لِمَ يَا زَمَنْ ؟
سَافرتُ بيْنَ الجفنِ والرِّمشِ
عَلى مَثنِ غَيمَةِ حبْلَى
أَمطَرَتْ
عَلَى رِضَابِ جَفنِكِ النَّاعِس
مَا حَسِبتهُ حُبّا و عِشْقا
فِي ليلةٍ هَوجَاء
عَصَفتْ بِه اﻷَعَاصِير
خَارَتْ لِهوْلهَا النُّجُوم
وَ بَكَي القَمَر
حُبُكُ اﻷَخرسُ سَيدِي
لَمْ يتكَلَّم
لَكنَّ اﻷَشْوَاق
رَقصَتْ لهُ طَرباً
وَتمَايلَتْ لهَ العَوَاطفُ
شَجناً
عَلَى تَراَنيمِهِ
كُتبتْ وِﻻدٌةٌٌ
وَ عهْدٌ جَدِيد
حُبٌّ شَارِدٌ
وَ سحْرٌ فَرِيد
نَهرٌ رَقْراقٌ
وَ صَبِيبُهُ عَتِيد
كَسَّر الصَّخْر
وَ أَذَابَ الجَلِيد
تَلَففتْ بَه
ليُشعِلَ فَتيلَ
عِشقِها
لِيُسحِرَطِيبَ
وُ جْدِها
لِيطْفِيءَ لَهِيبَ
نَارِهَا
بَعدَ أنْ فَقدَت بُؤرَةَ الشُّعُور
وَ كُلَّ الهَوَامِش
و ثوْرةَ العَواطِفِ وَ كُل شَيء
وَ لَمْ يَبقَى فِي خَزَائِنِها إِلاَّ أَنْت
بَارقَةٌ حَائرَة
أَبْعدَتْكَ عَنْ طَرفِهَاِ
ذُبحَتْ أَحَاسِيسُهَا
ِعَلَى أَعْتَابِ الشَّوقِ
مَا بينَ اﻷَلَم وَ اﻹنتِظَار
بَكَتت العَينُ وَلهَى
و صَرخَ القَلبُ مُمَزقاً
وَ سَقطَتِ اﻵمَالُ صَرعَى
عَلَى صَدْرِ الغِيَاب حَزِينةً
نجيبة ارهوني