جريدة بصمة أمل ..... رئيس مجلس الإدارة / خالد البري

حمار وحلاوة يا بطيخ

إعتدنا جميعا علي سماع بائعي البطيخ ، وهم يروجوا لبضاعتهم بقولهم حمار وحلاوة يا بطيخ ، ومقصودهم من ذلك أن بضاعتهم دون إستشناء حمراء اللون ، أي أنها بلغت من النضج مبلغه ، و أن طعمها حلو كطعم الحلوى ،  

وكل بائعي البطيخ يفعلون ذلك ، حتي من يعلم منهم يقينا بأن بضاعته خلاف ما يقول ، إلا من رحم ربي ، 

وقد جسد الفنان الراحل فريد شوقي هذا الدورفي فيلم الفتوة حينما كان يبيع بطيخ مولانا وهو يعلم بياض لونه ومساخة طعمه 

والسؤال هنا لكل واحد منا 

لو كنت بائعاً للبطيخ بماذا ستنادي واصفاً إياه ؟ هل ستتبع نهج السابقين وتقول حمار وحلاوة يا بطيخ  ؟ أم ستقول الحقيقة والأرزاق علي الله ؟

الأمانة تقتضي الصدق والمصارحة وعدم الغرر ،  وواقعنا يقول غير ذلك 

وأكاد أجزم بأننا جميعا سننهج نهج السابقين وننادي حمار وحلاوة يا بطيخ 

و أراك أيها القارئ توافقني الرأي 

والدافع في ذلك لدي الجميع هو المصلحة 

وإذا أسقطنا هذا المثال علي سائر أمورنا لوجدنا تشابهاً كبيراً ، أو يكاد يكون تطابقاً 

فكلنا تحكمنا وتحركنا المصلحة وتجعلنا نقبل ونصنع ما عبناه علي غيرنا من قبل في كثير من الأحوال ، إلا من رحم ربي 

ونذكر قول سقراط : يميل الناس الي المبالغة في كل شئ ، إلا أخطائهم يرونها لا تستحق النقاش 

و الأعجب من ذلك هوما نراه من جرأة في المجاهرة بمثل ذلك وربما يصل الأمر في بعض الأحوال بالتباهي والتفاخر به و إن صح التعبير فلنقل تبجح 

وتلك هي الأزمة الحقيقية بل الطامة الكبري وهي ألفة الفساد مع دفن الرأس في الرمال أو إذا جاز التعبير إدعاء الشرف 

وإن كنا نريد الصلاح فلنعلم أولاً أننا شركاء في الفساد كل علي قدر طاقته ولنعلم أيضاً أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم 

فليبدء كل منا بنفسه وينشغل بإصلاح عيوبه ليستقيم

فكما أطالب غيري بالاستقامه أعلم يقينا بأنهم يطالبوننى بالاستقامه ، حتى وإن لم أسمع لهم صوتاً 

وكما أن لي حقوق ، فحتما علي واجبات 

فاذا إستقام الفرد إستقام المجتمع 

والله نسأل السلامة والعافية 

عصام عياد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 197 مشاهدة
نشرت فى 23 مايو 2021 بواسطة BsmetAmal
BsmetAmal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,150

للإعلان على الموقع


اتصل 01270953222