جبريل وميكائيل فى عالم الملائكة
ظاهر القرآن والسنة يدل على أن جبريل وميكال أحد رؤساء الملائكة الأربعة ، فالعلماء يقولون : دل القرآن والسنة على أن رؤساء الملائكة أربعة : جبريل وإسرافيل وملك الموت وميكال ، أما إسرافيل فقد أوكل الله إليه النفخ في الصور ، قال الله " فنفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله " وأوكل الله تعالى إليه أن يتقدم إسرافيلُ بعد النفخةِ الثانية الخلق أجمعين وهم يُحشرون إلى أرض المحشر ، يقول الله تعالى في سورة طه " يومئذ [ أي في المحشر ] يتبعون الداعي لا عوج له " فالداعي هو إسرافيل والخلقُ يتبعونه ولا يحيدون عنه لا ميمنة ولا ميسرة ، وقد وصف الله تعالى الناس بوصف بليغ عند خروجهم من قبورهم فقال في سورة القارعة " يوم يكون الناس كالفراش المبثوث " والفراش من وصفه أنه يموج بعضه في بعض يتخبط ، في حين أن الجراد يمشي على هيئة واحدة ليس كالفراش كما قال الله في سورة القمر " كأنهم جراد منتشر " وذلك كأن الناس بعد بعثهم مباشرة يكونون كالفراش لا يدرون أين يذهبون ، ثم عندما يسمعون نداء إسرافيل يجتمعون كالجراد المنتشر يسيرون خلفه يتبعونه إلى أرض المحشر وهي أرض بيضاء نقية لم يُعص الله تعالى عليها قط .
أما ملك الموت ، فلم يرد نص صريح فيه ، لكن الله أوكل إليه قبض الأرواح ، فإن هناك ملك ينفخ في أجسادنا ونحن أجنة في بطوننا ، وملك أرفع قدرا يقبض أرواحنا إذا شاء الله تعالى " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون "
أما جبريل وميكال فقد قرن الله بينهما في عطف خاص بعد أمر هام في سورة البقرة ، قال الله " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " فذكر الله تعالى الملائكة في الأول وهذا ذكر عام ، ثم ذكر جبريل وميكال وهذا خاص ، والقصد من الإفراد في هذه الآية هو التمييز والتشريف لهما عليما الصلاة والسلام
وسبب نزول هذه الآية .
أن جمعا من اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم : إنا سائلوك عن مسائل لا يعلمها إلا نبي ، فسألوه فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا بقيت واحدة ، إن أجبتنا إليها اتبعناك ، فأخذ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم العهد والمواثيق إن أجابهم اتبعوه ، واليهود عليهم لعائن الله قوم بهت ، فأعطوه العهد ، فقالوا : من وليك من الملائكة ..؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ولي من الملائكة جبريل ، ولم يكن عليه الصلاة والسلام أن يتبرأ من الملائكة ، لكن الله تعالى أوكل مهام الأنبياء إلى جبريل عليه الصلاة والسلام ، فالنبي صلى الله عليه وسلم حدث بالواقع ، فقال : ولي من الملائكة جبريل ، فقال اليهود : هذا الذي ينزل بالحرب والقتال ، فلو كان وليك من الملائكة هذا الذي ينزل بالقطر والرحمة والغيث [ أي ميكال ] لاتبعناك ، فأنزل الله تعالى " قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين "
ساحة النقاش