محممد ابن حسن ابن محمد ابن مصطف ابن احمد ابن احمد البدوي (مصريي عربيي مسلم انسان)

لغت عربييت فصيحت عريقت ثرييت جميلت سهلت شامخت (مكتشف قاعدت لغات العالم العلمييت العالمييت الانسنييت)

 

من رسم التاء في القرءان الكريم

الباحث: محمد صنكورمنشور في: مجلة أهل البيت عليهم السلام العدد 3خلاصة البحث:

من الظواهر اللغوية الكتابية المحيرة في الرسم القرآني الشريف، ظاهرة إبدال رسم ((التـاء المربوطة (القصيرة))) ((تاء مفتوحة (طويلة))) على خلاف القياس المتبع في الكتابة العربية التي هي مهارة هامة من مهارات اللغة العربية، فقد أبـدل رسم((التاء المربوطـة)) ((تاء مفتوحة)) طويلة في خمس عشرة كلمة وردت في القرءان الكريم بالروايتين المعروفتين (حفص وقالون) وكان اغلبها برواية حفص في الرسم العثماني الشريف، وتكرر الرسم في الإبدال المذكور آنفا في خمسة و أربعين موضعاً في كلمات شريفات بآيات مقدسات من القرآن الكريم.

تصنیف البحث: الأدب العربيالبحث بصيغة pdf:  3-10.pdf

من رسم التاء في القرءان الكريم

د. محمد صنكور

أولاً: مواضعُ رسَم التاءِ المربوُطة (القصَيرة) تاءً مفَتوحَة (طويلة) في القرءان الكريم :

من الظواهر اللغوية الكتابية المحيرة في الرسم القرآني الشريف، ظاهرة إبدال رسم ((التـاء المربوطة (القصيرة))) ((تاء مفتوحة (طويلة))) على خلاف القياس المتبع في الكتابة العربية التي هي مهارة هامة من مهارات اللغة العربية، فقد أبـدل رسم((التاء المربوطـة)) ((تاء مفتوحة)) طويلة في خمس عشرة كلمة وردت في القرءان الكريم بالروايتين المعروفتين (حفص وقالون) وكان اغلبها برواية حفص في الرسم العثماني الشريف، وتكرر الرسم في الإبدال المذكور آنفا في خمسة و أربعين موضعاً في كلمات شريفات بآيات مقدسات سيرد ذكرها فيما يأتي.

و ظاهرة في مجال الكتابة العربيـة وردت بهذه السعة والعدد من التكرار في الرسم اللـغوي الذي اعتاد عليه النشئ من الأجيال العربيـة الإسلامية ، تستوقف الباحث وتحثه بإلحاح شديد إلى التأمل و الاستفسار والدراسة في الوقوف على آراء بعض علمـاء السلف الصالح في هذه الظاهرة، ثم التعليل و الاجتهاد في إبداء الرأي بالقدرة البشرية المستطاعة التي وهبها الله تعالى للإنسان في إنعام نظره وتحكيم عقله وصحة برهانه فيما ذهب أليه، وعلى الرغم من إيماننا بقداسة القرءان الكريم وأعجازه واعترافنا (بتوقيفيته وتوقيف رسمه) وكونه كـلام الله الـذي لا يأتيه البـاطل من بين يديه ولا من خلفـه، وهو دستور الحياة ومستودع القيم والفصاحة والبيان وقمة الأداء اللغوي الذي يحتذى به، ولتأشير حدود الظاهرة وتحديدهـا مطلوب منا أولا القيام بإحصاء مواضع رسم التاء المربوطة (القصيرة) تاءً مفتوحة (طويلة) في الكلمات الشريفات الواردة في القرءان ا لكريم، وذكر مواضع تكرارها بمقتضى ورودها في السور والآيات القرآنية المقدسة، على وفق الترتيب الأبجدي في اللغة العربية و الكلمات هي :

1_ (ابنَـة) :

وردت لفظة ((ابنَة)) في موضع واحد في القرءان الكريم وُكتِبتْ فيه ((ابنَتَ)) بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) في قوله تعالى ((ومريم ابنَتَ عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا …)) (1)

2_ (امرَأة) :

وردت هذه اللفظة في القرءان الكريم في أحد عشر موضعا (2) كُتِبتْ بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة(طويلة) على خلاف القياس في سبعة مواضع هي، قال تعالى :

_ ((اذ قالت امرأت عمران رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك أنت السميع العليم)) (3)

_ ((وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتها عن نفسه قد شغفها حبا …)) (4)

_ ((وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك …)) (5)

_ ((… امرأت نوح و امرات لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين)) (6)

_ ((… امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة …)) (7)

3_ (بقيـة) :

وردت لفظة ((بقية)) في ثلاثة مواضع في القرءان الكريم، كُتِبتْ في موضعين (8) على القياس، ورسمت في موضع واحد بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) على خلاف القياس وذلك في قوله تعالى : ((بَقِيتَ الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ….)) (9)

4_ (جَنـة) :

ذكرت لفظة (جنـة) في ستة وستـين موضعا (10) في القرءان الكريم رسمـت فيها التاء المربوطة على القياس إلا في موضع واحد ابدلت فيه التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) في قوله تعالى : ((فروح وريحان وجنت نعيم)) (11)

5_ (جمالة) :

وردت في موضع واحد في القرءان الكريم في قوله تعالى : ((إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جملت صفر)) (12) وقد قرئت في رواية (قالون) بالجمع فلا إبدال في اللفظة، أما في رواية (حفص) فقد أبدلت التاء المربوطة في اللفظة المذكورة تاءً مفتوحة في الآية الكريمة المتقدم ذكرها آنفا.

6_ (رَحْمَـةُ) :

وردت كلمة (رحمة) في القرءان الكريم في تسع وسبعين موضعا (13)، كتبت ((رحمت))بإبدال تاء الكلمة المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) في كلمات شريفات بآيات مقدسات هي، قال تعالى :

_ ((أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم …. ورحمت ربك خير مما يجمعون)) (14)

_ ((… أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم)) (15)

_ ((… إن رحمت الله قريب من المحسنين)) (16)

_ ((قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد)) (17)

_ ((ذكر رحمت ربك عبده زكريا))(18)

_ ((فانظر إلى ءاثر رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها)) (19)

7 _ (سُنّة) :

ذكرت لفظة ((سُنّة)) في القرءان الكريم في ثلاثة عشر موضعا (20)، كتبت التاء المربوطة في لفظة ((سُنّة)) تاء مفتوحة (طويلة) في القرءان الكريم في خمسة مواضع في الآيات المقدسات الآتية , قال تعالى:

_ ((… فقد مضت سُنّتْ الأولين)) (21)

_ ((…ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سُنّتْ الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا)) (22)

_ ((فلم يك ينفعهم لما رأوا بأسنا ُسنّت الله التي قد خلت في عباده …)) (23)

8_ (شجـرة) :

ذُكرتْ لفظة ((شجرة)) نكرة في القرءان الكريم في عشرة مواضع (24)، ورسمت في موضع واحد على غير القياس المعتاد في الكتابة العربية بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة في قوله تعالى : ((إنَّ شجرتَ الزقوم)) (25)

9_ (فطرة) :

وردت لفظة ((فطرة)) في موضع واحد في القرءان الكريم، ورسمت فيه التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) على خلاف القياس المعتاد في الكتابة العربية، في قوله تعالى :

((فاقم وجهك للدين حنيفا ِفطرَتَ الله التي فطر الناس عليها ….)) (26)

10_ (قرة عين) :

رُسِمتْ لفظة (قرة) في موضع واحد في القرءان الكريم بإبدال التاء المربوطة (القصيرة) تاءً مفتوحة (طويلة) في قوله تعالى :((وقالت امرات فرعون قُرّتُ عين لي ولك …)) (27) وقد ذكرت الآية في موضع الاستشهاد برسم كلمة (امرأة) أيضا.

11_ (كَلِمَةُ) :

وردت لفظة (كلمة) في القرءان الكريم في ستة وعشرين موضعا (28)، كتبت التاء المربوطة تاءً مفتوحة في موضع واحد في قوله تعالى:((… وتمت كلمتُ ربك بالحسنى …))(29) واختلف (30) في أربعة مواضع أخرى وردت في آيات شريفات من القرءان الكريم كتبت أيضا بإبدال التاء المربوطة تاءً طويلة ((كلمت)) قال تعالى :

_ ((و تمت كلمت ربك صدقا وعدلا …)) (31)

_ ((كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا …)) (32)

_ ((إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون …)) (33)

_ ((وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا …)) (34)

ولعل سبب الاختلاف في كتابة لفظة ((كلمت)) بالتاء المفتوحة راجع إلى اختلاف مصاحف الأمصار في رسم الكلمة فيها بالتاء المفتوحة مرة وبالمربوطة أخت الهاء أخرى واختلاف القراء في جواز قراءتها في الأفراد والجمع أي أن لفظة ((كلمت)) يمكن أن تقرأ مفردة وجمعا ((كلمت)) في الرسم القرآني الشريف قال (أبو عمرو الداني ت 444ﻫ) : ((وكل ما في كتاب الله عز وجل من ذكر ((الكلمة)) على لفظ الواحد فهو بالهاء إلا حرفا واحدا في الأعراف (س 7 آ 137) ((وتمت كلمة ربك بالحسنى)) فان مصاحف أهل العراق اتفقت على رسمه بالتاء ورسمه الغازي بن قيس في كتابه بالهاء، فأما قوله في الأنعام (س 6 آ 115) ((وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا)) وفي يونس (س 10 آ 33) ((كلمت ربك على الذين فسقوا)) وفيها (آ 96) ((كلمت ربك لا يؤمنون)) وفي غافر (س 40 آ 6) ((حقت كلمت ربك)) فاني وجدت الحرف الثاني من يونس في مصاحف آهل العراق بالهاء وما عداه بالتاء من غير ألف قبلها وهذه المواضع الأربعة تقرأ بالجمع والأفراد …)) (35)

12 _ (لعنـة) :

وردت لفظة ((لعنة)) في القرءان الكريم في ثلاثة عشر موضعا (36)، كتبت فيها التاء المربوطة على القياس المعتاد في الكتابة العربيـة ما عدا الموضعين المذكورين فيما ياتي رسمت فيهما التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) وذلك في قوله تعالى :((فنجعل لعنت الله على الكاذبين)) (37) وكذلك في قوله تعالى : ((والخمسة أن لعنت الله عليه أن كان من الكاذبين)) (38)

13_ (مرضاة) :

ذكرت لفظة ((مرضاة)) في القرءان الكريم في ثلاثة مواضع، كتبت فيها جميعا بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) والآيات الكريمات التي وردت فيها قال تعالى :

_ ((من الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله …)) (39)

_ ((…. ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله ….)) (40)

_ ((يايها النبي لم تحرم ما احل الله ولك تبتغي مرضات أزواجك…)) (41)

14_ (معصية) :

وردت لفظة ((معصية)) في القرءان الكريم في موضعين رسمت فيهما ((معصيت)) بإبدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) مثل ما جاء في قوله تعالى : ((ويتنجون بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول …)) (42) وكذلك في قوله تعالى : ((يايها الذين آمنوا إذا تنجيتم فلا تتنجوا بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول…)) (43)

15_ (نعمة) :

ذكرت لفظة ((نعمة)) في القرءان الكريم في أربعة وثلاثين موضعا (44)، رسمت على القياس المعتاد في الكتابة العربية، وأبدلت التاء المربوطة تاءً مفتوحة في أحد عشر موضعا في الآيات المقدسات، قال تعالى:

_ ((…. واذكروا نعمت الله عليكم …)) (45)

_ ((اذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء …)) (46)

_ ((يايها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم)) (47)

_ ((ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا …)) (48)

_ ((… وان تعدوا نعمت الله لا تحصوها …)) (49)

_ ((ألم تر إن الفلك تجري في البحر بنعمتِ الله …)) (50)

_ ((يايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم …)) (51)

_ ((… أ فبالبطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون)) (52)

_ ((يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها …)) (53)

_ ((… واشكروا نعمت الله ان كنتم إياه تعبدون))(54)

_ ((فذكر فما أنت بنعمتِ ربك بكاهن ولا مجنون)) (55)

ثانياً : تفسير ظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة (القصيرة) تاءً مفتوحة (طويلة) في القرءان الكريم :

لقد ذكرنا في صدر البحث، أن ظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة (القصيرة) تاءً مفتوحة (طويلة) من الظواهر اللغوية المحيرة في مهارة الكتابة العربية لمخالفتها القياس المتبع عادة في الرسم العربي عامة والرسم القرآني الشريف خاصة، وفي محاولة تفسير الظاهرة المذكورة نجد الحيرة نفسها تنتقل إلى محاولة تفسيرها أيضاً فقد أرجعها بعض الباحثين مثل ما سيأتي إلى أسباب عديدة منها :

آ- قداسة القرآن الكريم وتواتر نزوله وتوقيفيته وتوقيف رسمه، تركتْ الظاهرة على حالها في رسمها الأول الذي نزلت به الكلمة التي كُتبتْ بالتاء المفتوحة(الطويلة) بدلاً من التاء المربوطة(القصيرة) قبل خمسة عشر قرناً في كتاب الله العزيز كتاب الإعجاز والفصاحة ومستودع الدين والقيم ودستور الحياة في أمة البيان والإبانة، ولعل هذا هو السبب الرئيس في بقاء رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة في بعض الكلمات الشريفات في القرآن الكريم مخالفة للقياس المتبع في الكتابة العربية في مواضع عديدة تقدم إحصاؤها في مبحث :"رسم التاء المربوطة(القصيرة) تاءً مفتوحة(طويلة) في القرءان الكريم " محافظة للأصل الذي رسمت به الكلمة أول نزولها في القرءآن الكريم، ولم تكن هذهِ الظاهرة في حرف التاء الوحيدة المخالفة للقياس المتبع في الكتابة العربية وإنما توجد ظواهر أخرى مخالفة في الرسم القرآني الشريف في حروف كثيرة منها:(الألف والهمزة والواو والياء والسين… الخ) (56) والسؤال المهم فيما يتعلق برسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة طويلة، أكان كتبة الوحي الأوائل ومن جاء من بعدهم من علماء السلف الصالح الذين برعوا في دراسة كل شاردة وواردة في التراث العربي الإسلامي الخالد قد شعروا بمخالفة هذهِ الظاهرة وأمثالها في التدوين العربي ولاسيما في القرءان الكريم الذي يقف فوق هذا التراث جميعا بوصفه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أم لا؟ أم نحن الذين شعرنا بهذه المخالفة و أمثالها نتيجة تطور لغوي أصاب رسم بعض حروف العربية وحددناه في الوقت الحاضر ؟ و أرى انهم شعروا بهذه المخالفة الكتابية وتركوها على حالها لقداسة الكلمة في القرءان الكريم أولا ولأمانتهم فيما نقلوه ودونوه ثانيا، وترك تأشير ذلك لعلماء الأمة الأفذاذ و أولي الأمر من المتخصصين والعارفين في المجامع والحوزات والمحافل والمؤسسات العلمية الإسلامية في المستقبل ثالثا. ومن المحدثين ذهب عثمان صبري في كتابه: ((نحو أبجدية جديدة)) إلى إن ((… في القرءان الكريم نفسه أخطاء إملائية جرت إلى أخطاء نحوية. وقد تركت على حالها إلى اليوم بحجة أنها أثبتت بهذا الرسم في مصحف عثمان مع إن عثمان – الذي كان من كتاب النبي – وجد في رسمها بعض الشذوذ عما يقتضيه القياس وارتبك الكتبة في تداركه، فلم يسع عثمان ألا آن يتركها على مضض قائلا لهم ((أرى فيه لحناً)) ولكن العرب ستقيمه بألسنتها ولكن أين اليوم السنة العرب هذه ؟ …)) (57) ولا نتفق مع الباحث المذكور فيما ذهب إليه من إن (أخطاءً إملائيةً) في رسم القرءان الكريم.

وفيما يتعلق بظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة (القصيرة) تاءً مفتوحة (طويلة) هي مخالفة للقياس المتبع في الرسم العربي الذي اعتدنا عليه في الوقت الحاضر، فاما أن يكون هذا الإبدال هو الأصل الذي يقاس عليه في ذلك الزمن الموغل في القدم، و اما أن يكون تطورا قد أصاب رسم حرف التاء وكتابتها فحدث الإبدال في الرسم وعلينا التعليل لغويا لنصل إلى النتائج التي تحافظ على قدسية القرءان الكريم لأن تدوينه وقراءته سنة متواترة وقد أشرنا إلى بعض من ذلك في مبحث ((قداسة القرءان الكريم وتواتر نزوله وتوقيفيته))، وتربوياً في الوقت الحاضر، من غير المقبول للقائمين بالتعليم في مختلف مراحله حتى الدراسات العليا منها ان يسمحوا لطلبتهم كتابة كلمات نحو: ((شجرت)) و((امرات)) و((رحمت)) و((بقيت)) و((سنت)) و((قرت)) و((ابنت))…الخ مما مر بنا ذكره من كلمات رسمت بالتاء المفتوحة (الطويلة)المبدلة عن التاء المربوطة (القصيرة –اخت الهاء) وتخطأتهم في رسمها، فلو اعترض دارس على أستاذه بأدب جم وقال : يا أستاذي الجليل كيف تخطئ رسم الكلمة وهي واردة بهذه الهيأة من الرسم في القران الكريم ؟.

فسيكون بعض الحق مع هذا الدارس إذا لم تفسر الظاهرة بشكل علمي مقنع. علما ان سبب القداسة و التواتر و التوقيف في الرسم القرآني الشريف المذكور آنفا، يقع خارج إطار التفسير اللغوي لظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة في الدراسة اللغوية.

ب – الأسباب اللغوية في تفسير ظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة(طويلة) في القرءان الكريم :

أما الأسباب اللغوية في تفسير ظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة تاء مفتوحة على وفق منطق اللغة العربية الخاص بها في أنظمتها : الصوتية والصرفية والنحوية والسياقية ، فتتلخص في إطار صفات حرف التاء والفرق بينها وبين التاء المربوطة و بقايا اللغات القديمة (اللهجات) وتعليل ابدال التاء المربوطة تاءً مفتوحة في هدي أنظمة اللغة العربية المذكورة آنفا ولاسيما النظام الصوتي وأثره في هذا الإبدال مثل ما سنرى لاحقا، ولا ننسى خصائص علم القراءات و التجويد في ذلك.

1. صفات حرف التاء في (الدلالة و المخرج) في اللغة العربية :

ومن الدلالات الحسية لتسمية ((التاء)) في التراث العربي القديم نجد إشارة إلى أن التاء تعني ((البقرة التي تحلب دائما في قول المهلهل :

أبي فارسُ الهيجاءِ في كُلَ حومةٍ وجدكَ عبدٌ يحلبُ التاءَ دائما)) (58)

ووصفها بطرس البستاني قائلا ((…. وهي بالعبرانية و الآرامية تاو ومعناه تواء وهي على شكل صليب تجعل في أفخاذ الإبل والخيل سميت بذلك لان صورتها في الفينـيقية هي على شكل صليب وكذلك في اللغات التي أخذت صورتها عن الفينيقية كالإفرنجية و اليونانية و في مسكوكات المكابيين فصورة الصليب في هذا الحرف في غير العربية أوضح مما هي عليه في العربية)) (59) وربما كان ذلك في لغات أعجمية قديمة منقرضة في الوقت الحاضر.

أما ((الهاء)) التي تقلب إليها التاء عند الوقف فدلالتها الحسية تعني ((لطمة في خد الظبي، قال أبو مُرة الهذلي :

كــــأن خــديه وقـد لثمتـُـــــــــه ]هاء[ غـــــــــزال يافــع لطمته )) (60)

إن تسلسل حرف ((التاء)) كما هو معروف في اللغة العربية هو الحرف الثالث في الأبجدية العربية التي رتبها في النصف الثاني من القرن الأول الهجري نصر بن عاصم الليثي في ولاية الحجاج (61) و الليثي أحد تلاميذ ابي الأسود الدؤلي، وكان قبله الخليل بن احمد الفراهيدي (ت 175 هـ)، قد رتب الحروف العربية على أساس مخارجها من (الحنجرة إلى الشفتين) فجعل مخرج ((التاء)) مع حرفي ] :الطاء والدال [ أي(ط/ د/ ت) وقد أيد سيبويه (ت 180 هـ) أستاذه الخليل فيما ذهب إليه في مخرج التاء من مخرج الطاء والدال نفسه ؛ إلا أن سيبويه عد ترتيب التاء في الأبجدية العربية التي رتبها بمقتضى تحديده لمخارج الحروف بين ((الدال و الصاد))أي بعد الدال و قبل الصاد(62) ومخـرج التاء عنده ((مما بين طرف اللسان و أصـول الثنايا /الطاء والدال والتاء))(63)، والتاء عند سيبويه حرف مهتوت قال :((المهتوت التاء لضعفها و خفائها)) (64)، ومن صفاتها عنده أنها حرف مهموس ضمن عشرة أحرف (65)، و الحرف المهموس ((…حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه حتى جرى النفس معه، وأنت تعرف ذلك إذا اعتبرت فرددت الحرف مع جَرْي النفس. ولو أردت ذلك في المجهورة لم تقدر عليه …))(66) وقد عدها سيبويه أيضا حرفا شديدا عندما قال : ((ومن الحروف الشديد، وهو الذي يمنع الصوت أن يجري فيه وهو الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والتاء، والدال، والياء وذلك انك لو قلت ألحَجَ ثم مددت صوتك لم تجر ذلك)) (67) وتجمع الحروف الشديدة في اللغة العربية في الجملة ((أجدت طبقك أو أجدك قطبت))(68). أما ابن منظور (ت 711هـ) فقد جعل حرف ((التاء)) من الحروف النطعية (69)، وهي من حروف الزيادات عند أبي بكر الرازي. (70) وإذا كان هذا بعضا من صفات حرف التاء (دلالة و مخرجا) لدى بعض المتقدمين، فما مخرجها عند بعض المتأخرين ؟ فقد وصف إبراهيم أنيس صوت التاء بقوله : ((…صوت شديد مهموس لا فرق بينه وبين الدال سوى ان التاء مهموسة والدال نظيرها المجهور ففي تكوين التاء لا يتحرك الوتران الصوتيان، بل يتخذ الهواء مجراه في الحلق والفم حتى ينحبس بالتقاء طرف اللسان بأصول الثنايا العليا فإذا انفصلا فجائيا سمع ذلك الصوت الانفجاري…)) (71)، و ذكر محمود السعران ان صوت التاء يتكون ((بان يوقف مجرى الهواء وقفا تاما وذلك بان يلتقي طرف اللسان بأصول الثنايا العليا، و يرفع الحنك اللين فلا يمر الهواء إلى الأنف يضغط الهواء مدة من الزمن ثم ينفصل العضوان انفصلا فجائيا محدثا صوتا انفجاريا. فالتاء صوت صامت مهموس سنيٌ((dental plosive consonant Avoiced)) (72)، و (ماريو باي) جعل إنتاج صوت التاء يحدث ضمن مجموعة من الحروف المركبة وغير المركبة هي : (( پ – ب – ك -- ﮔ -- ت – د)) (73) وعنده ان تيار النفس يقف خلف حاجز جاهز في إنتاج هذه الأصوات ومنها ((التاء)) ربما هو (مقدم اللسان أو طرفه مع الأسنان أو طرف اللثة العليا)(74) وزاد توضيح إنتاج ((التاء في الهامش رقم (1) وهي التاء في اللغات الأجنبية ولاسيما اللغة الإنكليزية والفرنسية و الإيطالية قال ((مقدم اللسان مع طرف اللثة العليا في الإنكليزية عادة وطرف اللسان مع مؤخر الأسنان العليا أو السفلى في لغات أخرى كالفرنسية و الإيطالية))(75) وذهب عماد حاتم إلى إن صوت التاء من الأصوات الحبيسة (consonants) وهذه الأصوات تصنف على أساس عملية إنتاجها فعملية لفظ الصوت الحبيس عند هذا الباحث تقسم إلى ثلاثة مراحل هي : تهيؤ أعضاء النطق للعمل، فقيامها بالعمل، فعودتها إلى الحالة الأولى وبمقتضى حالة (قيامها بالعمل) تصنف الأصوات الحبيسة وفيها التاء، فتكون الأصوات:((ب - پ – ت – د – ك - چ))آنية لأن لفظها يتم بصورة آنية سرعان ما تنتهي فيستحيل مد هذه الأصوات وتطويل مدة نطقها. (76) وصوت التاء في اللغة العربية ((ت)) و ((t)) في اللغة الإنكليزية عند عبد الله عبد الحميد سويد صوت واحداً.(77) مع ملاحظة رأي (ماريو باي) في صوت التاء (t) في اللغة الإنكليزية المذكور قبل اسطر قليلة، قال سويد : ((…(فالتاء) صوت أسناني لثوي انفجاري مهموس، وهذا النطق الشائع في اللغات الإنسانية كما في العربية و الإنكليزية وتختص بعض اللغات بنطق مختلف لهذا الصوت، فالتاء في اللغة الإسبانية : اسنانية محضة كما في الكلمتين TACO ((وجبة خفيفة)) TENGO ((أنا املك)) حيث إن أول اللسان ((الذلق)) يلتقي أو يقترب من أصول الأسنان العليا وتوضع علامة تحت حرف التاء للدلالة على ذلك هكذا [ ]وقد تنطلق التاء بالتواء اللسان إلى الأعلى ويسمى الصوت صوتا التوائيا ، وتختص اللغات الفيتنامية و السنسكريتية بهذا النطق ويشار إلى هذه الظاهرة بوضع نقطة تحت الحرف هكذا [ ])) (78)، وقد عالجت هذه الإشارات الدالة على الفرق في نطق الأصوات المتشابهة في اللغات الأخرى بخصوصية كل لغة أبجديات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الأبجدية الصوتية الدولية و الأبجدية الفونيمية (79) و الأبجدية المستعملة في مكتبة (الكونجرس الأمريكي) وأبجدية (برايل)للصم والبكم.

2. بقايا اللغات القديمة (اللهجات) *

نجد إشارات قليلة في بعض كتب التراث تقول بوجود بقايا لغات قديمة (لهجات) ربما بتأثير اللهجات الآرامية القديمة وهي من لغات الأسرة السامية الجزرية بعض العرب بسببها يكتب التاء المربوطة تاءً مفتوحة في حالتي الوصل و الوقف على السواء وقد انتقل ذلك إلى رسم التاء في القرءان الكريم بتأثير هذه اللغات القديمة ومنها الآرامية و النبطية قال سيبويه (ت 180هـ) : ((وزعم أبو الخطاب إن أناساً من العرب يقولون في الوقف طلحت كما قالوا في تاء الجمع واحداً في الوقف و الوصل …))(80) ونقل إلينا السيوطي (ت 911هـ) قول الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليقة قال : ((قال الشيخ بهاء الدين بن النحاس في التعليقة :اجمع النحاة على ان ما فيه التأنيث يكون في الوصل تاءً وفي الوقف هاءً على اللغة الفصحى واختلفوا أيهما بدل من الأخرى فذهب البصريون إلى أن التاء هي الأصل وان الهاء هي بدل عنها وذهب الكوفيون إلى عكس ذلك. واستدل البصريون بان بعض العرب يقول التاء في الوصل و الوقف كقوله : الله نجاك بكفي مسلمت ….)) (81) . ونقل إلينا أيضا غانم قدوري رأي علم الدين السخاوي في الوسيلة ورقه 68: ((وقيل إنها لغة طيئ، يقولون : حمزت و طلحت، وروي انهم نادوا يوم اليمامة يا أهل سورة البقرت وتروى في ذلك بضعة أبيات من الشعر قد لزمت فيها القافية المنتهية بتاء التأنيث (مَسَلَمتْ،الغَلْصَمَتْ،أمَتْ) وربما كتبت تاء التأنيث تاءً في تلك المواضع على هذه اللغة …))(82) وفي إطار التطوري التاريخي للكتابة العربية يعلل غانم قدوري سبب كتابة التاء المفتوحة بقوله : ((… فظلت تاء التأنيث ترسم تاءً حتى في الوقف لكنها على المدى الطويل بدأت تستجيب للظاهرة الجديدة التي ربما بدأت تدخل مرحلة أخرى من التطور، وتعطينا الكتابة النبطية و الكتابة العربية القديمة مؤشرات لمراحل ذلك التطور، فقد كانت الأسماء المؤنثة تكتب بالنبطية بالتاء في معظم الأحوال مثل : خلت (خالة)، ويلت (وائلة)،غزلت (غزالة)، ملكت (مليكة)، ريفت (رائفة) …الخ. وترينا بعض النقوش النبطية التي ترجع إلى القرن الثالث والرابع الميلاديين كلمة (سنة) مكتوبة بالتاء (سُنت) كذلك نجد هذه الكلمة بالتاء في نقش حران (سنة 586 م) ونقش القاهرة (سنة 31 هـ)، ومما يلفت النظر في نقش القاهرة أنه بينما يحتفظ بهذا الشكل القديم لطريقة كتابة تاء التأنيث يقدم لنا في نفس الوقت الشكل الجديد وهو كتابتها بالهاء في كلمة (رحمة). وبناءً على ذلك يمكن القول بان رسم تاء التأنيث بالتاء في تلك الكلمات المشار إليها يحتمل إن يكون احتفاظاً بالصورة القديمة لرسم تلك الكلمات – وهو ما أرجحه - …))(83) ولنا ملاحظتان على ما ذهب إليه الباحث الفاضل في الجزء الذي نقلناه آنفا من تعليله لظاهرة إبدال رسم التاء المربوطة تاءً مفتوحة (طويلة) الأولى ذكر ان الظاهرة في تاء التأنيث قوله: ((وظلت تاء التأنيث ترسم تاء حتى في الوقف)) و المشكل لغوياً أعم من ذلك واكبر لا ينحصر في التأنيث وعلامته و إنما يخص الأبجدية العربية التي عرفت حرفا : التاء (المفتوحة (الطويلة) والهاء) وليس فيها حرف تاء (مربوطة) و إنما هي علامة تأنيث في الأسماء وهي استمرار لحرف التاء المفتوحة (الطويلة) أبجديا وهذه التاء المفتوحة(الطويلة) علامة التأنيث تلحق الفعل لتأنث فاعله وليس الفعل نفسه وهذا هو منطق اللغة العربية أثنيا في التفريق بين المذكر و المؤنث نطقا وكتابة وثابت علميا في تراثنا اللغوي (النحوي) أن المذكر هو الأصل و التأنيث هو الفرع و ابرز علامات التأنيث وأهمها على الإطلاق التاء المفتوحة (الطويلة) والمربوطة (القصيرة).

و الثانية تعليل الباحث الكريم المذكور آنفا قد زاد الطين بلة إذ عكس المسألة في الرسم العربي المعتاد لحرف التاء في جعله رسم التاء المفتوحة (الطويلة) هو الأصل ورسم التاء المربوطة هو (الشكل الجديد) في حديثه عن نقش القاهرة الذي يعود إلى (سنة 31هـ) قال : ((…بينما يحتفظ بهذا الشكل القديم لطريقة كتابة تاء التأنيث يقدم لنا في نفس الوقت الشكل الجديد وهو كتابتها بالهاء في كلمة رحمة …)) وهذا أيضا خلاف القياس المتبع في كتابة التاء المربوطة التي هي علامة التأنيث وليس حرفا أبجديا في الأبجدية العربية كما ذكرنا من قبل، والذي نحن بصدده ليس تعليل الكثير الشائع في الوقت الحاضر في رسم التاء المربوطة و إنما هو تعليل القليل النادر الذي هو إبدال رسم التاء المربوطة تاء مفتوحة (طويلة) خلافا للقياس المتبع في هذا الكثير الشائع في منطق اللغة العربية وبخاصة إبدال رسم التاء المربوطة تاء مفتوحة (طويلة)في القرءان الكريم،علما ان الكلمات الشريفات التي وردت في القرءان الكريم و أبدلت فيها التاء المربوطة تاء مفتوحة (طويلة) ذكرت بالشكلين (تاء مفتوحة وتاء مربوطة) في الرسم في الكلمة الواحدة، و الكثير الشائع في رسمه بالتاء المربوطة متفق مع القياس المتبع في الرسم الكتابي في اللغة العربية إذ نجد مئات الكلمات الشريفات في القرءان الكريم رسمت بالتاء المربوطة وقليل منها ورد بالتاء المفتوحة وهذا القليل شكل ظاهرة لغوية في مهارة الكتابة العربية جديرة بالدراسة و التعليل لأننا نعلم علميا ولغويا إن الظاهرة إذا تكررت في اكثر من عشرة مواضع تستحق التأمل و الدراسة وهو ما نعمله في هذا البحث، فمثلا كلمة (رحمة) التي ذكرها الباحث الفاضل نجدها تكررت في القرءان الكريم في تسعة وسبعين موضعا، كتبت على القياس المتبع في الكتابة العربية بالتاء المربوطة إلا في سبعة مواضع تقدم ذكرها رسمت فيها بالتاء المفتوحة (الطويلة) بدلا من التاء المربوطة.

3-اثر النحو (الاعراب) في تفسير ظاهرة ابدال رسم التاء المربوطة تاء مفتوحة في القرءان الكريم :

في مدار استكمال محاور البحث وجب علينا اعراب جميع الكلمات المخالفة للقياس المتبع في الكتابة العربية الواردة في القرءان الكريم لبيان اثر النحو (الاعراب) في كتابتها لعلنا نلحظ بعض الاسباب و الملاحظات التي تساعدنا في تفسير ظاهرةالابدال في الكلمات التي اثبتناها في صدر البحث حسب ترتيبها الابجدي، هي :

ت

اللفظة القرانية برسمها الكتابي

اعرابها

الاية

box-sizing: border-box; zoom: 1; -webkit-tap-highlight-color: rgba(0, 0, 0, 0); outline: none !important; margin: 0px; border: 0px

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2017 بواسطة BaseLanguages

عدد زيارات الموقع

79,967

محممد ابن حسن ابن محمد ابن مصطف ابن احمد ابن احمد البدويي

BaseLanguages
باحث لغات وكاتب. اوول من يتناول اخطاء اللغت العربييت بعزيمت وتصميم التصحيح العلميي. مكتشف قاعدت لغات العالم العلمييت المصرييت العربييت الانسانييت. حاصل على فتاوى بعد نتاِج البحث عن موضوع ازدرا الاديان. اوول من يقتحم قلاع اللغت العربييت بصحيح العلم والتعديلات الجوهرييت العلميت. من المعاصرين بالقرن ال 15 قمري هجري ومازال »

ابحث

تسجيل الدخول