أنا والليل !!..
_________________
هو الليلُ إنْ يغشى يجدني كما ارتجى
على ذلك التسهِيدِ ياعينَ والسَهَر .
وطرفي يُجَافِيْ النوم في الليلِ مُرغما
ولا أغمضُ جفني كما باقي البشر .
وحتى سكون الليل يبدو كأنهُ
يضنُ على عيني بما يبتغي النظر .
ويبدو هدوء الليل فيهِ مُحرم
على مُسهدٍ في الناس قد ينتظر خبر .
إذا الليل يكسوني بثوبِ سوادهِ
أظلُ على مااعتدتُ فيهِ مِنْ السهر .
واغفُو قليلاً ثم أصحو على الذي
يأتي بإقلاقي ولا يعرفُ الضَجَر .
وكيف ينام الليل من باتَ مُوجَعًا
وايلامهُ ياطرفَ كم يقتفي أثر ؟.
أُناجِي نجوم الليل والبال مُزعج
وعقلي طوال الليل يصغي إلى الفِكَر .
ويحملني نحو الحبيب الذي نأى
حنين لخفاقي ولو مانوى السفر .
وحَرُ اشتياقي في الضلوع أخَالهُ
تلظى كما النيران والقلب مُستَعَر .
ويُوحشنِي الليل الطويل ومُؤنِسِيْ
قد غابَ عن عيني وألفَيْتَهُ هَجَر .
فإن حدقَتْ عيني بحالي فلا أرى
سُوى سُوء ذَاكَ الحال مِنْ جُملةِ البشر .
وإني وخفاقي على مذهب الهوى
وأمر الهوى هذا على القلب قد ظهر .
وما عاد عشقي للمليح بخافيٍ
وسرَُ من الأسرار مُذْ ذَاعَ وانتشر .
وذاكَ الذي أهواهُ والروح عندهُ
يُماطلني بالوصلِ لا يصدق الخبر .
وايام لُقيانا كذكرى قد أصبحتْ
وتحضرنا في الليلِ في ساعةِ السَمَر .
وفي الليل كم هاجت شجوني وحيرتي
تزيدُ ولا شيء يمرُ بلا قَدَر ؟ .
وما أسعد الخفاق إن بِتُ ليلتي
وكان نديم الكأس في ليلتي قمر .
وقد أتعافى من سُقامي وعلتي
إذا زارني طيف من الخِل قد حضر .
وابقى على الآمال والقُرب غايتي
وقصدي الذي قلبي بِهِ دائمًا يُسَر .
فرفقًا بنا ياليل واخبر سُهادنا
بأنا توخيناهُ مِنْ قبل بالحذر .
وإني أُعانيهِ والذنب أنني
لا أجدُ بُداً سواهُ قد ابتدر .
كأني على عهدٍ مع الجُرح والأسى
وعيشي يُوافيني بما عِفتُ مِنْ كدر .
وهذا الذي ألفَاهُ في الليلِ من أذى
لا يحتملهُ قَط في الحُبِ مَنْ صَبَر .
ومَنْ أقلقُوا راحات قلبي ويلهُمْ
وويلي أنا منهُمْ وتَبًا لمن غَدَر !.
صلاح محمد المقداد
الجمعة 2 فبراير 2024م - ذمار - اليمن -