أ.د/السيد محمد الدقن
وقد ظل الأمر كذلك إلى أن اختصت مصر بصنع الكسوة وإرسالها سنويا إلى الكعبة المعظمة في العصر المملوكي، حينما وقف الملك الصالح اسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون(حكم مصر من سنة 734 – 746 هجريا) ثلاث قرى مصرية وهي باسوس و سندبيس و أبو الغيط- اشتراها الملك المذكور من بيت المال ووقف ريعها على صنع كسوة الكعبة المشرفة سنويا، وعلى كسوة الحجرة النبوية الشريفة والمنبر النبوي كل خمس سنين.
وقد ظلت مصر ترسل الكسوة سنويا من ريع هذا الوقف حتى كان العصر العثماني، فوقف السلطان سليمان المشرع في سنة 947 هجريا سبع قرى أخرى في مصر، اشتراها وضمها إلى الثلاثة قرى السابقة، فأصبح وقف الكسوة عشر قرى في مصر ينفق ريعها على صنع كسوة الكعبى المشرفة الخارجية سنويا، وعلى الكسوة الداخلية وكسوة الحجرة النبوية الشريفة والمنبر النبوي وغيرها من الكسى كل خمسة عشر عاما مرة، وعندما اختصت الدولة العثمانية نفسها بإرسال الكسوة الداخلية وكسوة الحجرة النبوية الشريفة كلما يعتلي سلطان جديد عرش الدولة.
واختصت مصر بالكسوة الخارجية كل عام.وكانت مصر تقوم بصنع قماش الكسوتين الداخلية والخارجية وكسوة الحجرة النبوية الشريفة، وظل الأمر كذلك حتى سنة 1118 هجريا حينما أمر السلطان أحمد الثالث بأن تحاك الكسوة الداخلية التي يرسلها السلطان عام توليته العرش في استانبول، فكانت تصنع فيها ثم ترسل إلى مصر لتخرج منها مع الكسوة الخارجية.
المصدر: دكتور السيد محمد الدقن، كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ(القاهرة: مطبعة الجبلاوي، 1986)
ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم
نشرت فى 17 يناير 2020
بواسطة DRDEQENSAYED
عدد زيارات الموقع
149,622
ابحث
موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »
ساحة النقاش