■ ذكْرَيَات ! ..
... وتظلُّ ذكريات الزّمن المصلوب في أحداق عمري
تتمطّى .. تتهادى ..
تنتشي بالشّوق في أعماق غادة ،
قضّتِ العمْرَ انتظارا واحتضارا
في اعتكاف .. وصلاة .. وعبادة .
ذكرياتٌ تنحتُ الأيّامُ منها
شَبَحًا يُضني حنيني ،
تشرئِبُّ من طوايا الماضي
في عمق السّنين ،
تعصفُ هوجاءَ
تبدو خَجَلًا فوق جبيني ..
وأنا المحفورُ في عُمْقِ الليالي
أثخنتني قرعاتٌ من كؤوس الشّاربين
في ليالي البرد بعد الهجر
والسّخط اللّعين .
ذكرياتٌ
كلّما الإعصار هبّت
تستسيغُ الإنتصابَ في متاهات طريقي ،
تتمطّى وتصيح
في احتجاج يُغرقُ الملهوفَ
في قاع سحيق
فأَضيع في زحامات الحيارى
في سراب ضاربٍ في البعد
.. في الإبحارِ
قد غطَّى طريقي ،
وبدتْ ذكرى وذكرى
من مئاتِ الذّكريات
ترجعُ بي رغمًا عليَّ
لأَعِيشَ وَسْطَ بحرٍ
صَاخِبِ الموْجِ عميق .
بقلمي : الشاعر علي سعيد بوزميطة
( تونس )