دكتور/ أحمد المزين

دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية

الاستزراع السمكي جزء من مصطلح أعم وأشمل هو الاستزراع المائي، ويقصد به تربية أنواع معينة من الأحياء البحرية الأسماك - القشريات- المحاريات- الطحالب البحرية وغيرها، تحت ظروف محكمة من إعاشة وتغذية ونمو وتفريخ وحصاد وجودة مياه وظروف بيئية ملائمة تحت سيطرة الإنسان

وعلى ذلك يمكن تعريف الاستزراع السمكي بأنه تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات.

<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->وقد عرف استزراع السمك وتربيته في البرك منذ القدم، ومن المعروف أنه قد تم تطويره من قبل المزارعين القدامى بقصد استقرار المصادر الغذائية .
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->وجاءت أولى المعلومات عن تربية الأسماك في البرك من الصين منذ 4000 سنة، ومن بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 3500 سنة، وتم دمج تربية الأسماك في البرك مع زراعة الأرز من فترة 25 إلى 220 سنة بعد الميلاد في الصين.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->كما عرف استزراع الأسماك في حوض البحر المتوسط في عهد الإمبراطورية الرومانية، ثم أصبح بعد ذلك إحدى وسائل أنظمة إنتاج الغذاء في الأديرة المسيحية في أواسط أوروبا. وفي الوقت الحاضر أصبحت تربية الأحياء المائية تتعدى تربية الأسماك في البرك أو في حقول الأرز، وإحصائياً تعرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تربية الأحياء المائية بكونها استزراع الأحياء المائية من سمك وقشريات وصدفيات ونباتات مائية.

  • وتهدف تنمية تربية الأحياء المائية إلى تحقيق عدة أهداف:
<!--[if !supportLineBreakNewLine]--> 1- تطوير طعام غذائي غني لاستهلاك الجنس البشري .
2- زيادة الدخل في الريف وخفض معدل البطالة.
3- تطوير جمع وصيد الأسماك بقصد الكسب.
4- تربية أصناف خاصة للزينة والتجميل.
5- السيطرة على الأعشاب المائية والحشرات المضرة للإنسان أو للمحصول.
6- إزالة الأملاح وإعادة استصلاح التربة.
7- تحقيق مبدأ المقاومة البيولوجية للأمراض.
8- تحقيق إصلاح التربة وإخصابها.
9- التحكم في نمو الأسماك وتكاثرها من حيث الكم والنوع.

  • كيف سيساهم الاستزراع في غذاء المستقبل؟
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->إن ازدياد السكان في العالم أدى إلى زياد الطلب على الأسماك لدرجة أن الموجود من عدة أجناس منها هبط أو تلاشى ولم يعد يسد الاحتياجات المتزايدة

 <!--[endif]-->ويتنبأ العلماء أنه في عام 2010 سيصبح سكان المعمورة قرابة 7.3 مليار نسمة، وأن ما يزيد عن 90 % منهم سيعيشون في البلاد النامية، التي يعاني 20% من سكانها من سوء التغذية المزمن وخاصة الأطفال، ومن جهة أخرى فإن أكثر المحتاجين لزيادة إدخال السمك ومنتجاته في طعامهم غير قادرين على ذلك بسبب تجاوز الأسعار لقدراتهم الشرائية.

  • ركائز عملية الاستزراع السمكي:

تعتمد عملية الاستزراع السمكي على ركيزتين أساسيتين هما المياه والموقع

أولاً: المياه:
تعتبر المياه من المقومات الأساسية في عملية الاستزراع السمكي على أن تتوفر فيها الشروط التالية:
1- متوفرة بشكل دائم ودون انقطاع.
2- خالية من الملوثات.
3- خالية من مسببات الأمراض.
4- قلة التكاليف.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->وتكون مصادرها إما من مياه البحار أو الأنهار أو مياه الآبار أو مياه الصرف الصحي المعالجة.
وتعتبر مياه الآبار أهم المصادر المائية لعمليات الاستزراع السمكي، إذ تعتمد عليها المزارع المقامة في الحيازات الزراعية، والتي تستخدم المياه فيها بالنظام المفتوح حيث تضخ المياه إلى الأحواض السمكية أولا ومنها لمزرعة الإنتاج النباتي.
وعند حفر البئر يجب مراعاة أن يكون البئر من العمق بحيث يضخ الماء خاليا من الملوثات، تحليل عينة من مياه البئر لمعرفة مدى ملاءمتها والتأكد من جودتها وخلوها من المركبات السامة قبل استخدامها في عملية الاستزراع السمكي.

  • صفات مياه الاستزراع:
<!-- <!--[endif]--> <!--[endif]--> <!--[endif]--> <!--[endif]--> <!--[endif]-->

2- لون الماء:
1- يدل اللون الأخضر على زيادة الهائمات النباتية، وأنواع أخرى من الطحالب.
2- يدل اللون المائل للزرقة على بعض أنواع من الطحالب.
3- يدل اللون البني على زيادة نسبة الدبال.
4- يدل اللون البني المائل للاخضرار على الخليط المؤلف من المواد الدبالية والهوائم النباتية.
3- درجة حرارة الماء:
إن معدلات نمو الأسماك في درجة الحرارة المثلى تصل فيه معدلات نموها إلى أقصاها، أما إذا وجدت الأسماك عند درجة حرارة أقل أو أعلى فإنها لا تنمو بشكل طبيعي.
وتلعب الحرارة دوراً مؤثراً في العمليات الحيوية التي تقوم بها الأسماك مثل عمليات التمثيل الغذائي، والتكاثر وبخاصة عملية التبويض. وتعيش الأسماك في مدى معين من درجات الحرارة، وذلك بحسب نوعها، وأيضاً مراحل النمو التي توجد فيها.
وتنقسم الأسماك حسب تحملها لدرجة حرارة الماء إلى أسماك المياه الباردة، وهي التي تتزاوج عند درجة حرارة 15 م أو أقل، وأسماك المياه الدافئة وهي تتزاوج عند درجة حرارة أعلى من 16م.
فمثلاً تحتاج أسماك البلطي للعيش في مدى من درجات الحرارة يتراوح ما بين 22- 25 درجة مئوية، وتتوقف عن التغذية في حالة انخفاض درجة الحرارة إلى 16 درجة مئوية، وفى 10 درجة مئوية تصبح معرضة للموت، في حين تحتاج مفرخات البلطي ما بين 28 – 30 درجة مئوية.
ويحفز ارتفاع درجة الحرارة على ذوبان المواد الكيميائية في الماء، وهو ما يؤثر سلبياً على حيوية الأسماك، وعلى العكس من ذلك يقل معدل ذوبان الأكسجين في الماء.
ويمكن محاولة التخفيف من التذبذب في درجات الحرارة وذلك بزيادة منسوب الماء بالحوض حتى يمكن للأسماك أن تتجه إلى القاع في حالة اختلاف درجة الحرارة عند السطح.
ب-: الصفات الكيميائية وتتضمن:
1- الأكسجين الذائب في الماء:
يعتبر الأكسجين الذائب في الماء من أهم العوامل التي تؤثر على عملية الاستزراع السمكي، فمن المعروف أن نقص الأكسجين الذائب في الماء عن حد معين يؤدي إلى مشاكل عديدة وإذا استمر هذا النقص دون تدخل من المربي فإن كارثة نفوق الأسماك ستكون محتملة.
ومن المشكلات التي يتعرض لها السمك عند نقص الأكسجين:
1- الموت المفاجئ أو التدريجي للأسماك.
2- نقص معدلات النمو.
3- الإصابة بالإجهاد وظهور أمراض مختلفة.
4- توقف الأسماك عن الطعام وفقدان الشهية.
وتكون دلالات نقص الأكسجين في الماء كما يلي:
1- تجمع الأسماك عند سطح الماء وأفواهها مفتوحة، وفي حركة مستمرة للحصول على الأكسجين من سطح الماء.
2- ترنح الأسماك وسباحتها ببطء.
3- تجمع الأسماك عند بوابات الري والفتحات التي يكون بها بعض التسرب من المياه.
4- نفوق الأسماك خاصة أثناء الليل.
5- عدم إقبال الأسماك على الطعام.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->أما الأسباب التي تؤدي إلى نقص الأكسجين في المياه فهي:
1- موت النباتات داخل الأحواض وتحللها.
2- نقص كمية الضوء أثناء النهار والذي يؤدي إلى نقص معدل البناء الضوئي.
3- زيادة معدل تنفس الأسماك نتيجة لتعرضها لظروف غير طبيعية مثل الإثارة أو ارتفاع درجة حرارة الماء.
4- تزويد الأحواض بكميات كبيرة من الغذاء تفوق احتياجات الأسماك وبالتالي يتم 5- تحلل جزء منه وأكسدته وهو ما يستهلك نسبة كبيرة من الأكسجين الذائب في الماء.
6- زيادة كثافة النباتات والطحالب في الحوض عن المعدل المطلوب.
ويتم معالجة نقص كميات الأكسجين في الماء عن طريق:
1- تعد التهوية الميكانيكية عن طريق مضخات الهواء من أكثر الوسائل استخداماً لزيادة أكسجين مياه المزارع السمكية مع تركيب الحجر الخفاف، كذلك تستخدم وسائل أخرى مثل البدالات وشفط الماء، ثم إعادة ضخه على شكل تدفقات تماثل الزبد.
2- إضافة أملاح مؤكسدة للماء مثل برمنجنات البوتاسيوم إلا أن هذه الطريقة مكلفة ولا تؤدي إلى زيادة كبيرة في نسبة الأكسجين.
3- التنبيه على عمال المزرعة السمكية بعدم تغذية الأسماك أو نقلها في حالة نقص الأكسجين، لأن ذلك يؤدي إلى تحلل الطعام الموجود في الحوض وبالتالي نقص الأكسجين أكثر.
4- تلعب الحرارة دوراً هاما في ذوبان الأكسجين، حيث تتوقف درجة الذوبان على درجة حرارة الماء ودرجة ملوحتها، ويعتبر تركيز 5 مليجرام أكسجين/ لتر ماء معدلا مناسبا لمعظم الأسماك، علماً بأن بعض أسماك المياه الباردة تحتاج إلى تركيز أعلى، كما أن هناك أنواع أخرى من الأسماك يمكنها أن تعيش في مياه يقل فيها تركيز الأكسجين عن هذا المستوى.
جدير بالذكر أنه ينبغى أن تكون نسبة تشبع الماء المنساب داخل الحوض بالأكسجين في 100%، وألا تقل عن 80% ، وتتعرض الأسماك للنفوق في حال قلت نسبة الأكسجين في الماء عن 5 جزء في المليون.
تحتاج الأسماك النشطة إلى معدلات أعلى من الأكسجين مقارنة بالأسماك الأقل نشاطاً، كما أن الأسماك الصغيرة تستهلك مقادير من الأكسجين أكثر من الأسماك الأكبر في الحجم، وتختلف الحدود الحرجة للأكسجين باختلاف أنواع الأسماك، وتفضل الأسماك التركيزات العالية من الأكسجين على اختلاف الأحوال.
2- درجة ملوحة الماء:
يمكن تعريف الملوحة بأنها كمية الأملاح الذائبة في 1كجم أو لتر من المياه، وتقاس الملوحة عن طريق أجهزة علمية خاصة منها جهاز Salinometer، وتقسم الأسماك إلي ثلاثة أقسام تبعا لمدى تحملها لدرجة الملوحة.

أسماك المياه المالحة:
وهي التي تعيش في مياه البحر، حيث تزيد درجة الملوحة على 30 جزء من الألف.
أسماك المياه العذبة:
وهي التي تعيش في المياه العذبة والتي لا تزيد ملوحتها على 0.5 جزء من الألف.
أسماك المياه قليلة الملوحة:
(الشروب)   وهي التي تعيش في مياه تتراوح ملوحتها ما بين أعلى من 0.5 جزء في الألف إلى أقل من 30 جزء في الألف.

وهناك أنواع من الأسماك يمكنها أن تتأقلم على التغير الشديد في ملوحة الماء، أي يمكنها أن تعيش في المياه العذبة وفي المياه المالحة دون أية آثار سلبية على حياتها، ومعظم هذه الأسماك تعتبر من الأسماك المهاجرة من الماء العذب للمياه المالحة أو العكس، ومن هذه الأسماك، أسماك السلمون، وبصفة عامة فإنه يجب أخذ ملوحة الماء في الاعتبار عند إنشاء المزرعة واختيار نوع السمك المناسب لهذه الملوحة.
3- ثاني أكسيد الكربون:
ربما لا يصبح ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الماء مشكلة في حال إذا ما كانت هناك وفرة من الأكسجين، فقد تحتمل بعض أسماك القراميط نسبة 140 جزء/ مليون من ثاني أكسيد الكربون، في حال توافر 10 أجزاء/ مليون جزء من الأكسجين الذائب في الماء، وتسبب زيادة هذا الغاز في الماء وصوله إلى مخ وقلب السمكة مسبباً موتها .
ومما يجدر الإشارة إليه ذكره أن مياه الآبار يقل محتواها الأكسجين ويزداد من ثاني أكسيد الكربون، لذا لابد من استخدام مضخات أكسجين لتعديل نسب كل منهما في الماء .
4- درجة حموضة الماء:
ويقصد بها تركيز أيون الهيدروجين في الماء، ويقول الخبراء في مجال الاستزراع السمكي بأن تجاوز Ph الهيدروجين مقدار المدى من 4.5 – 10 يعوق نمو الأسماك، ومن المعروف أن مقدار Ph للمياه العذبة متغير، بينما يبلغ 8.1 – 8.3 للمياه المالحة في المناطق السطحية، ويقل إلى 7.5 في الأعماق، وفى الأحواض التي تحتوى على غاز كبريتيد الهيدروجين تنخفض هذه القيمة إلى 7 .0 ، ومن المعروف أن مؤشرات الحموضة تتأثر بوجود نباتات مائية مستهلكة لثاني أكسيد الكربون، كما تتأثر بدرجة حموضة التربة ذاتها، ويمكن التغلب على ذلك بالتجيير.
وتظهر العديد من أمراض الأسماك نتيجة حموضة الماء، حيث يتولد عن ذلك العوم البطئ، وأذى الجلد وتشوه لون الخياشيم، وانخفاض درجة حموضة الماء يحوله لماء سام بالنسبة لمعظم الأسماك الموجودة في الحوض، فعند رقم الحموضة 5 تبدأ الأسماك في النفوق، حيث تغطى جسمها طبقة بيضاء، وتفرز كمية كبيرة من المخاط، وتتحول أطراف الخياشيم للون البنى، وفى حالة إذا كان الماء غنياً بالحديد، يتحول في هذا الوسط لحديد غروي يستقر على الخياشيم، حيث يصعب التنفس، لذا ينصح الخبراء بضرورة نثر كمية من مادة كربونات الكالسيوم تقدر بـ 0.5 طن / هكتار .
5- نسبة قلوية الماء:
تعد مقياساً لكمية الكربونات والبيكربونات ( القلويات) في ماء المزرعة، وتقدر القلوية المناسبة لنمو الأسماك بشكل طبيعي في مدى من 50 – 200 جزء / مليون، ويعطى ارتفاعها دلالة على صلاحية الماء لنمو الأسماك، حيث يمكن تحسين قيمتها بإضافة الجير .
كما يمكن تعيين القلوية من خلال الأس الهيدروجيني (مؤشر الحموضة)، حيث يعطى رقم 9 على الأس الهيدروجيني دلالة للخطورة على حياة الأسماك، وعادة ما تنتج هذه القيمة من الملوثات، وكذلك من التنكات إذا كانت هذه التنكات الخرسانية مازالت حديثة .
6- درجة عسر الماء :
هي مقياس لتركيزات أيونات الكالسيوم والماغنسيوم، فالماء يكون ماء عسر عندما يحتوى على كثير من هذه الأيونات، كما يرتبط أيضاً وبشكل كبير بدرجة الحموضة والقلوية، حيث تتأثر معدلات كل منهما بإضافة الجير (عملية التجيير )، ويقدر الخبراء أفضل معدل نمو الأسماك بين 50 – 300 جزء / مليون .
ومن المعروف أن جميع محافظات مصر تقريباً تعانى من ارتفاع معدلات العسر بها، وبخاصة محافظة كفر الشيخ وعليه ينبغي على الزارع تجنب استخدام الجير نهائياً في عمليات التطهير، حيث أنه يرفع من معدلات عسر الماء.
7- معدل العناصر والمواد السامة :
يؤدى تواجدها في ماء الاستزراع بنسب معينة يطلق عليها (النسبة القاتلة) إلى نفوق الأسماك، كما أن تواجدها في معدلات أقل من هذه النسبة المميتة يؤثر على صحة الأسماك ولكن بنسب متفاوتة كل حسب نوعه، وذلك على النحو التالي:
1- تتراكم في أنسجة الجسم كالكبد، والخياشيم والقلب والطحال والعظم مما يسبب حدوث تغيرات فسيولوجية ووظيفية لهذه الأعضاء .
2- تؤثر على الخصوبة وبالتالي تؤدى إلى تراجع معدلات التكاثر .
3- قد تؤدى إلى ظهور تشوهات في الأسماك والذريعة .
4- تؤثر على تركيب ووظائف الخياشيم .
5- تزيد من الاستعداد الوراثي لدى الأسماك للإصابة بالأمراض.
ثانياً: الموقع:
يجب اختيار الوقع المناسب للمزرعة السمكية مع مراعاة المواصفات والشروط التي تؤدي لإنجاح المشروع وتقليل التكاليف اللازمة لمعالجة الأخطاء التي قد تتبين مستقبلا.
وعند اختيار موقع المزرعة يراعي الآتي:
1- أن تكون قريبة من مصدر المياه.
2- أن لا يتسرب الماء من خلالها في حال استخدم الأحواض الترابية.
3- أن تكون بعيدة عن المخلفات الزراعية والآدمية.
4- أن يكون الوصول إليها سهلا.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->يعد الاستزراع السمكي هو ثالث مصدر للأسماك في مصر بعد البحار والبحيرات، وقد تطورت مشاريع الاستزراع السمكي في مصر منذ عام 1970، حيث بلغت المساحة المنزرعة بالأسماك ما يقارب 250 ألف فدان، وتقع معظم هذه الأراضي في مصر بجوار البحيرات الشمالية والسواحل الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
عوامل تعزز الاتجاه إلى الاستزراع السمكي في مصر :
1- مياه النيل وروافده التي تتغلغل في مختلف نواحي مصر.
2- توافر الأراضي البور، والبرك الطبيعية في الأراضي المنخفضة .
3- الحاجة إلى رفع معدلات إنتاج الغذاء البروتينى نظراً لزيادة عدد السكان.
4- توفير الزريعة اللازمة لتعويض نقص الأسماك في بيئتها الطبيعية .
5- توفير مصدر للعملة الصعبة عن طريق التصدير.
الشروط الواجب توافرها لإنشاء مزرعة سمكية :
1- مصدر للمياه الخالية من التلوث، ويمكن استخدام مياه الآبار أو العيون، كما يمكن استخدام مياه الترع والأمطار، ويمكن تقدير كمية المياه التي تحتاج إليها المزرعة من المعادلة التالية:
( مساحة الأحواض × عمق المياه بالأحواض ) + ( نسبة الفقد اليومي × مدة التربية) .
2- الموقع المناسب للمزرعة، حيث يراعى اختيار موقع قريب من مصادر المياه.
أشكال استزراع الأسماك:
أولا - المزارع السمكية:
شكل المزرعة السمكية
هي عبارة عن أحواض توضع فيها الزريعة السمكية داخل المياه المناسبة لمعيشتها، وقد تكون خرسانية أو ترابية القاع، وتسمح الأحواض بالتحكم في دخول وخروج المياه وإمدادها خلال مراحل التربية والنمو بالتغذية والرعاية المناسبة لعدد الأسماك بها .
ثانياً - الأقفاص السمكية:
أحد الأقفاص السمكية
وهي إحدى وسائل تربية الأسماك في بيئتها الطبيعية، ويستخدم فيها قفص أو صندوق عائم يتكون من إطار خشبي وشبك وغزل يحتوي على الزريعة المناسبة لنوع المياه سواء أكانت لبحر أو نهر، حيث يتم تقديم التغذية المناسبة وبشكل مستمر للأسماك.
ثالثاً - المرابى السمكية:
تتمثل في استغلال الأراضي المجاورة للبحيرات أو بعض أجزاء منها وإمدادها بالزريعة المناسبة، مع إضافة الأسمدة المناسبة لزيادة خصوبتها.
مراحل تصميم وتخطيط المزرعة السمكية:
الخطوة الأولي:
تستغل الأراضي البور غير الصالحة للزراعة والمتواجد في وسط المناطق الزراعية في إنشاء المزارع السمكية عليها، حيث يتم عمل رسم تخطيطي وتصور عام للمزرعة بأقسامها المختلفة، مع تحديد عدد أحواض الزراعة وأنواعها وأحجامها وأشكالها ونظام تغذية وصرف المياه.
الخطوة الثانية:
يتم عمل دراسة عن أعماق وجهة ميلان الأحواض، مع تحديد مساحة الأحواض بوضع علامات على الأرض المراد إنشاء المزرعة عليها، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إنشاء مخزن مكيف للأعلاف.
بعد الانتهاء من هاتين المرحلتين يتم تحديد شكل الأحواض حسب نظام الاستزراع السمكي المستخدم، و الذي يكون ضمن أحد الأنظمة الآتية: الاستزراع المكثف، الاستزراع الموسع، الاستزراع شبة المكثف.
أنظمة الاستزراع السمكي:
1- الاستزراع المكثف:
يمكن تعريف الاستزراع المكثف على أنه تربية الأسماك بأعداد كبيرة في مساحة صغيرة، وهو ما يتطلب تغيير المياه باستمرار لضمان جودتها بالإضافة إلى التهوية المناسبة، وذلك لعلاج مشكلة نقص الأكسجين الذائب في الماء نتيجة وجود الأعداد الكبيرة من الأسماك.
أ- مميزات الاستزراع المكثف:
1- يحتاج إلى مسطح مائي محدود.
2- سهولة التحكم في المزرعة وإدارتها.
3- زيادة الإنتاج.
4- سهولة التخلص من النباتات والحشائش غير المرغوب فيها.
ب- عيوب الاستزراع المكثف:
1- زيادة الأيدي العاملة المطلوبة لتشغيل المزرعة وإدارتها.
2- ارتفاع تكاليف الإنتاج.
3- سهولة انتشار الأمراض و خاصة الأمراض الطفيلية نتيجة للكثافة العالية.
4- في حالة حدوث حالات طارئة في المزرعة مثل نقص الأكسجين أو وجود مبيدات حشرية في الماء فان ذلك يؤدي إلى حدوث حالات نفوق الأسماك بشكل كبير.
ولابد أن يكون المربي أو المسئول عن المزرعة ملماً بكافة الأمور الفنية والإدارية وخاصة فيما يتعلق بمتابعة خواص الماء وتأثيرها على الأسماك والتركيز على الأكسجين الذائب في الماء وتأثير نقصه على نمو وحياة الأسماك، ولذلك يراعي قياس نسبة الأكسجين بانتظام في الصباح الباكر يومياً حيث أنه يكون عند أقل مستوى له ويتضح ذلك من خلال وجود الأسماك في أعلى السطح مع فتح وغلق فمها وغطاءها الخيشومي باستمرار، وهو ما يدل على نقص كمية الأكسجين في الحوض، وبالتالي فإنه لابد من توفير الأكسجين إما عن طريق مضخات للهواء أو صرف جزء من مياه الحوض وتعويضها بمياه جديدة، ولهذا الغرض فإنه لابد من تزويد المزرعة المكثفة بماكينات تهوية ومولدات كهربائية احتياطية مع توفير الأجهزة الضرورية لقياس تركيز الأكسجين والحموضة  والملوحة.
2- الاستزراع الموسع:
يعتمد استخدام نظام الاستزراع السمكي الموسع على توافر مسطحات مائية كبيرة تربي فيها أعداد من الأسماك بكثافة مناسبة، ويعتمد توفير المخزون في هذه المزارع على التفريخ الطبيعي للأسماك.
أ- مميزات الاستزراع الموسع:
1- عدم حدوث تغير ملحوظ في خواص المياه.
2- عدم الحاجة للعمالة المكثفة.
3- عدم الحاجة لتقسيم المزرعة إلى أحواض.
4- انخفاض نسبة إصابة الأسماك بالأمراض.
ب- عيوب الاستزراع الموسع:
1- صعوبة التحكم في النباتات المائية الموجودة بالمزرعة أو التخلص منها.
2- قلة الإنتاج.
3- صعوبة الحصاد حيث يصعب أو يستحيل تجفيف المزرعة.
4- الحصول على أحجام متفاوتة من الأسماك.
3- الاستزراع شبة المكثف:
نظام الاستزراع شبة المكثف هو نظام يقع بين الاستزراع الموسع والاستزراع المكثف، أي أن كمية المياه المتاحة للاستزراع تكون أقل من تلك المتاحة للاستزراع الموسع وأكثر من المتاحة للاستزراع المكثف كما أن كثافة الأسماك تكون أعلى منها في النظام الموسع أقل منها في النظام المكثف.
تقسيم أحواض المزرعة السمكية:
تقسم المزرعة السمكية إلى عدد من الأحواض المستهدفة ويكون لكل حوض منها وظيفة معينة وتتوقف مساحة هذه الأحواض على كمية الإنتاج المستهدفة وعموما فانه عند إنشاء مزرعة سمكية تشتمل على كل المراحل من التفريخ وحتى التسويق فانه يجب أن تحتوي هذه المزرعة على الأحواض التالية:
1- أحواض الأمهات:
تشكل أحواض الأمهات 3% تقريبا من المساحة الكلية للمزرعة، ويتم فيها تربية الأمهات التي تستخدم في التفريخ وإنتاج اليرقات كما يتم فيها تخزين هذه الأمهات خلال فصل الشتاء.
ويتراوح العمق في هذه الأحواض من 100-130سم حتى لا تتأثر الأسماك كثيراً بانخفاض درجات حرارة الماء، إذ أنه كلما انخفضت درجة الحرارة فإن الأسماك عادة ما تتجه إلى القاع.
2- أحواض التفريخ:
بشكل عام فان مساحة أحواض التفريخ تمثل ما نسبته1% تقريبا من مساحة المزرعة السمكية، وتقسم المساحة المخصصة لأحواض التفريخ إلى أحواض صغيرة تتراوح مساحة كل منها ما بين10-100 متر مربع، حيث يتم وضع الذكور والإناث بنسبة معينة في حالة التفريخ الطبيعي فعلي سبيل المثال يوضع ذكر واحد لكل ثلاث إناث من أسماك البلطي، وبعد التفريخ تترك الزريعة أو اليرقات حوالي أسبوع ثم يتم جمعها ونقلها لأحواض التحضين.
3- أحواض التحضين:
تمثل أحواض التحضين 5% تقريباً من مساحة المزرعة السمكية وتستقبل هذه الأحواض يرقات الأسماك القادمة من أحواض التفريخ، ويتم تحضين هذه اليرقات في الأحواض تحت الظروف الملائمة للحد من نسبة الفاقد إلى أقل درجة ممكنة وتبقي اليرقات في هذه الأحواض ثم تنقل بعد ذلك إلى أحواض التربية.
4- أحواض التربية:
تشكل أحواض التربية حوالي 10% تقريباً من مساحة المزرعة السمكية وتخصص هذه الأحواض لتربية الأسماك الصغيرة حتى تصل إلى حجم معين، وبعد ذلك يتم نقلها إلى أحواض التسمين وفي كثير من المزارع لا يتم إنشاء أحواض للتربية بل تنقل مباشرة من أحواض التحضين إلى أحواض التسمين، وقد تستخدم أحواض التربية نفسها كأحواض للتسمين.
5- أحواض التسمين:
تغطي أحواض التسمين معظم مساحة المزرعة السمكية إذ تشكل 70 - 80% تقريباً من المساحة الكلية للمزرعة وفي هذه الأحواض يتم تسمين الأسماك المستزرعة إلى الحجم التسويقي.
6- أحواض البيع:
تستخدم هذه الأحواض لتخزين الأسماك الجاهزة للبيع وهي حية.
وتقسم المزارع السمكية حسب نوعية المياه إلى:
1- مزارع مياه الصرف:
تستمد هذه المزارع مياهها من المصارف التي تصرف على بحيرات مثل المنزلة والبرلس وإدكو ومريوط، لذا تنتشر هذه المزارع بجانب بحيرات نهاية الري.
2- مزارع المياه العذبة:
تعد أفضل أنواع الاستزراع السمكي، حيث تتوافر الأسماك التي تصلح لهذا النوع من التربية، كما أنها تعطى نمواً أفضل 
3- مزارع المياه المالحة:
ينتشر هذا النوع من المزارع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين بحيرة المنزلة والبحر المتوسط وشمال بحيرة البرلس والساحل الشمالي بجوار دمياط، حيث يعتمد هذا النوع على مياه البحر، وبخاصة على سواحل البحر الأحمر والساحل الشمالي .
4- مزارع المياه الشروب:
والمياه الشروب هي خليط من المياه المالحة والعذبة، وينتشر هذا النوع من المزارع في المناطق الشمالية على جوانب بحيرات المنزلة والبرلس و إدكو ومريوط .
5- مزارع حقول الأرز:
هي نوع من المزارع الموسمية، يتم في حقول الأرز، حيث يسوق فائض الإنتاج بغرض تحقيق ربحية مناسبة للمزارعين.
ومن ناحية أخرى يمكن تقسيمها بشكل أكثر دقة إلى :
1- زراعة السمك في الأحواض:
تختلف طرق رعاية الأسماك داخل الأحواض على النحو التالي:
أ‌- أحواض وحيدة النوع :
وهى أحواض يربى فيها نوع واحد من الأسماك وغالباً ما تكون من الأنواع التي تتغذى على البروتينات الحيوانية كالثعبان والقراميط، كما أنه من الممكن تربية أنواع آكلة للعشب أو متعددة التغذية، وأفضل الأسماك لهذه الطريقة المبروك والبوري والبلطي واللبن.
ب‌- أحواض متعددة الأنواع :
وهى أحواض تتسع لأنواع مختلفة من السمك، قد تختلف معاً في العمر، ومن أمثلة ذلك المزارع التي يربى فيها أنواع ( المبروك الصيني والهندي) أو (البلطي مع المبروك) أو ( سمك اللبن مع الجمبري).
جـ- أحواض الرعاية المكثفة :
هي أحواض صغيرة تستخدم فيها الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة، حيث يتم التخطيط لإنشاء الأحواض واستخدام الأعلاف الصناعية عالية القيمة والمياه المتجددة التي يتم تزويدها بالأكسجين، وتنقية مياه الصرف . ويتكلف هذا النوع من الأحواض مبالغ كبيرة، لكنه في المقابل يحقق ربحاً وفيراً، ويعيب هذا النوع فقط، ما يرافقه من أعطال فنية أو ما قد يصيب الأسماك من أمراض، ويستخدم هذا النوع من المزارع في البلدان الصناعية المتقدمة لإنتاج أسماك ذات قيمة تسويقية عالية مثل السلمون والتراوات والثعبان والقرموط، ويتميز هذا النوع من الأحواض بكثافة التخزين السمكي.
د- أحواض الرعاية المنتشرة :
هي أحواض ذات كثافة تخزينية منخفضة، كما تتميز بانخفاض معدل الإنتاج بالنسبة لوحدة المساحة، وتتغذى الأسماك فيها على الغذاء الطبيعي، ولا يعانى هذا النوع من الأحواض من مشكلة جودة المياه ، كما أنه لا يلزمه رأس مال كبير. وهو يتوافق مع البلدان الفقيرة، حيث يعد مصدر متوسط من حيث توفير الإنتاج السمكي، وفرص العمل .
هـ - أحواض الرعاية شبه المكثفة :
هي أحواض تستخدم تقريباً في كل البلدان لإنتاج أنواع الأسماك آكلة العشب ومتعددة التغذية، وتحصل فيها الأسماك على غذائها من الغذاء الطبيعي والإضافات من المخلفات النباتية والحيوانية، ويمكن استخدام الأسمدة لزيادة الإنتاج، ويعد هذا النوع مناسباً لزيادة معدلات إنتاج السمك في الدول النامية.
و- أحواض إعادة التدوير:
وهى أحواض تستخدم فيها المخلفات الحيوانية والنباتية، حيث تسمد بمخلفات الحيوانات الأرضية، ويعود هذا النوع إلى البلدان الآسيوية، وقد انتشر في كافة بلدان آسيا وأوربا الشرقية وشمال أفريقيا ونيبال، حيث يربى البط والماشية بجوار هذه الأحواض للانتفاع بمخلفاتها في تسميد أحواض السمك، وهى تعد طريقة جيدة للتخلص من التلوث الناجم عن مخلفات الحيوانات، إلا أنه يعيبها أنها قد تكون مصدراً لنقل مسببات الأمراض للإنسان .
2- زراعة السمك في التانكات:
تستخدم لذلك تانكات سعة 3050 لتر، وبسرعة تدفق للماء المعاد تدويره 220 لتر/ ساعة، أو تانكات أكبر قد تصل إلى 12 ألف لتر ومعدل تدفق للماء يبلغ 1 لتر / كجم / ق، بغرض إنتاج 850 كجم من السمك، ويعاب على هذا النوع من المزارع ارتفاع معدلات نفوق لتلف الماء وانخفاض معدلات الأكسجين، حيث تتبقى الفضلات السامة التي تؤثر على نمو السمك .
3- زراعة السمك في الهدارات (المجارى ):
تستخدم في هذه المزارع المختلطة من القراميط والبلطي مياه من آبار ارتوازية في درجة حرارة تتراوح ما بين 25 و 32 درجة مئوية، وهو المدى الحراري الذي يسمح لإنتاج المزرعة أن يكون بشكل أساسي من القراميط وبشكل ثانوي من البلطي .
4- مزارع السياجات أو الحواجز الشبكية:
تستخدم السياجات للتحكم في رعاية الأنواع المختلفة من الأسماك سواء في المياه المالحة أو العذبة أو الشروب، وذلك في نظم مكثفة أو شبه مكثفة أو متسعة كما هو الحال في مزارع الأحواض حسب نوع السمك ونظم وآلية المزرعة .
وتختلف أحجام السياجات أو الحواجز الشبكية طبقاً للظروف البيئة وخواص المياه وأنواع السمك، وتقام السياجات أو الحواجز الشبكية في الأماكن التي لا يصلح فيها إقامة مزارع، حيث تقام في الغالب على الشواطئ وداخل البحيرات والأنهار.
5- مزارع قنوات الري وحقول الأرز:
تقام تربية الأسماك في آسيا منذ زمن بعيد في قنوات الري وحقول الأرز، ومن المعروف أن حقول الأرز ينتج فيها البلانكتون بكميات كبيرة، مما يجعلها خصبة ومصدر غذائي جيد للسمك، وهو ما يساعد على إنتاج بروتين إضافي، ويتم زراعة الأسماك صاحبة القدرة على تحمل ظروف المياه الضحلة وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الأكسجين، كالبلطي والمبروك والقراميط .
ومن الممكن تنويع الأسماك داخل هذه المزارع، فيمكن زراعة جمبري الماء العذب والمحار، حيث أن جميعها ذات تأثيرات مفيدة على محصول الأرز، وهو ما يتيح التحكم في النباتات غير المرغوبة والقواقع ويرقات الحشرات .
وينبغي استخدام طرق مقاومة بديلة عن المبيدات، حيث يؤدى الإفراط في استخدام المبيدات إلى حدوث مشاكل في المزرعة .
6- زراعة السمك في الماء الآسن:
الماء الآسن هو نوع من الماء يتميز بقدر من الملوحة، فقد يكون ماء صرف أو ماء آبار لا يصلح لري المحاصيل الحقلية، وتتفاوت درجات ملوحة هذا الماء من موسم لآخر، فقد تنخفض في موسم المطر إلى 5 أجزاء/ ألف، وترتفع في مواسم الجفاف لكي تصل إلى 70 جزء/ ألف، ومن المعروف أيضاً أن ضحالة الماء وعمليات الرشح تؤثر على ملوحة الماء.
ويربى في الماء الآسن أسماك البلطي والقرموط والبوري والمبروك واللبن ورأس الحية والجمبري .
7- مزارع المياه الجارية:
يتميز الماء الجاري بكونه غنى بالأكسجين، وهو يسمح بزيادة معدل كثافة السمك في وحدة المساحات، كما يفيد في التخلص من نفايات السمك .
8- مزارع أنظمة الماء الدائرية:
تعد هذه المزارع من أكثر الطرق تفوقاً للحصول على إنتاج مكثف من السمك، وقد تم تطويره مؤخراً في عدد من الدول الصناعية الكبرى للحاجة الشديدة إلى الماء الجيد، وتحقيق قواعد صرف جيدة من المزرعة إلى الصرف العام، ويطبق هذا النوع من المزارع على الكائنات المائية عالية القيمة، نظراً لتكلفته العالية من حيث نظم الإنشاء والصيانة الفائقة، ويتميز بنفس مزايا وعيوب الإنتاج المكثف، هذا بالإضافة إلى كونه موفر للطاقة وهو ما يتلاءم مع ظروف البلدان النامية.
ويستخدم هذا النوع في التحكم في نضج السمك والقشريات والمحار لإنتاج الصغار في بيئة يسهل التحكم فيها.
9- مزارع الإنتاج الرأسي للمحار:
أمكن مؤخراً إدخال هذه الطريقة لزراعة أم الخلول والمحار وهو ما ساعد على زيادة الإنتاج، حيث تزرع على عصى وحبال معلقة من أسقف وفى شباك نيلون على شكل جراب أو في أواني بلاستيكية أو إطارات خشبية.
ومن المعروف أن زراعة أم الخلول والمحار كانت تتم في قاع البحر، ولكن ربما يكون من الصعب استعمال تلك الأنظمة العائمة نظراً لظروف البحر الصعبة، إلا أن مزارع المحار بنظام الحبل الطويل تعد حتى الآن فعالة .
10- المزارع البحرية:
هي مزارع يتم فيها تربية السمك والجمبري والمحاريات في مفرخات حتى يحين الوقت الذي تستطيع فيه الاعتماد على نفسها في التغذية، فيتم نشرها في بيئات الماء المفتوح، إلى أن يحين وقت صيدها، وعلى الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن هذا النوع من المزارع يعده الخبراء مربحاً في ظروف معينة، حيث يمكن من خلاله زيادة المحصول من الصيد العادي، كما أنه يعد طريقة منظمة للتخزين .
11- مزارع الحواشات ( الطواويل):
الحواشات هي المناطق المحصورة بين البحر والبحيرات الساحلية وهو ما يطلق عليه (حواشات ساحلية)، وأحيانا تكون داخل البحيرات ذاتها، وهنا يطلق عليها (حواشات بحيرية)، وتملأ هذه المرابى بالماء في فصل الصيف، حيث يكون مستوى الماء مرتفعاً نظراً لارتفاع مستوى مياه الصرف الآتية من الري، ويتم بذرها بالبلطي والبوري والقراميط والثعبان والفرخ وغيرها حتى يكتمل نموها، فيتم الحصاد.
ويلجأ المزارعون في بحيرة المنزلة غالباً إلى تسميد الحواشات بزرق الدواجن ليعطى محصولاً قدره حوالي 1475 كجم /هكتار، وكذلك استخدام الإضافات الغذائية التي مكنت من الحصول على 3.4 طن / هكتار، وتبلغ مساحة الحواشات في مصر حوالي 48845 هكتار، ومن المأمول الوصول بها إلى 180400 هكتار.
12- المزارع مختلطة الإنتاج:
ويتضمن هذا النوع بالإضافة إلى إنتاج الأسماك إنتاج الأرز أو نوع من الحيوانات كالبط، ويتم على سطح الحوض أو بجواره .
ويتميز بالتالي :
1-يستفاد فيه من فضلات البط في تسميد ماء الحوض، حيث تعتبر سماداً عضوياً ينمى العوالق.
2- يساعد حفر البط للقاع الضحل في الإقلال من الإنتاج النباتي للماء وبخاصة حشائش البط .
3- يستفاد من المتبقي من غذاء البط في تغذية الأسماك، أو يستخدم كسماد عضوي للسمك.
4- يتغذى البط على القواقع مما يحد من انتشار مرض البلهارسيا.
تجهيز وصيانة الأحواض:
تجفيف الأحواض:
ويتم ذلك بتجفيف الحوض من الماء تجفيف كاملا للتخلص من النباتات وغيرها من الكائنات الدقيقة الضارة الموجودة في الحوض فضلاً عن المركبات والمواد التي من الممكن أن تكون قد ترسبت في قاع الحوض نتيجة التحلل العضوي، حيث يتم تأكسد هذه المواد بمجرد تعرضها للهواء الجوي، ثم تجرى عملية صيانة للحوض في حال وجود أي خلل فيه.
ملء الحوض بالماء:
يراعى أثناء هذه العملية وضع حواجز شبكية عند منبع قنوات الري والصرف لمنع دخول النباتات والأعشاب إلى داخل الحوض، وكذلك منع الأسماك من الخروج منها.
متابعة جودة مياه المزرعة:
يتم الحفاظ على جودة مياه المزرعة وذلك عن طريق متابعة خصائص المياه السابق شرحها.
التغذية الصناعية:
التغذية الصناعية ضرورة لا غني عنها في حالة الاستزراع السمكي المكثف، أما في حالة نظام الاستزراع الموسع أو شبه المكثف فإن الأسماك تحصل على جزء من طعامها من البيئة الطبيعية المحيطة، وبذلك تقل حاجتها للتغذية الصناعية، مع مراعاة أن استخدام السماد في المزارع السمكية شبه المكثفة يؤدي إلى زيادة إنتاج الغذاء الطبيعي (البلانكتون)، وبالتالي تقل حاجة الأسماك للغذاء الصناعي.
وتشكل التغذية الصناعية ما يعادل 50% تقريباً أو أكثر من جملة تكاليف المزرعة.
وعموما فيما يخص أعلاف الأسماك لا بد من توافر المواصفات الآتية:
1- أن تحتوي على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بروتين، دهون، كربوهيدرات، فيتامينات وأملاح معدنية.
2- أن تتقبلها الأسماك.
3- أن تتكون من عناصر متوافرة (محليا إن أمكن) بشكل دائم.
4- يتم تصنيعها وتخزينها بسهولة.
5- تكون رخيصة التكاليف.
6- ألا تحتوي على مواد ضارة بالأسماك مثل المبيدات الحشرية والميكروبات والسموم.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->أما المكونات الأساسية لأعلاف الأسماك فلابد أن تحتوي الأعلاف الصناعية للأسماك على عناصر البروتين والدهون والمواد الكربوهيدراتية (النشويات) الفيتامينات الأملاح المعدنية، وتجدر الإشارة إلى أن الدهون والنشويات تعد المصدر الأساسي للطاقة بينما يمثل البروتين الوحدات البنائية الأساسية للجسم.
<!--[if !supportLineBreakNewLine]-->

<!--البروتين:
البروتين يمثل الوحدات البنائية الأساسية للكائن الحي، وتتركب البروتينات من وحدات تسمى الأحماض الأمينية تتجمع على شكل سلسلة ويتوقف نوع البروتين على أعداد وأنواع الأحماض الأمينية، ويتركب الحامض الأميني أساسا من الكربون والهيدروجين والنيتروجين، وتنقسم الأحماض الأمينية المكونة للبروتين إلى أحماض أمينية أساسية وأخرى غير أساسية.
مصادر البروتين:
البروتين الحيواني:
يعد البروتين الحيواني أعلى مصادر البروتين قيمة من حيث احتوائه على الأحماض الأمينية الأساسية، ولكن المشكلة الرئيسية التي تواجه استخدام البروتين الحيواني في علائق الأسماك هي ارتفاع أسعاره وقلة إنتاجه، ولذلك فلابد من حساب كمية البروتين الحيواني التي يجب أن تحتوي عليها العليقة بدقة.
ويعد مسحوق الأسماك ومخلفات الدواجن ومخلفات المجازر ومسحوق الدم ومخلفات الأسماك والقواقع من أهم مصادر البروتين الحيواني المستخدمة في علائق الأسماك.
وتختلف جودة البروتين باختلاف مصدره ومحتواه من الأحماض الأمينية وطريقة التحضير والتخزين، ويعد مسحوق السمك هو أجود أنواع البروتين الحيواني، حيث أنه يحتوي على كميات عالية من جميع الأحماض الأمينية الأساسية وذلك مقارنة بالمصادر الأخرى.
البروتين النباتي:
تعد محاصيل الزيوت مثل فول الصويا وبذرة القطن وبذرة عباد الشمس والسمسم من المصادر الأساسية للبروتين النباتي، وذلك بعد عصر البذور واستخلاص الزيوت منها، وتحتوي بذور هذه النباتات على نسبة عالية من معظم الأحماض الأمينية الأساسية كما تعد الكلوريلا والأسبيرلينا وخس البحر من المصادر الجيدة للبروتين النباتي أيضا، ولكن تجدر الإشارة إلى بعض المصادر البروتينية النباتية تفتقر إلى حمض الليثين ولذلك يجب إضافة هذا الحمض عند استخدامه كمصدر للبروتين في عليقة الأسماك المستزرعة، وبصفة عامة يتم إضافة الأحماض الناقصة في الغالب بإضافة مصدر آخر يحتوي على كمية عالية من هذه الأحماض الناقصة.
بروتين الخلية الواحدة:
ينتج هذا البروتين (كما يتضح من التسمية) من مصادر نباتية أو حيوانية وحيدة الخلية مثل الخميرة والطحالب والحيوانات الأولية وحيدة الخلية، فمن المعروف أن هذه الكائنات تتكاثر ويتضاعف عددها ملايين المرات في فترات زمنية وجيزة، ولذلك يمكن استزراعها بشكل مكثف وفي حيز ضيق لاستخدامها في تغذية الأسماك، وخاصة في المراحل المبكرة من العمر (المراحل اليرقية)، وتمتاز هذه الكائنات باحتوائها على نسبة عالية من البروتين ولذلك يمكن إضافتها بنسب مختلفة إلى العلائق الصناعية للأسماك.
المخلفات الصناعية والزراعية:
تعتبر العديد من المخلفات الصناعية والزراعية وغيرها من المخلفات، مصادر هامة للبروتين في علائق الأسماك المستزرعة، فمخلفات صناعة الأغذية مثل مخلفات صناعة العصائر والأغذية المحفوظة والخميرة والنشا تحتوي على نسب متفاوتة من البروتين النباتي أو الحيواني، وبذلك يمكن أن تضاف بنسب معينة حسب ظروف الاستزراع والمحتوي البروتيني للمادة المضافة.
الإجراءات التنفيذية لمشروعات الثروة السمكية:
تولى الدولة مشروعات الثروة السمكية اهتماماً بالغاً وعناية فائقة، حيث تعد مصدر بروتيني مهم ورخيص، كما أنها تعد مجال جديد يمكن استثمار طاقات كثير من الشباب العاطل في العمل فيه، وبالتالي اعتبارها مصدر للدخل القومي .
ومن ضمن مشروعات الأمن الغذائي في مجال مشروعات الثروة السمكية :
1- إقامة مشاريع المزارع السمكية .
2- إقامة مشاريع المفرخات لإنتاج الزريعة السمكية .
3- الاستزراع السمكي في مزارع الأرز .
4- الاستزراع السمكي فوق أسطح المنازل .
5- تطوير وتنمية المصايد المقامة فعلياً .
6- تمليك الشباب مشاريع الأقفاص السمكية العائمة .

DrMezayn

د ./ احمد عبد المنعم المزين دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية

ساحة النقاش

د . احمد عبد المنعم المزين

DrMezayn
دكتوراة الفلسفة في العلوم الزراعية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

752,968