات". يمتد بين الشمال والجنوب على شكل قطاع ضيق، نسبياً، وملتف. محاط من الشرق والغرب بقارات، تكاد تكون سواحلها متوازية، على جانبَيه. تلاطم أمواج مياهه، في الشرق،اليابس الأوروبي، واليابس الأفريقي؛ وتقع على شواطئه الغربية قارتا أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. وهو أطول المحيطات امتداداً، بين الشمال والجنوب؛ إذ يمتد من مضيق بهرنج، في الشمال، إلى القارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا، في الجنوب، بطول يصل إلى 21 ألف كيلومتر.

 يتصل بالمحيط الهندي، في ما بين جنوب أفريقيا والقارة القطبية الجنوبية، أنتاركتيكا. ويمتد الخط الفاصل بينهما، جنوباً، من رأس أقولاس Cape Agulhas، إلى الشرق من رأس الرجاء الصالح Cape of Good Hope، في أقصى جنوب القارة الأفريقية، مع خط الطول 20ْ شرقاً، حتى أنتاركتيكا. وتزيد المسافة بين رأس أقولاس وقارة أنتاركتيكا، على 3800 كيلومتر.

 وبينهما اتصال آخر، عبر قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر.

ويتصل بالمحيط الهادي، عبر ممر دريك، بعرض 800 كيلومتر. ويمتد الخط الفاصل بينهما، مع خط الطول 60ْ غرباً. وبينهما اتصال آخر، عبر قناة بنما الصناعية. ومن ناحية الشمال، يفصل بينهما مضيق بهرنج، بعرض 82 كيلومتراً تقريباً.

 

يغطي المحيط الأطلسي قرابة 20% من سطح الأرض، إذ تزيد مساحة سطحه على 106 ملايين كيلومتر مربع. ويصل حجم المياه في حوضه إلى 723 مليون كيلومتر مكعب، أو ما يعادل 26% من حجم المياه المحيطية.

 ونظراً إلى امتداده الطولي، بين الشمال والجنوب، فإن عرضه يقلّ، حتى يصل إلى 2800 كيلومتر، بين ليبيريا، على الساحل الأفريقي الغربي، ورأس ساوروك Cape de Sao Roque على الساحل البرازيلي المقابل. ويزداد عرضه، بين سواحل الولايات المتحدة الأمريكية، وسواحل شمال أفريقيا، ليصل إلى 4800 كيلومتر. ويقدَّر عرضه، عند دائرة العرض 40ْ شمالاً، بين أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؛ بنحو 4900 كيلومتر. ويبلغ عرضه، جنوب خط الاستواء، عند دائرة العرض 35ْ جنوباً، 5900 كيلومتر

 

يبلغ متوسط عمق المحيط الأطلسي 3331 متراً؛ وهو أقلّ المحيطات في متوسط العمق. وذلك راجع إلى سببين:

 

(أ) كثرة البحار على جانبَيه، وأهمها: البحر الأبيض المتوسط، الذي تبلغ مساحته، مع البحر الأسود Black Sea، المتصل به، مليونين و970 ألف كيلومتر مربع  ومتوسط عمقه 1430 متراً، ويحوي حوضه 4.2 ملايين كيلومتر مكعب من المياه. ويمتد البحر الأبيض المتوسط امتداداً طولياً، بين الشرق والغرب. ويفصل بين أفريقيا وأوروبا، في منطقة مدارية، مرتفعة الحرارة نسبياً؛ لذلك، فهو يفقد كميات كبيرة من المياه، بالتبخر، قد تتجاوز كميات المياه العذبة، التي تصب فيه من الأنهار. لذا، ترتفع نسبة الملوحة في مياهه ارتفاعاً بيناً، مقارنة بمياه المحيط الأطلسي. من أهم الأنهار، التي تصب فيه، نهر النيل Nile River، أكبر أنهار العالم.

 

وهو يتصل بالمحيط الأطلسي اتصالاً ضيقاً، ومحدوداً، عند مضيق جبل طارق. وتصله بالمحيط الهندي قناة السويس، التي تربط بينه وبين البحر الأحمر. وفيه عدد كبير من الجزر. ويتفرع منه البحر الأدرياتيكي والبحر الأسود. يشهد هذا البحر نشاطاً تجارياً عظيماً؛ وحركة النقل البحري على سطحه كبيرة جداً.

 

بحر الشمال North Sea: يقع بين الجزر البريطانية، وشبه الجزيرة الإسكندنافية، وأراضي القارة الأوروبية. تزيد مساحته على نصف مليون كيلومتر مربع. ولا يتجاوز متوسط عمقه 94 متراً. ويقدر حجم المياه في حوضه، بنحو 50 ألف كيلومتر مكعب. ويتصل بالمحيط الأطلسي اتصالاً مفتوحاً، من الشمال؛ وتصله به القناة الإنجليزية، من الغرب.

 تعوق العواصف المتكررة، وكثرة الضباب، حركة النقل البحري الناشطة فيه. وفيه مصايد أسماك غنية.

 

بحر البلطيق Baltic Sea: يفصل بين شبه الجزيرة الإسكندنافية، وأراضي القارة الأوروبية ولا تتجاوز مساحته 420 ألف كيلومتر مربع. ومتوسط عمقه 55 متراً. ويبلغ حجم المياه في حوضه 20 ألف كيلومتر مكعب. ولأن أنهاراً كثيرة، تصب فيه؛ ولاتصاله المحدود ببحر الشمال؛ فإن ملوحة مياهه السطحية منخفضة، مقارنة بمياه المحيط الأطلسي. يشهد هذا البحر حركة نقل بحري تجاري ناشطة، بين الموانئ على جانبَيه، على الرغم من تعرضه، من حين إلى آخر، لعواصف مدمرة.

 

خليج هدسون Hudson Bay: هو ذراع من مياه المحيط الأطلسي، تمتد داخل أراضي القارة الأمريكية الشمالية، وكندا، من الشمال. ضحل، نسبياً، فمتوسط عمقه 128 متراً. ومساحته لا تتجاوز مليوناً و230 ألف كيلومتر مربع. ويبلغ حجم المياه في حوضه 160 ألف كيلومتر مكعب. ويعتقد أن حوضه، تكون بوساطة النحت الجليدي من الثلاجاتGlaciers،  الكثيرة في تلك العروض. الكثافة السكانية على شواطئه منخفضة جداً، نتيجة للبرودة الشديدة.

خليج المكسيك Gulf of Mexico: يمتد على شكل نصف دائرة، بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك؛ وتقع كوبا على مدخله الشرقي. يصله بالمحيط الأطلسي مضيق فلوريدا، بين كوبا وشبه جزيرة فلوريدا؛ والبحر الكاريبي. يصب فيه نهر المسيسبي Mississippi. ويمتد خليج المكسيك في أراضٍ مدارية حارة.  ومعدل تبخر مياهه السطحية مرتفع.

البحر الكاريبي : يمتد بين أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى وجزر الكاريبي، كوبا وجاميكا والدومينيكان. يصل عمقه إلى 1830 متراً، وقد يزيد على ذلك كثيراً،

 في بعض الأماكن. ومساحة سطحه، تصل إلى مليونَين و700 ألف كيلومتر مربع 

 

(ب) الامتداد الكبير للرفوف القارية على جانبَيه: السواحل المتقابلة على جانبيه سهلية، في الغالب، خالية من السلاسل الجبلية العالية. ويمتد الرف القاري، تبعاً لذلك، مسافات كبيرة داخل البحر، تحت المياه المحيطية، على سواحل القارة الأفريقية، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا، وجرينلاند وأمريكا الشمالية. ويشغل الرف القاري قرابة 11% من مظاهر قاع المحيط.

 

قاع المحيط الأطلسي، في الغالب، مستوٍ؛ على الرغم من وجود بعض مظاهر التضرس. وأهم ظاهرات القاع، هي تلك السلسلة المغمورة، من المرتفعات المتصلة، الممتدة في وسط المحيط، من الشمال إلى الجنوب؛ والتي يطلق عليها حرف وسط الأطلسي Mid-Atlantic Ridge.

 

ولا توجد في المحيط الأطلسي أخاديد عميقة، سوى أخدودَين: بورتوريكو Puerto Rico Trench،    وفيه أعمق نقطة في قاع الأطلسي  إذ يبلغ عمقه 9200 متر 

 

وساندوتش الجنوبي South Sandwich Trench،  الذي يبلغ عمقه 8400 متر 

 

تشير الشواهد العلمية إلى أن المحيط الأطلسي، تكون خلال العصر الجوراسي، قبل نحو 150 مليون سنة. وكان نشوءه شبيهاً بما يجري، اليوم، في البحر الأحمر؛ 

 إذ نشأ صدع في قارة جندوانالاند فاصلاً قارة أمريكا الجنوبية عن أفريقيا؛ كما فصل صدع البحر الأحمر بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. وهذان الصدعان، لا يزالان يزدادان تصدعاً، بضعة سنتيمترات، في السنة.

<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->

في المحيط الأطلسي عدد كبير من الجزر، منها: نيوفوندلاند؛ والجزر البريطانية؛ وجرينلاند، أكبر جزيرة في العالم؛ وأيسلندا؛ وجزر آزور؛ وجزر الكناري؛ وبرمودا؛ وسانت هيلين؛ وفولكلاند؛ وجزر ساندوتش الجنوبية. والجزر البركانية، هي أقل في المحيط الأطلسي، منها في المحيط الهادي؛ ومنها، في المحيط الأطلسي: جزر الأنتيل، (بما فيها بورتوريكو، وجامايكا، وكوبا، وهيسيايتولا)؛ وجزر الكناري؛ وبرمودا؛ وسانت هيلين.

 

يتأثر المحيط الأطلسي كثيراً باليابس المجاور، فتتجاوز مساحة سطحه ضعفاً واحداً وستة أعشار الضعف، من مساحة الأراضي، التي تنصرف مياهها إليه 

 

 وتصب فيه أنهار كثيرة، منها: الأمازونAmazon River،  ونهر الكنغو  Congo River

 

وأثر تلك الكمية الكبيرة من المياه العذبة، التي تصب فيه، ملاحظ في انخفاض نسبة الملوحة، في المياه السطحية لبحاره الهامشية.

 

 

المصدر: Marine siences ( علوم البحار)
DrMezayn

د ./ احمد عبد المنعم المزين دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية

ساحة النقاش

د . احمد عبد المنعم المزين

DrMezayn
دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

706,661