![]()
التوازن الحياتي
خطوة أولى نحو النجاح
![]()
![]()
حقيقة الإنسان على الأرض أنه مزدوج التكوين ، يحوي ما هو منظور وما هو غير منظور ، يحوي الباطن كما الظاهر ، فيستحيل تحقيق أي توازن دونما تحقيق توازن بين كل من الظاهر والباطن.
![]()
وبمعنى آخر ، عند توجه المرء لإتمام أعماله في الحياة العملية الخارجية من منطلق مفهوم الباطن ، حينئذ وحينئذ فقط ، يهون المسار ، ويختصر المجهود ، وتستولد الفرص ، ويخلق الوقت للعمل على مختلف مناحي الحياة. فالكيان يعمل كوحدة ، وشحذ نشاطه وتسريعه يعني شحن ذبذباته وتسريعها كيفما وجهها صاحبها.
![]()
وتجدر الإشارة إلى أن التوجه ضمن منحى واحد وعدم الانفتاح على مناح أخرى ، وفي غياب الاعتدال ، يضيع التوازن . إذ إن أسوأ ما يحدث، أن يوجه المرء مجهوده واهتمامه لمنحىً واحد ، فإهمال الأمور الأخرى يعني ترك فراغات قد حان وقت العمل عليها ، في حين أن المرء لم يتنبه إليها أو قل قد غض الطرف عنها ، فتأتي نتيجة إهمالها لها ، إرهاقاً جسدياً ، أو شعوراً سلبياً ، أو حتى عناءً ذهنياً ... وتكون النتيجة مضاعفة ، وتأتي مفاجأة تنغص على المرء أسعد لحظاته.
![]()
والجدير بالذكر أن تفعيل التوازن هو عمل دؤوب، متواصل ومستمر دائماً وأبداً ، فالتوازن السليم هو ما يتأتى بعد تقييم التوازن في كل مرحلة ومزامنة مع كل جديد وكل معرفة متقدمة على درب التطوّر في الوعي ، إذ إن تحديد المرء للتوازن وتصوره له يختلف مع توسعه في المعرفة ، وتعمقه في فهم قانون الحياة.
![]()
وما يجب ألا يغيب عن البال أن عدم التوازن ، أي الانقطاع أو الإفراط في تأدية عمل ما ، قد يحوِّل حتى العمل الإيجابي إلى سلبي.
![]()
أوليست خلوة المرء بنفسه ضرورية جداً على درب التطوّر؟ أو ليست هي عينها ما يؤدي إلى الانعزال والانغلاق إذا ما أفرط المرء في ممارسته لها؟!
![]()
أو ليست الحياة الاجتماعية ضرورية للتطوّر ، وهي نفسها ما يحدث خللاً إذا ما زادت على حدها؟!
![]()
![]()
![]()
![]()




ساحة النقاش