عانيت منذ الصغر – مثل الكثيرين والكثيرين – من ثقل مادة النحو إلى أن وطأت قدماي دار العلوم وتعلق قلبي بالاثنين، ثم تأكدت أن خير وسيلة لتكون المعلومة مباشرة وأنشط للذهن هي طريقة الاستفسار مع ضرورة البعد عن الطريقة النظرية وما لا يحتاج إليه المبتدئ، ومن هنا جاء عرضي للقضايا النحوية - في صورة سؤال وجواب- بإيجاز وسهولة ، وسيتم عرضها بمشيئة الله تعالى على عدة حلقات، والله الموفق.

وفي البدء نُشير إلى بعض أقوال السَّلف في أهمية النحو:

* قول عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: "تعلَّموا النَّحو كما تُعلِّمون السُّنن والفرائض".    (بهجة المجالس لابن عبد البر)

* قال أيُّوب -وهو ابن أبي تميمة- السِّختياني الإمام رحمه الله: " تعلَّموا النَّحو فإنَّه جمالٌ للوضيع وتركه هُجنةٌ للشَّريف".
* قال محمَّد بن سلام الإمام: "ما أحدث النَّاس مروءةً أفضل من طلب النَّحو"                (بهجة المجالس لابن عبد البر)

* جاء عن الشعبي أنَّه قال: "النَّحو في الكلام كالملح في الطَّعام لا يُستغنى عنه"  (الجامع لأخلاق الرَّاوي برقم 1080)

* قال شُعبة: "إذا كان المُحدِّث لا يعرف النَّحو فهو كالحمار يكون على رأسه مخلاة ليس فيها شعير"                           (شعب الإيمان للبيهقي)
* في توضيح الأفكار للصَّنعاني - رحمه الله - ذكر هذا الأثر ثمَّ قال: ونظمه من قال:
مثَّلوا طالب الحديث ولا***يُحسن نحـوا ولا لـه آلات
كحمارٍ قد عُلِّقت ليس فيها***مـن شـعير برأسه مخــلاة
* قال الأصمعي عبد الملك بن قريب كما في سير أعلام النُّبلاء: "إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النَّحو أن يدخل في جملة قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: (من كذب علي متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعده من النَّار)

* قال عبد الله بن المبارك وهو الإمام التَّابعي الثِّقة: "اللَّحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه"             (بهجة المجالس لابن عبد البر)

*قال إسحاق بن خلف البهراني كما في زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق القيرواني:
    النَّحو يصلح من لسان الألكن***والمرء تُكرمه إذا لم يلحنِ
* وقال آخر:
  إنَّ الكلام بلا نحـوٍ يُماثلـهُ *** نبحُ الكـلاب وأصواتُ السَّنانير

س : عرف النحو لغة واصطلاحا . 
ج : النحو لغة : القصد . اصطلاحا : علم بأصول يُعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابًا وبناء . 

س : ما المراد بالأصول المذكورة في التعريف ؟
ج : المراد بالأصول: " الاسم، الفعل، والحرف، وأنواع الإعراب، والعوامل، والتوابع، ونحو ذلك. 

س : ما فائدة علم النحو ؟
ج: فائدته : معرفة صواب الكلام من خطئه ، ليحترز به عن الخطأ في اللسان .

س : ما غاية علم النحو ؟ 
ج : غايته الاستعانة على فهم معاني كلام الله ورسوله ؛ الموصل إلى خيري الدنيا والآخرة . 

س : ما سبب تسمية هذا العلم بالنحو ؟ 
ج : سبب تسميته بالنحو : ما روي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لمّا أشار على أبي الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي ، أن يضع علم النحو ، قال له بعد أن علمه الاسم والفعل والحرف ـ : الاسم : ما أنبأ عن مسمى ، والفعل : ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف : ما أنبأ عن معنى في غيره ، والرفع : للفاعل وما اشتبه به ، والنصب للمفعول وما حمل عليه ، والجر للمضاف وما يناسبه ، انح هذا النحو يا أبا الأسود ؛ فسُمي بذلك . 

 

المصدر: سنوات في دار العلوم
Dr-mostafafahmy

د/ مصطفى فهمي ...[ 01023455752] [email protected]

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2972 مشاهدة

ساحة النقاش

مصطفى فهمي

Dr-mostafafahmy
فلسفة الموقع مهتمة بتحديد طريقة الحياة المثالية وليست محاولة لفهم الحياة فقط. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

499,958