مذبحة الإسكندرية 11 يونيو  1882 ومن المسئول عنها؟

أ.د/السيد محمد الدقن
   في 11 يونيو 1882 حدثت مذبحة الإسكندرية التي هلك فيها الكثير من الأجانب والوطنيين والتي كانت الذريعة المباشرة للتدخل الأجنبي المسلح وضرب الإسكندرية ثم الإحتلال البريطاني لمصر.
 
   وقوام هذه المذبحة هو حدوث شجار بين أحد المالطيين من رعايا الأجانب وبين أحد الوطنيين(السيد العجان) بأحد أحياء الإسكندرية لإمتناع المالطي عن إعطاء الوطني الأجر الكافي نظير ركوب حماره فطعنه المالطي فأرداه قتيلا، ولم يلبث أن تحول هذا الحادث إلى مذبحة مروعة سقط فيها الكثير من القتلى من الوطنيين والأجانب. 

ولكن من المسئول عن هذه المذبحة؟
  هل هو الخديوي توفيق بالاتفاق مع عمر باشا لطفي  محافظ الإسكندرية وممثلي النفوذ الأجنبي في مصر لإحراج مركز عرابي الذي تعهد لقناصل الدول بالمحافظة على الأمن؟ وهذا هو رأي عرابي نفسه و المستر بلنت (أحد النبلاء الإنجليز الذي هام بمصر عاش فيها).
  
   أم أن مجئ الأسطولين البريطاني والفرنسي إلى شواطئ الإسكندرية قبل الحادث وما نتج عنه من حالة الفزع والقلق النفسي التي سادت والتوتر الذي أنهك الأعصاب ورواج الشائعات بتهديدات العرابيين للخديوي وللأجانب الذين تملكهم الذعر فسلحوا أنفسهم؟
 
    هذا بالإضافة إلى تحريضات القنصل البريطاني وسماحه للرعايا البريطانيين باقتناء الأسلحة للدفاع عن أنفسهم، كما أن أول من أشعل الفتنة هو مالطي من رعايا الإنجليز وأخ لخادم القنصل الإنجليزي.
 
  على أننا لا نستطيع أن نبرئ الخديوي أو الإنجليز من هذه الفتنة فبعد حدوث المذبحة سافر الخديوي إلى الإسكندريةتطمينا لخواطر الأوربيين بها وصحبه درويش باشا (مندوب السلطان العثماني) وذلك في 13 يونيو، كما سافر إليها أغلب قناصل الدول والمراقبان الماليان.