ويصرخُ الطّفلُ الشرقيّ ..!! شعر / وديع القس

 

لم يبقَ غيركَ يا ربّيْ على شفتي

ليستجيبَ لأوجاعي وأسئلتيْ

 

لم يبقَ غيركَ يا ربّي يصبّرني

ويمسَحُ الدمعَ عن عينيْ لتعزيتيْ

 

لم يبقَ غيركَ ياربّيْ يعرِّفنيْ

صوتَ البراءةِ من أصواتِ قاذفةِ

 

لم يبقَ غيركَ ياربّي ليُسمِعُنِي

لحنَ الطفولةِ من أطلالِ مدرستي

 

لم يبقَ غيركَ ياربّي ليمنحنيْ

عزمَ الثّباتِ على فقدانِ عائلتي

 

أينَ الغوالي الّتي في جرحها وَجَعِيْ

أمّي ـ أبي ..أينَ ألعابي ومقلمتي ..؟

 

أينَ الوجوهُ الّتي كنّا نسامرها

أخي وأختي ومَنْ كانوا بمعرفة ِ..؟

 

أينَ الوجوهُ الّتي كنّا نصادقها

في كلِّ يومٍ معَ الأحلامِ ساهرةِ ..؟

 

أينَ العيونُ الّتي كانتْ تراقبنا

في فرحةِ العيدِ والأفراحُ في ثقةِ..؟

 

أينَ الضّيوفُ الّتي كانتْ تعانقنا

في سهرةِ اللّيلِ تعبيراً لمكرمةِ..؟

 

أينَ البيوتُ الّتي كنّا نعاشِرها

كأخوةِ الموتِ في الآلام ِلاصقةِ..؟

 

أينَ المدارسُ والأقلامُ والكتبُ

يبكي المعلّمُ  من آثارِ كارثة ِ..؟

 

أينَ الكنائسُ والناقوسُ في وجم ٍ

أين َ الجوامعُ من صوتٍ لمئذنةِ..؟

 

أينَ الأخوّةُ في الأديانِ والقيمِ

أينَ العشائرُ في حكمٍ بمفخرة ِ..؟

 

أينَ الحدائقُ والأزهارُ باكيةٌ

تبكي رحيلَ فراشاتٍ بهاجرة ِ..؟

 

أينَ المعاملُ والعمّالُ غارقة ٌ

في لقمةِ العيشِ حسبانا ً لفاجعة ِ..؟

 

أينَ البيادرُ والفلاّحُ في لهف ٍ 

عند َ الحصاد ِ ينادينا بأُغنية ِ ..؟

 

سنابلُ القمح ِ في شوق ٍ إلى مطرٍ

وعِرقُها منْ سموم ِ الغدرِ مُحرَقةِ

 

أمّي وطعمُ الرّدى قد شقَّ أفئدتي

لونُ الدماءِ بعيني وهي ذاكرتي

 

لونُ الحِرابِ الّتي حزّتْ وفي جسدي*

تستقبلُ الموتَ قربانا ً لعافية ِ

 

أبي يعانقني ، والسيفُ  مُغترِبٌ

والسيفُ يفصلُ حبّي عن معانقتي.!

 

أبي : وقد أحرقوا أشجارَ قريتنا 

وعلّقوا جسدَ الرّاعي بمشنقة ِ

 

أنا البريءُ ولا أنسى معاملتي

أمّي مضرّجةٌ ، بالنار ِمولعة ِ

 

براءتي ضَحِكَتْ من سيرة ِ العربِ

كيفَ الزّعيمُ يناديْ حرقَ مكتبتي..؟

 

أهلُ العروبة ِأبطالٌ على العربِ

وخارجُ البلد ِ ، خدّامُ راقصة ِ 

 

وليعلمُ الظلمُ إنّي سوفَ أنتقمُ

لا بالسّيوفِ ولكنْ في معاملتي

 

وكيفَ أنسى حليباً طعمهُ بدمي

لا زالَ يروي قناديلا ً بأوردتي..؟

 

كلُّ المعاني تنادينا على أمل ٍ

ومن براءتنا درب ٌ لناصعة ِ

 

أنا البريءُ وجرحي سوفَ يعتقني

علمُ البطولة ِ من سيماء ِ تربيتي.!

 

أوطاننا أملي ، والحبُّ يمنحني 

صبرَ الشّدائد ِ دعما ً في مساندتي

 

لم يبقَ غيركَ يا ربّي نطالبهُ

لحنَ السّلام ِ كأطفال ٍ بحائرة ِ

 

فارحمْ بعينكَ واقبلْ مابهِ طلبيْ

والمسْ بروحكَ أوطاني بمعجزة ِ..!!

 

وديع القس

( على أوزان البحر البسيط )

 

حزّ : قطع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 10 مشاهدة
نشرت فى 5 مارس 2021 بواسطة Boudiefsoundou

عدد زيارات الموقع

43,011