قطفوا الورود الجميلة جدا
وتركوا لنا الذابلة المائلة
حتى تلك الجميلة كان لها حظ تعيس
بعد أن جففوا نداها
رموها في سلة المهملات
وتريد الآن أن تعيد نفسها
ان تكسى بورق غير ورقها
تضع عطرا ثمينا لتجذب أنفاس الذئاب
تتلون بين الظل وفي عين الشمس
وتتمنى أن تزهر في الماء العذب
كيف يحدث ذلك ؟!
وهي التي كانت تتبخطر في وضعها
تنفر من تلك الأنامل المرتجفة
تهرب من الجيوب الفارغة
تريد ثمنا غاليا ومزهرية من ذهب
فآتى بها ما آتي
عاشت هنيهة هناك
تقاسمت غرورها المشبع بالغطرسة
ونحتت على الجدران
ألبسوها الحرية الغربية
وظهرت عارية تميل كالشيطان
ابدعت في زخرفتها المغرية
وفجأة بيعت مزهريتها
وجف نبع الماء المتدفق
إنتهت صلاحية وجودها
لم يبقى لها أي شىء للإبهار
سقطت من العيون ومرضت منها القلوب
وفسدت عليها الخواطر
وانكسرت منها المظاهر
لتعود عدسة العين إلى الحقيقة
ذاك الذي تبللت يداه
وذاك الذي تبضعت عيناه
وذاك الذي أطرب مسامعه
وهز شعوره وفاض كأسه
لم يعد يراها بتاتا
بل لا يحتفل بوجودها ولا ببقائها
عادت إلى زمنها المفقود
تبحث عن مزهرية من فخار
أو من أي معدن كان
تريد أن ترتوي وفقط
لا يهمها من أين
وفي ظنها تجمع كل الظنون
ترى كل ما هو أخضرا عشب
وأن الجميع يشبه الجميع
ونست أنها كانت هي بتلك الظنون تعيش
يا حسرتااااااه ويا أسفاااااااه
يقولون كل الطرق تؤدي إلى روما
ونسوا أن مفترق الطرق صعب جدا
أن تختار طريقك المعبد
أو تمشي في طريقك الترابي
يا تحمل نفسك وترحل عنها
يا تعيش معها وترضى بالذل والهوان
ويغازلني الهوى على الغزل
واستحي أن أعري جمالها
واعبث كما يعبثون بجسدها
ويفتخرون بعدد العاشقات
والكم الهائل من الرسائل المكدسة
وهيام المعجبات
دقيقة فقط 🤔
أفضل أن أعيش في غربتي
ولا أقبل تلك الورود الذابلة
المقبلة على الموت المؤكد
إنحنى من كان يحملها
وضاق ذرعها من وداعها
باتت على بوابة النسيان تتوافد
لكنها تحسن الإلتفات إلى الوراء
لعلها تعثر على ساقيها الأول
لعلها تجد من يرمم لوحتها
ويعيد لها بهجة الألوان
ربما تجد من ذاق المرارة مثلها
من عاش في بذخ الخيال
ليجد واقعا يشبه الجحيم
وصوته يأتي من بعيد كالزمهرير
لما ولما ولما لم تتفضل في أول الأمر
بمنحي فرصة فقط
كنت سأسقيها عمرا كاملا
ولا أفكر في قطفها مدى الحياة
واكتفي بهذا القدر من التعجب
وارفع قلمي ساكنا
لست أنا يا من تريدين إسقاطه
أنا أعرف جيدا حجم الدمار
وأعشق الجنون وأفتخر بالهيام
بقلمي فرخ الطاووس
