**** البدوية السمراء****
عندَ الغروبِ مَشينا وانتهى المَللُ
نَحو الشّمالِ وغَنّتْ حَولَنا التّللُ
ثمّ الكرومُ تغنّي حبّها فرَحاً
إنّ الكرومَ بِنا تَحيا وتَكتَملُ
سرنا إلى الغَربِ نَمشي قربَ سَاقيةٍ
طَابَ الغناءُ وصرنا الشّعرَ نَرتَجلُ
أمّا على المّاءِ سَمراءٌ وقامتُها
كَعودِ حَورٍ رَعاهُ اللهُ والرّسلُ
فأهلُها البَدوُ والأغنامُ حيلتُهمْ
مِنْ حيثُ قَلّتْ أراضي الخَصبِ قَد رَحلوا
ألقى التَحيٍةَ مَنْ في الدّربِ رافقني
رَدّتْ سَلامَ رفيقي وانتشى الأمَلُ
حَدّقتُ فيها فَلا صوتي يساعِدني
على الكلامِ ولكنْ جُنّتِ المُقَلُ
وكنتُ أرنو إليها وهي ترمقني
ثمّ ابتعدتُ وطَيفٌ ظَلّ يتّصلُ
*******
ومَرّ يومانِ لَمْ أقصد مَضاربَهمْ
فقلتُ أذهبُ مشواري وأكتَحلُ
وصرتُ أنظرُ عَنْ بُعدٍ وأحزَنني
ما قَد رأيتُ وأضنى المُهجَةَ الزّعلُ
وَقَد وصلتُ ولكنْ لمْ أرَ أحداً
إنّ الخيامَ اختَفَتْ وانتابَني الوجلُ
لا غِيدَ في السّهلِ لا قطعانَ راتِعةً
والماءُ يَبكي وتَبكي الرّوحُ والمُقلُ
يا لوعةَ القلبِ لَمْ تكملْ مودّتُهُ
ويا لحزني فإنّ البدوَ قَد رحلوا
شِعر: عبد الحميد منصور _ سوريا.