كتب /ممدوح فتحى :فقد استيقظت “صفاء سليم أحمد” ابنة قرية الحرادنة مركز القوصية من نومها على السحور ومن بعده صلاة الفجر وما أن بدأ الصبح ينسج خيوطه حتى بدأت الطالبة المكافحة تستعد لرحلة السفر لأداء الامتحان لتسجل واحدة من صور الكفاح٠٠فلم تمنعها دراستها الجامعية من العمل بحضانة القرية بل بدأت تحث أهالى القرية على الاهتمام بأبنائهم وعدم تركهم لمرارة الجهل والفقر حتى أحبها أطفال القرية في الحضانة وتعلقت بها أمهاتهم وفي يوم الحادث قامت صفاء بتوديع أمها وأخوتها وكأنها تلقى عليهم نظرة الوداع الاخيرة، وركبت السيارة الأجرة التابعة لقريتها حتى مدينة أسيوط حيث الجامعة والتي تبعد عن قريتها نحو 48 كيلو مترا، ومع ارتفاع درجة الحرارة بدأت تشعر الطالبة بحالة من التعب لكنها تماسكت وأبت إلا أن تكمل يومها صائمة حتى وصلت إلى قاعة الامتحانات في جراج خاص بالجامعة تم تجهيزه كقاعة للامتحانات، وبعد مرور نحو ساعة من وقت الامتحان بدأت الطالبة تنهار فاستغاث زملاؤها بالمشرف الذي استدعى الطبيب وعلى الفور طلب إحضار الماء والعصير لحدوث هبوط بالدورة الدموية نتيجة الاجهاد الكبير وارهاق السهر والسفر وحرارة الجو والصيام، ولكنها رفضت معلنة أنها صائمة ولن تفطر وماهي إلا دقائق معدودة بدأت فيها شهيدة العلم تدخل في إغماءة ثانية فتم استدعاء الطبيب ولكنها فاقت ولاأحد يدري أنه كانت في سكرات الموت بعدها غابت عن الوعي حتي فظت أنفاسها الأخيرة لتلقى ربها في رحاب ساحة العلم ثم تم نقلها لمستشفي اسيوط. يقول ابن عمها: صفاء رحمها الله كانت اسما على مسمى فهي كانت محبة للغير وتسعى لمساعدة أطفال القرية بكل ماتملك وكانت البسمة لاتفارق وجهها ، وترتيبها بين اخواتها الثالثة ويوم الحادث تلقينا اتصالا من مستشفى جامعة أسيوط يخبرونا بأن صفاء تعرضت لحالة هبوط وإرهاق ونظرا لطبيعة الجو ظننا أن الأمر لا يعدو أن يكون إجهادا وماأن وصلنا للمستشفى حتى كانت الفاجعة والصدمة التي نزلت علينا كالصاعقة بوفاتها، خصوصا أنها لم تكن تشكو من أي مرض وعندما أعطونا متعلقاتها ومنها المذكرة الخاصة بالمادة التي امتحنتها وبدأنا نقلب صفحاتها كانت المفاجأة الأولى أنها كتبت في مطلع المذكرة تليفون اختها الكبرى وكذلك أخيها واسمهما موضحة في حال حدوث أي طارئ يتم الاتصال بهما نظرا لأنها لم يكن معها هاتف محمول، ثم كانت المفاجأة الثانية أنها كتبت في إحدى الصفحات ببنط عريض عبارة “الموت علينا حق” فخشينا أن تكون تعرضت لحالة نفسية دفعتها للتخلص من حياتها أو أنها رأت رؤيا معينة فكان رد الأطباء أنها لم تتناول أي شيء وأن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة الاجهاد الشديد وكأنها كانت تشعر بدنو الأجل.

DoaAlwataonline

رئيس مجلس الاد ارة ومدير التحرير/ممدوح فتحى على

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 35 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2016 بواسطة DoaAlwataonline

ساحة النقاش

DoaAlwataonline

DoaAlwataonline
موفع اخبارى يحتوى على الشفافية والمصداقية بنقل المادة الاخبارية بكل حيادية »

عدد زيارات الموقع

42,607

تسجيل الدخول

ابحث

للأ علان على الموقع

عليك الأتصال بهذا الرقم 01005098978 أعلاناتك تنشر فى الحال باسعار مخفضة