درسان مهمان آخران من الحياة
وكانت أمي -رحمها الله- تحمد الله سبحانه وتعالى على الدوام في مختلف الظروف حتى في ظروف المرض الذي أقعدها في السنوات الأخيرة من عمرها، وكانت تقول رحمها الله: الحمد لله أنا أحسن من غيري، فهناك من هو في حال أسوأ مني.
كما تعلمت منكما يا أبي وأمي -غفر الله لكما- درسا مهما آخر وهو الصبر والمثابرة وعدم اليأس مهما اشتدت الأمور، بل إن ذلك قد يكون إيذانا بقرب إنفراجها، فالأمل دائما موجود في الله ولا ينقطع، يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: "قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ" [الحجر: 56].
وكان يقول أبي رحمه الله: اشتدي كي تنفرجي، حيث كان رحمهما الله يتسمان بالصبر والمثابرة، وعندما تختفي الحقيقة أمامي كانت أمي -رحمها الله- تقول لي: لا بد أن تظهر الحقيقة مع مرور الأيام مهما حاول أحد إخفائها، وكان أبي -رحمه الله- يردد لي مقولة الإمام الشافعي رحمه الله: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج، وبالفعل مع مرور الأيام كانت تنجلي أمامي الحقيقة بمشيئة الله تعالى، وكان يأتيني الفرج من رحم الضيق والشدة.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: "فإن مع العسر يسرا *إن مع العسر يسرا" [الشرح: 5،6]
المصدر: عشرات الأعوام مع أمي وأبي غفر الله لهما رحمهما
ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم
نشرت فى 3 مارس 2021
بواسطة DRDEQENSAYED
عدد زيارات الموقع
153,193
ابحث
موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »
ساحة النقاش