داخل العربة الأولى بالمترو المكيف رقم 192 المتجه إلى حلوان، جلس الركاب يتأففون من حرارة الجو، بعضهم لجأ إلى فتح الشبابيك لكن رجل خمسيني نهرهم “التكيف شغال.. شوية وهنحس بيه”، المذياع يُشير إلى الوصول لمحطة “السيدة زينب”، ثم تابع عند تحرك القطار “المحطة القادمة الملك الصالح، سيتم فتح الباب جهة اليسار”، قبل أن يقف القطار فجأة محدثًا صوتًا أشبه بفرقعة، اهتزت العربة، فزع الركاب، كاد رجل مسن أن يسقط، ثم جاء صوت السائق “القطار اتعطل، فيه مشكلة في الكهرباء، ارجو الهدوء وهنتحرك بعد شوية”، اعتقدوا في البداية أن الأمور ستُحل في غضون دقائق لكن الوقت مضى دون أن يحدث شيء “ما هي كانت ناقصة” قالها شاب عشريني توجه ناحية الباب الفاصل بين العربة وقمرة القيادة.
بعد لحظات من محاولة الركاب الطرق على الباب الموصل لقمرة القيادة، خرج السائق، أبلغهم أن عطلًا مفاجئًاحدث في القطار “كابل وقع على المترو والانتوجراف باظ”، لم يفهم أحد توضيح الرجل ليُكمل “حصل حاجة زي قفلة، الكهربا فصلت ومش هنقدر نتحرك دلوقت”، ثم أغلق الباب من جديد، انتظر الركاب مرة أخرى، الحرارة تشوي وجوههم، العرق ينساب على جسدهم، الضيق يملًا صدورهم، اندفع فتى لم يُكمل العشرين نحو بوابة الدخول “احنا لازم ننزل”، انقض على مقبض الفتح الخاص بالطوارئ، حاول الركاب منعه لكنه أصر، غير أن البوابة فُتحت فجأة قبل أن يتم فعلته “يلا نروح لأقرب محطة” ذكرها ثم قفز على المنطقة الموازية للقضبان.
الشباب ثم الفتيات غادروا القطار على الترتيب، لكن كبار السن من الرجال والسيدات ترددوا لدقائق، ثم بدأوا في النزول على الأرض بمساعدة الآخرين والرعب يطل من أعينهم “يا جماعة المترو ممكن يتحرك في أي وقت وهتبقى كارثة” لفظها بخوف رجل ثلاثيني، جعل الناس تتوقف، ثم عاد صوت القائد من جديد “ارجوكم الهدوء، هنتحرك حالًا”، ابتعد الركاب عن القطار، من بالداخل جلسوا في مقاعدهم بينما التوتر يسري في قلوبهم، ثم تحرك القطار للخلف “متخافوش هأرجع لمحطة السيدة زينب” لم يُكملها السائق حيث توقف من جديد فجأة مع شرارة نار ظهرت أعلى العربة ليسود الهلع ويعلو الصراخ.
اندفع الجميع نحو البوابة المفتوحة، قفزوا سريعًا، رجل كفيف صرخ “يا ولاد محدش يسبني”، أفراد من الفنين التابعين للمترو قدموا إلى المكان، تناقشوا سريًعا مع السائق ثم وجه أحدهم حديثه للركاب الباقيين “اللي يعرف يتحرك لوحده ويوصل لأقرب محطة أحسن له، لان المسألة هتطول”، فيما يبدو الأسى على السائق العاجز عن التصرف “دا شيء خارج عن إرادتي، الموضوع داه يخلي الخط كله يقف”.
نشرت فى 15 مايو 2016
بواسطة DoaAlwataonline
DoaAlwataonline
موفع اخبارى يحتوى على الشفافية والمصداقية بنقل المادة الاخبارية بكل حيادية »
عدد زيارات الموقع
42,685
تسجيل الدخول
ابحث
للأ علان على الموقع
عليك الأتصال بهذا الرقم 01005098978 أعلاناتك تنشر فى الحال باسعار مخفضة
ساحة النقاش