المعايير الجمالية للخط العربي وروادها:
بدأت العناية بالكتابة العربية في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم في أيام الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم لشدة لزومها لتدوين القرآن الكريم وكتابة الرسائل إلى الأمصار، فلما انتقل مقر الخلافة أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الكوفة وإليها ينسب الخط الكوفي ظل هذا الخط متداولاً ومفضلاً في كتابة القرآن الكريم حتى نهاية القرن الرابع الهجري وإلى جانبه خط آخر لين، استعمل في كتابة الرسائل ومدونات الدواوين، ثم انتقل مركز العناية بالكتابة العربية إلى الشام (41ه) مع استقرار الخلافة الأموية فيها، فظهر الخطاط قطبة المحرر، الذي بدأ في تحويل الخط العربي من قيود الخط الكوفي إلى قاعدة جديدة أكثر ليونة، فاخترع خط الطومار وخط الجليل، وبمجيء الدولة العباسية ظهر الضحاك بن عجلان. وإسحق بن حماد كان الضحاك في خلافة السفاح، وكان إسحق في خلافة المنصور والمهدي، وكانا يخطان الجليل والطومار، ولقد ذكر ابن النديم في الفهرست ص11 أن إسحق فاق الضحاك في آثاره وأعجز الآخرين عن الإتيان بمثلها ثم جاء إبراهيم الشجري تلميذ إسحق بن حماد واخترع قلماً أخف من الجليل سماه "خط الثلثين" وآخر نصف الثلثين وسماه "الثلث" وهكذا يكون "خط الثلثين" بعرض 16 شعرة و"الثلث" بعرض 8شعرات. حيث إن عرض قطعة قلم الجليل 24 شعرة والقطعة مقطع رأس القلم عرضاً في تبريه وهكذا أمكن توليد أقلام جديدة من الأقلام الموجودة بحيث أصبح عدد الأقلام العربية نحو عشرين نوعاً.

  • Currently 134/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
44 تصويتات / 239 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

32,237