موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

غفر الله ورحم د/السيد محمد الدقن وزوجته وأدخلهما فسيح جناته

 

نشأة التيار الفكري الإصلاحي في مصر
أ.د/ السيد محمد الدقن

   وهو التيار الداعي إلى الإصلاح الديني والاجتماعي عن طريق اتباع خطى السلف الصالح، ومن الجدير بالذكر أن هذا التيار الذي تزعمه الشيخ محمد عبده لم يكن سلفيا بمعناه الحرفي  كمرادف للجيل الأول من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه، بل كان بمعناه الأعم للدلالة على التراث الأساسي للإسلام في عهد ازدهاره، ومن ثم فقد كان محمد عبده يدرك أن الشعوب الإسلامية لن تصبح قوية إلا إذا اقتبست من أوروبا العلوم التي نتجت عن نشاطها العقلي، وأن هذا الاقتباس يمكن تحقيقه بدون التخلي عن الإٌسلام، ذلك أن الإسلام يحث على قبول جميع منتجات العقل.

   ودعا الشيخ محمد عبده إلى هذا التيار عقب عودته إلى مصر سنة 1889، بعد توقف جريدة العروة الوثقى وانفصاله عن أستاذه جمال الدين الأفغاني، فقد انقطع الإمام محمد عبده عن الكفاح السياسي وانصرف إلى الإصلاح الديني والاجتماعي.

   ولقد كانت إحدى عايات الإمام محمد عبده الرئيسية أن يظهر إمكان التوفيق بين الإسلام والفكر الحديث ، وأن يبين كيفية تحقيق ذلك؛ الأمر الذي أثار عليه المحافظون في الأزهر، كما نقم عليه الوطنيون الملتفون حول مصطفى كامل والخديوي عباس الثاني لأسباب سياسية، يبدو أنها تتركز في صلته باللورد كرومر، وفي انصرافه عن الكفاح السياسي إلى الإصلاح الديني والاجتماعي.

  ولقد تزعم هذا التيار بعد وفاه الشيخ محمد عبده  تلميذه ِالشيخ رشيد رضا الذي ظل ينشر تعاليم أستاذه على صفحات مجلته الإسلامية الشهيرة " المنار ".

المصدر: أ.د/ السيد محمد الدقن، دراسات في تاريخ مصر الحديث والمعاصر(القاهرة: المؤلف)
DRDEQENSAYED

ربي اغفر وارحم عبدك السيد محمد الدقن وزوجته - نسألكم الفاتحة والدعاء وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل ما دعوتم

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

149,633

ابحث

موقع العبد الفقير إلى الله تعالى المؤرخ أ.د/السيد محمد الدقن رحمه الله

DRDEQENSAYED
يهدف هذا الموقع إلى نشر أجزاء من علم العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى المؤرخ المصري الدكتور السيد محمد الدقن غفر الله له ورحمه، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، وكذلك نشر كل ما قد يكون في ميزان حسناته وحسنات زوجته رحمهما الله، نسألكم الدعاء والفاتحة للفقيد والفقيدة ولكم بمثل ما دعوتم »