تطور التجارة الخارجية  المصرية

في القرن التاسع عشر

أ.د. السيد محمد الدقن

     اتبع محمد علي نظام الاحتكار في التجارة الخارجية، فكان يجمع المحاصيل والمنتجات، ثم يرسلها إلى الإسكندرية، فتبيعها البيوت التجارية الأجنبية التي كانت أحيانا تعطيه الثمن مقدما، ثم اتبع طريقة أخرى وهي إرسال مندوبين عنه إلى الأسواق الأوربية لتصريف هذه المحاصيل ، فلما خانه هؤلاء المندبون رجع إلى الطريقة الأولى، وأدخل عليها نظام المزاد العلني، فكان نظاما ناجحا.

     أما الواردات، فقد ارتبط فيها بنظام تركيا التي لم تتجاوز نسبة الضرائب فيها على الواردات 3% من قيمتها، ولولا أن احتكر محمد علي الانتاج الصناعي والزراعي، لما استطاع أن يتحكم في القوة الشرائية التي أوشكت أن تختل نتيجة ضعف نسبة الضرائب على الواردات.

     وفي عهدي سعيد واسماعيل اطردت الزيادة في كل من الصادرات والواردات؛ نظرا لإلغاء الاحتكار التجاري والرسوم الجمركية الداخلية التي عاقت التقدم التجاري، وانتقال التجارة إلى أيدي الوطنيين الذين تمكنوا من منافسة التجار الأجانب داخل البلاد، والتوسع في المشروعات العمرانية والإنشاءات العامة في عهد اسماعيل وازدياد عدد السكان وكثرة الأجانب اصحاب رؤوس الأموال الكبيرة الذين نزحوا إلى مصر، هذا فضلا عن تقدم طرق المواصلات والنقل تقدما ملموسا في هذا العصر.