لاجئون .. مهاجرون .. وعارٌ آخر للبشرية ..!!.؟ شعر / وديع القس
تهجَّرَ شعبنا بمصيبةٍ عطِلِ
وقدْ تُرِكوا بلا سندٍ على ختِلِ*
ولا أبٌّ يساعدهمْ بمحنتِهِمْ
ولا أمٌّ ترافقهمْ على دللِ
ولا عمٌّ يسامرهمْ بإلفَتِه ِ
ولا خلٌّ يعاهدهمْ على أمل ِ
وعودٌ من فمِ الحيتان ِ تعلنها
لأسماكٍ تعانيْ القهرَ في ثقَل ِ
وعودٌ من وحوشِ الأرض ِترسمها
لغزلان ٍ بحبل ِ الموتِ مُتّصِلِ
وفي خيم ٍ وريحُ القرِّ يلفحهمْ
وخلاّنٌ يهينوا شيبةَ الكُهُل ِ
ألا تخجلْ ضمائِرَكمْ بنادِمَة ٍ
وهلْ تبقى كعادتِها على سَفُل ِ..؟
ألا تتذكّرونَ ضيافة َ الكرَما
كأهلِ الشّامِ سَكْنَاكمْ وفي نَبُلِ ..؟*
فهل تنسوا ضيافتنا وفي كرم ٍ
وسوريٌّ وتحتَ الموتِ مُحتَمَلِ ..؟
وإنْ وُصِمَتْ مروءتكمْ بناكرةٍ
فهلْ تتذكّروا الإكرامَ بالمُثُل ِ ..؟
متى كنتمْ جياعا ً في ضيافتِنا
متى كنتمْ سقاما ً دونما نُبُل ِ ..؟
متى كنتمْ بلا دفءٍ ولا مُتَع ٍ
متى كنتمْ بلا ثوبٍ ولا نعِل ِ..؟
متى كنتمْ بلا داءٍ وفي سقم ٍ
متى كنتمْ بلا نومٍ ولا غفل ِ..؟
متى سرقوا براءتكمْ بخادعة ٍ
متى باعوا كرامتكمْ لمبتذل ِ ..؟
وماذا ينفعُ الإنسانُ يا بشرٌ
إذا فقدَ الحياءَ وصارَ في ضَلَل ِ..؟
فمَنْ لا يستحيْ من دمعِ حافية ٍ
وقرُّ الموتِ يبلعُها على عجل ِ..؟
ففي وجدانهِ ، وقحٌ كسلحفة ٍ
فلا بصقٌ يخجّلهُ وإنْ هطل ِ..؟
وفي أقوالِهِم دجلٌ وثعلبَة ٌ
وفي أسرارِهِمْ حِقْدٌ وفي خذَل ِ
وإنْ تتغيّرُ الدّنيا بناصعة ٍ
ستبقى لونَ سحنتِكُمْ بلا خجل ِ
بإسمِ الهجر ِ يبتزّوا كرامتِهمْ
أكاذيبٌ منَ الأغراب ِ للذّلل ِ
وقدْ زِدتمْ على هذا بخاسئة ٍ
معَ الغرباءِ في التهديم ِ والضّلل ِ
وفي أوجاعنا ظهرتْ مروءتكمْ
تناسيتمْ على عجل ٍ بمنعزِلِ
فليس بكبوةٍ تُمحى أصالتنا
ولنْ يتبدّلَ الإكرامُ بالخذل ِ
ومن أعراقِنا نَبَعَتْ حضارتنا
ونحنُ لها وفي الأهوال ِ والأجل ِ..!!
وديع القس ـ سوريا
ختل : مكْر وخداع ـ بنبل ـ بشرف وكرم