جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تحجيم نفوذ الأجانب في مصر
في النصف الأول من القرن التاسع عشر
أ.د.السيد محمد الدقن
على الرغم من الامتيازات الأجنبية من تسهيلات وضمانات منحتها الدولة العثمانية للأجانب المقيمين في أراضيها ومنها مصر تشجيعا لهم على الاقامة والتجارة، إلا أنه لم يستطع الأجانب استغلال هذه الامتيازات لصالحهم طوال عهد محمد علي وإبراهيم وعباس، وذلك على الرغم من كثرة وجود الأجانب في مصر بفضل تشجيع محمد علي لهم واستعانته ببعض قناصل الدول الأوربية في نشاطه التجاري.
فلم يكن لهؤلاء القناصل نفوذ قنصلي بمعنى أنهم كانوا لا يستطيعون الانتفاع بالحقوق التي اغتصبها زملاؤهم في ولايات الدولة العثمانية الأخرى، بفضل سريان معاهدات الامتيازات الأجنبية بها؛ ذلك لأن سلطة الباشا وسيادته الداخلية حيال هؤلاء استمرتا كاملتين في حكمه، وقد استمر الأمر كذلك في عهد عباس الأول - على الرغم من ضعف شأن الحكومة المصرية بعد محمد علي- وذلك لاتجاه عباس إلى وقف نزوح الأجانب إلى مصر، بل وإخراج عدد من الفرنسيين المشتغلين في المعامل والمصانع إلى بلادهم خشية تزايد النفوذ الفرنسي في مصر.
وعلى الرغم من اتفاق عباس مع السير روبرت ستفنسون بشأن السكة الحديد، فقد ظل على موقفه من الأجانب؛ ومن ثم رفض استخدام مهندسين انجليز لتشغيل الألات، وأصر على أن يقوم بالعمل في هذه السكة الحديدية المصريين وحدهم، وعلى ذلك فقد امتنع بسبب هذه السياسة " اللاأوربية" وجود أي نفوذ أجنبي أو قنصلي في مصر في عهد عباس الأول.
المصدر: أ.د. السيد محمد الدقن، دراسات في تاريخ مصر الحديث والمعاصر( القاهرة: المؤلف، د.ت)
ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم
ساحة النقاش