جريدة بصمة أمل ..... رئيس مجلس الإدارة / خالد البري

authentication required

《 نبذة عن سيدتنا نفيسة العلم عليها سلام الله و كراماتها 》

حضرتها السيدة نفيسة إبنة الإمام الحسن الأنور بن زيد الأبلج إبن الإمام الحسن إبن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام. 

ولدت في مكة المكرمة سنة 145هـ في الحادي عشر من ربيع الأول ، فرحت بها أمها زينب بنت الحسن و استبشر بها أبوها ، و يقال أن أبوها كان يأخذها و هي صغير لزياره جدهم المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم و يقول إنى راض على إبنتي نفيسه فجاءه الرسول في المنام و قال له إنى راض على إبنتك نفيسه برضائك عليها و إن الله راض عنها برضاي عليها.

نشأت حضرتها في مكة ، حتى صحبها أبوها مع أمها إلى المدينة المنورة ؛ فكانت تذهب إلى المسجد النبوي و تسمع إلى شيوخه ، و تتلقى الحديث و الفقه من علمائه ، حتى لقبها الناس بلقب نفيسة العلم قبل أن تصل لسن الزواج ، حتى بلغت مبالغ النساء. 

و عاشت في المدينة لا تفارق الحرم النبوي ، قارئة ذاكرة و حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية.

- زواجها :

تزوجت من السيد إسحاق بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي عليهم السلام ، و كان يدعى :إسحاق المؤتمن"

تقدم إليها الخُطّاب من السلالة النبوية الشريفة من بني الحسن و الحسين عليهما السلام ، كما تقدم إلى خطبتها الكثير من أشراف قريش و غيرهم لما عرفوه من كمالها و صلاحها ، فكان أبوها يأبى إجابة طلبهم و يرُدّهم ردّاً جميلاً حتي جاء إسحاق المؤتمن إبن الإمام جعفر الصادق يخطبها من أبيها ، فصمت و لم يرد جواباً ، فقام إسحاق من عنده ، و توجه إلى الحجرة النبوية الشريفة ، و خاطب جده ـ بعد الصلاة و السلام عليه ـ و شكى إليه همومه و رغبته في زواج السيدة نفيسة لدينها و عبادتها ، ثم خرج. 

فرأى والدها في المنام تلك الليلة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هو يقول له : 

يا حسن! زوّج نفيسة من إسحاق المؤتمن. 

فزوجه إياها ، في بيت أبيه في شهر رجب سنة 161هـ. و كان إسحاق مشهود له بالصلاح ، و قد أخذ عن أبيه الكثير من علومه و آدابه و أخلاقه ، حتى أصبح له شأن و مقام و بزواجهما أنجبت لإسحاق ولدًا و بنتًا هما القاسم و أم كلثوم.

- 15 عاما في مصر :

لم تكشف كتب التاريخ الدوافع التي أدت بقدوم السيدة نفيسة مع زوجها إلى مصر ، ما اذا كانت دوافع سياسية ناتجة من الضغوط التي كان يواجهها أهل البيت من قبل القوى الحاكمة و قد كان والد السيدة نفيسة والياً على المدينة من قِبَل أبي جعفر المنصور ثم غضب عليه و عزله و من ثم رحلت معه و زوجها الي مصر أم أن هناك دوافع أخرى!!

و قد أجمع المؤرخون على أنها وصلت مصر سواء مع زوجها أو أبيها أو كلاهما ، يحكي أن أهالي مصر شُغفوا حبّاً بالسيدة نفيسة ، و استعدوا لإستقبال حضرتها عندما علموا أنها في الطريق إلى مصر. 

فخرج لاستقبالها أهالي الفسطاط "القاهرة" و أعيانها في العريش.

و كانت تدعو الله قائلة : 

"إلهي يسر لي زيارة قبر خليلك إبراهيم" فاستجاب الله لها ، و زارت هي و زوجها "إسحاق المؤتمن" قبر الخليل عليه السلام.

ثم رحلا إلى مصر في رمضان عام 193 هجرية في عهد هارون الرشيد ، و في العريش - بأقصى شمال مصر الشرقي- إستقبلها أهل مصر بالتكبير و التهليل و خرجت الهوادج و الخيول تحوطها و زوجها ، حتى نزلا بدار كبير التجار وقتها "جمال الدين عبد الله الجصاص".

وصلت السيدة نفيسة إلى القاهرة يوم السبت 26 رمضان 193 هجرية قبل أن يأتي إليها الإمام الشافعي بخمس سنوات ، و نزلت بدار سيدة من المصريين تُدعى "أم هانيء" و كانت دارًا واسعة ، فأخذ يُقْبل عليها الناس يلتمسون منها العلم ، حتى ازدحم وقتها ، و كادت تنشغل عما اعتادت عليه من العبادات ، فخرجت على الناس قائلة : 

« إني كنت قد اعتزمت المقام عندكم ، غير أني امرأة ضعيفة ، و قد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي ، و جمع زاد معادي ، و قد زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى » ففزع الناس لقولها ، و رفضوا رحيلها ، حتى تدخَّل الوالي السري بن الحكم و قال لها : 

« يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه » و وهبها دارًا واسعة ، ثم حدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبًا للعلم و النصيحة ، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع ، فرضيت و بقيت.

- السيدة نفيسة والأمام الشافعي :

و لمَّا وفد الإمام الشافعي إلى مصر ، و توثّقت صلته بالسيدة نفيسة ، و اعتاد أن يزورها و هو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط ، و في طريق عودته إلى داره ، و كان يصلي بها التراويح في مسجدها في شهر رمضان ، و يعتبر الإمام الشافعي أكثر العلماء جلوساً إليها و أخذاً عنها ، في الوقت الذي بلغ فيه من الإمامة في الفقه مكاناً عظيماً ، فقد كان يعتبر مجلسه في دارها مجلس تعلم عنها ، و مجلسه في مسجد الفسطاط مجلس تعليم الناس.

و كان الإمام الشافعى في زمانها إذا مرض يرسل لها ليسألها الدعاء فلا يرجع الرسول إلا و قد شفي الشافعي من مرضه ، فلما مرض مرضه الذى مات فيه أرسل للسيدة نفيسة يسألها الدعاء كعادته فقالت : 

متعه الله بالنظر إلى وجهه الكريم ، فعلم الشافعى بدنو أجله.

و أوصى الإمام الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته ، فمرت الجنازة إلى دارها فصلت عليه مأمومه بالامام يعقوب البويطى ، حين وفاته عام 204 هجرية تنفيذاً لوصيته.

و كان لها دخل كبير في حضور الإمام الشافعى إلى مصر و لهذا كان يكثر زيارتها و التلقى عنها و فى صحبته عبد الله بن الحكم و كان يصلى بها في مسجد بيتها و خصوصا تراويح رمضان و كانت تقدره ، و تمده بما يعينه على اداء رسالته العلميه الكبرى و لما مات الشافعى في رجب سنه 204 هجريه حملوه و دعت له و شهدت فيه خير الشهاده و قالت عنه عبارتها العجيبه المشهوره « رحم الله الشافعي فقد كان يحسن الوضوء » و قد حزنت على وفاته حزنا كبيراً.

- السيدة نفيسة و الأمام أحمد بن حنبل :

و للإمام أحمد بن حنبل نصيب في الأخذ عن السيدة نفيسة. و بهذا تكون السيدة نفيسة ذات أثر علمي في فقه عالمين كبيرين من أئمة المسلمين ، و هما الإمامان الشافعي و تلميذه أحمد بن حنبل.

- الكرامات المعروفة عن السيدة نفيسة بنت الحسن عليها السلام :

* و من كراماتها أن جاريتها جوهرة خرجت في ليلة ذات مطر كثير لتأتيها بماء للوضوء ففاضت ماء المطر فلم يبتل قدمها ، و مقامها معروف بإجابة الدعاء ، عليه مهابة و نور ، مقصود للزيارة من كل جهة.

* و فى صحن دارها ، حفرت قبرها بيدها ، و كانت تنزل فيه و تصلى كثيرًا ، حتى إنها قرأت فيه المصحف مائة و تسعين مرة و هى تبكى بكاء شديدًا.

* قيل أنها حينما قدمت إلى مصر و نزلت في دار جمال الدين عبد الله ، فأقامت بها مدة شهور ، كان بجوارها يهود . من جملتهم امرأة يهودية لها إبنة مشلولة مقعدة لا تقدر على الحركة ، فأرادت الأم أن تذهب إلى الحمام ، فسألت ابنتها أن تأخذها معها إلى الحمام فامتنعت البنت فقالت لها أمها تقيمين في الدار وحدك ! فقالت لها أشتهي أن أكون عند جارتنا الشريفة حتى تعودين فجاءت الأم إلى السيدة نفيسة و استأذنتها في ذلك فأذنت لها فحملتها و وضعتها في زاوية من البيت و ذهبت.

ثم قامت السيدة نفيسة توضأت فجرى ماء وضوئها إلى البنت اليهودية ، فألهمها الله سبحانه و تعالى أن أخذت من ماء الوضوء شيئاً قليلاً بيدها و مسحت به على رجليها فوقفت في ذات الوقت بإذن الله

شُفيَت من الشلل في الوقت نفسه و قامت تمشي على قدميها كأن لم يكن بها مرض قط ، هذا و السيدة نفيسة مشغولة بصلاتها مستغرقة ، قلبها يناجي الخلاق سبحانه ، لم تعلم ما جرى ثم إن البنت سمعت مجيء أمها من الحمام خرجت من دار السيدة نفيسة حتى أتت إلى دار أمها فطرقت الباب فخرجت الأم تنظر من يطرق الباب فدخلت البنت و عانقت أمها و قبلتها فلم تعرفها أمها لأن ابنتها مقعدة ، فقالت لها من أنت فقالت أنا ابنتك قالت : و كيف قضيتك فأخبرتها بقصتها كاملة ، فقالت الأم : هذا و الله الدين الصحيح و ما نحن عليه من الدين قبيح "أي عن اليهودية" ثم دخلت فأقبلت تقبل قدم السيدة نفيسة و قالت لها امددي يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن جدك محمداً رسول الله ، فشكرت السيدة نفيسة ربها عزّ و جلّ و حمدته على هداها و انقاذها من الضلال.

ثم مضت المرأة إلى منزلها فلما حضر زوجها أبو البنت و كان إسمه أيوب و كان لقبه أبو السرايا و كان من أعيان قومه و رأى البنت على تلك الحالة ذُهل و طاش عقله "كان فيه عقل و طاش" من الفرح ، قال لامرأته ما قصتها يا امرأة ، فأخبرته بقصتها مع السيدة نفيسة فرفع رأسه إلى السماء و قال : سبحانك هديت من تشاء و أضللت من تشاء و الله هذا الدين الصحيح و لا دين إلا دين الإسلام ، ثم أتى إلى باب السيدة نفيسة فمر بخديه على عتبة بابها و أسلم و قال أشهد أن لا إله إلا الله ،أن جدك محمداً رسول الله. ثم شاع خبر البنت وإسلامها و إسلام أبيها و أمها و جماعة من الجيران اليهود.

* و توقف النيل عن الزيادة في زمنها فحضر الناس إليها و شكوا إليها ما حصل من توقف النيل فدفعت قناعها إليهم و قالت لهم‏ :‏ ألقوه في النيل فألقوه فيه فزاد حتى بلغ اللّه به المنافع‏.‏

* و أُسِر إبن لإمرأة ذمّية في بلاد الروم فأتت إلى السيدة نفيسة و سألتها الدعاء أن يردّ الله إبنها عليها فلما كان الليل لم تشعر الذمّية إلاّ بإبنها و قد هجم عليها دارها فسألته عن خبره فقال‏:‏ يا أمّاه لم أشعر إلاّ ويد قد وقعت على القيد الذي كان في رجليَّ و قائل يقول‏:‏ أطلقوه قد شفعت فيه نفيسة بنت الحسن‏.‏ فا و الذي يُحلَفُ به يا أمّاه لقد كُسر قيدي و ما شعرت بنفسي إلاّ و أنا واقفٌ بباب هذه الدار‏.‏ فلما أصبحت الذمّية أتت إلى السيدة نفيسة و قصّت عليها الخبر و أسلمت هي و ابنها و حسن إسلامهما‏.‏

* و قيل أنه لما ظلم احمد بن طولون ، استغاث الناس من ظلمه ، و توجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه اليها. فقالت لهم : متى يركب ؟ قالوا : في غدٍ. فكتبت رقعة : و وقفت بها في طريقه و قالت : يا احمد بن طولون ... فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه ، و أخذ منها الرقعة و قرأها فاذا فيها : "ملكتم فأسرتم ، و قدرتم فقهرتم ، و خولتم ففسقتم ، وردت إليكم الأرزاق فقطعتم ، هذا و قد علمتم أن سهام الأسحار نفاذة غير مخطئة لا سيّما من قلوب أوجعتموها ، و أكباد جوعتموها ، و أجساد عريتموها ، فمحال أن يموت المظلوم و يبقى الظالم ، اعملوا ما شئتم فإنَّا إلى الله متظلمون ، و سيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون"!  يقول القرماني: فعدل من بعدها إبن طولون لوقته ! . فرفع المظالم عن الناس .

* و كان الأمراء يعرفون قدرها و قدرتها على توجيه عامة الناس ، بل دفعهم للثورة في الحق إن احتاج الأمر ، حتى أن أحد الأمراء قبض أعوانه على رجل من العامة ليعذبوه فبينما هو سائر معهم ، مرّ بدار السيدة نفيسة فصاح مستجيرًا بها ، فدعت له بالخلاص قائلة: "حجب الله عنك أبصار الظالمين" و لما وصل الأعوان بالرجل بين يدي الأمير ، قالوا له: إنه مرّ بالسيدة نفيسة فاستجار بها و سألها الدعاء فدعت له بخلاصه ، فقال الأمير : "أو بلغ من ظلمي هذا يا رب ، إني تائب إليك و استغفرك ؛ و صرف الأمير الرجل ، ثم جمع ماله و تصدق ببعضه على الفقراء و المساكين".

- صفاتها الشخصية :

كانت من أفضل النساء في رعاية زوجها و بيتها و أسرتها ، و من أحسنهنَّ إتقاناً لفنِّ إدارة المنزل الذي كانت تعمره بالعبادة و الذكر و التربية الحسنة ، و حسن التعامل مع زوجها الذي كان يسعد بها كلَّ السعادة و يصرِّح لها بجمال ما أودع الله فيها من صفات حسنة شكلاً و مضموناً ، فما تردُّ عليه إلا بوجهٍ بشوش ، و كلماتٍ راقيةٍ تدل على أدبها الجم.

و كانت صاحباتها يجدن من الأنس بمجلسها ما لا يجدنه عند غيرها ، وت جد صدورهنَّ من الانشراح ، و قلوبهنَّ من الارتياح ما يجعلهن ينظرن إليها نظر التلميذ بشيخه ،

و كانت تغمر من يجلس إليها بالمودة ، و تُفيض عليهن من التوجيه و العلم.

- من أقوالها :

من أراد النجاة من الفقر فعليه بقراءة سورة الواقعة ، و قد ذكر هذا عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - و من أراد الثبات على الإسلام فعليه بقراءة سورة تبارك ، و من أراد النجاة من عطش يوم القيامة فعليه بقراءة الفاتحة و من أراد الشُّرْب من حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - فعليه بقراءة إنا أعطيناك الكوثر و كانت تحرص على ربط نفسها و من تجالسهن بالقرآن الكريم ، و أحاديث الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - و بما تحصِّله من العلم النافع و المعرفة المفيدة ، مع أنها كانت صاحبة درايةٍ و إتقانٍ في شؤون منزلها ، و رعاية زوجها و أبنائها. 

السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام هي شجرة طيبة في واحةٍ طيبةٍ ، امرأة مسلمة ، قوية الشخصية ، راجحة العقل ، ذات علم و معرفة و أدب جم ، ليست عاطلةً من عمل الدنيا ؛ لأنها تدير مملكتها الخاصة بها ، و ليست غافلة عن عمل الآخرة ، كأني بها توجه رسالتها إلينا جميعاً ، و إلى بنات جنسها خاصة قائلة: ما أجمل الثبات على الحق و أسعد صاحبه.

- و من الكلمات المأثورة للسيدة نفيسة عندما شكا لها البعض تعسف الولاة "كيفما تكونوا يُوَلّى عليكم" أى أصلحوا ذات بينكم يصلح الله لكم ملوككم لقد فهمت جيداً ما رمى إليه الحديث القدسي "قلوب الملوك بيدى . أقلبها كيف أشاء . فأصلحوا ذات بينكم . أصلح لكم ملوككم"

- وفاتها رضي الله عنها و أرضاها : 

و كان لأخيها يحيى "المتوّج" بنت واحدة اسمها "زينب" إنقطعت لخدمة عمتها ، تقول: 

لقد خدمت عمتي نفيسة أربعين سنة ، فما رأيتها نامت بليل أو أفطرت بنهار ، إلا في العيد و أيام التشريق ، و تقول : كانت عمتي تحفظ القرآن و تفسّره و تقرأه و تبكي ، و هكذا عاشت في مصر معزّزة مكرّمة و مباركاها ، ينتهل من نمير علومها أهالي مصر. و كانت مثال الحديث الشريف : 

عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنّوا إليكم ، و إن متّم بكوا عليكم ، و هكذا ما أن حلّ عام 208هـ - و لم تكد تدخل سنتها الرابعة و الستين - حتى أحست بدنو أجلها ، فكتبت إلى زوجها تطلب حضوره.

و كانت السيدة نفيسة صائمة كعادتها ، فألحوا عليها أن تفطر رفقًا بها ، فرفضت و قالت طوال عمري أدعوا الله أن يقبضني و أنا صائمة ، ءأفطر الآن ؟! فانصرف الأطباء ، و قد شدّهم الإعجاب بقوة يقينها و ثبات دينها ، فسألوها الدعاء ، فقالت لهم خيراً و دعت لهم.

و شاءت السيدة نفيسة أن تختم حياتها بتلاوة القرآن و بينما كانت تتلو سورة الأنعام ، حتى إذا بلغت آية : {لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون} الأنعام/ 127 غشي عليها. تقول زينب - بنت أخيها - فضممتها إلى صدري ، فتشهدت شهادة الحق ، و صعدت روحها الشريفة إلى باريها في السماء.

و لما فاضت روحها أراد زوجها أن ينقلها إلى البقيع عند جدها عليه الصلاة و السلام و لكن أهل مصر تمسكوا بها و طلبوا منه أن يدفنها عندهم فأبى و لكنه رأى في منامه الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يأمره بذلك "دع نفيسة لأهل مصر فإن البركة تننزّل عليهم ببركة وجودها" فدفنها في قبرها الذي حفرته بنفسها في مصر.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 254 مشاهدة
نشرت فى 30 ديسمبر 2023 بواسطة BsmetAmal
BsmetAmal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

98,929

للإعلان على الموقع


اتصل 01270953222