
لو كان مؤسس هذه الجمعية رجلاً لكان الأمر طبيعيا، ولكن أن يكون المسئول عن إنشائها سيدة متزوجة فهذه هي الغرابة بعينها!
هي جمعية غايتها الترويج لتعدد الزوجات ودعوة النساء للقبول بالفكرة، وذلك للتغلب علي مشكلة العنوسة وتدبير بديل يمنع الخيانة والانحراف!
عندما دخلت إلى مقر جمعية "التيسير" بالعجوزة- أحد أحياء القاهرة- لمحاورة الأستاذة "هيام دربك" مدير الجمعية، فاجأتني لافتة مكتوب عليها (عددوا يرحمكم الله) ولافتة أخري تحمل شعار (زوجة واحدة لا تكفي)..
* بداية..كيف ولدت لديك فكرة هذه الجمعية؟
- بدأت الفكرة أثناء حواري مع رجل فرنسي اعتنق الإسلام حديثا، حيث أخبرني أن أهم الأسباب الذي دفعته لاعتناق الإسلام هو أنه دين يحمي الرجل من الانحراف بمنحه الحق في الزواج بأربع نساء مما يجنبه الإصابة بالأمراض، عندها تبلورت الفكرة في ذهني وشرعت في تنفيذها.
* وهل تعتقدي أن التعدد يحقق السعادة والاستقرار؟
- بالطبع، لأن تعدد الزوجات يريح ضمير الرجل الذي يرغب في امرأة أخري غير زوجته، وعندما ترفض الزوجة هذه الرغبة في شكل علاقة شرعية، فستكون سبباً في بحث الرجل عن صديقة واقترافه الخيانة مها، وهذا فقط بسبب أنانيتها وعجرفتها.
* ألستِ بذلك تتحاملين على المرأة ؟
- قد يعتقد البعض أنني أتحامل علي المرأة، ولكنني علي العكس تماما فما أنادي به هو حماية للمرأة ويحافظ على كرامتها، فالتي يتزوج عليها زوجها يحفظ لها كرامتها بدلا من خيانتها، ويجب علي المرأة ألا تكون أنانية في تحليلها للأمور.
* وماذا عن موقف الزوجات والأزواج من الجمعية ؟
- بالطبع هاجموني وقالوا أنني معقدة وأريد أن أخرب البيوت، وأرغب في الشهرة، أما الأزواج فنسبة كبيرة منهم تؤيدني فالرجل المسلم يكره الحرام والزواج السري، والأزواج بعد الخمسين يريدون امرأة تنعش رجولتهم وهنا يلجأ بعضهم لمطاردة امرأة صغيرة ومنهم من يتزوج عرفيا من دون أن تعلم زوجته ولا ينكشف أمره إلا بعد وفاته أو عند توزيع الميراث، وقد انتشرت حالات كثيرة لهذا النموذج في مجتمعنا العربي.
* البعض يقول "أن قلب الرجل لا يقبل القسمة علي اثنين"..فما تعليقك على ذلك؟
- لا أوافق علي هذا الكلام، فالرجل قد يتزوج بأكثر من امرأة وينجح معهن ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ولكنني أعترف بأنه من غير المعقول أن تطبق فكرتي علي كل الأزواج لأن الرجل المعدد يجب ألا يقبل علي ذلك من أجل المتعة فقط ولابد من توافر بعض الشروط، أهمها أن يكون عادلا بين زوجاته في كل شيء عطفا وحنانا وإنفاقا عليهن، وأن يكون الزوج علي خلق ودين وأن يكون قادرا علي تحقيق السعادة لزوجاته، أما حبه فهو في قلبه ولا يعلمه إلا الله.
* وهل توافقي على تطبيق هذا الكلام عليك وعلي زوجك ؟ وعلى ابنتك أيضا ؟
- لا أمانع علي الإطلاق لأن معنى أن يتزوج زوجي بغيري أنه شعر بالملل من ناحيتي ويريد أن يلجأ لأخرى سواء بالشرع أو بالحرام، لذلك يجب علي أن أدفعه للحلال وأستمر معه من أجل أولادي وسأذهب بنفسي لخطبتها، وأحاول أن أحتويه ولا أنغص عليه حياته فيهجرني، وعلى فكرة لقد دعوت زوجي للزواج بغيري لكنه رفض، ولو تزوج بأخرى لن يغير هذا من حياتنا ولن يمس ترابطنا الأسري وحياتنا نهائيا، بل ستدخل إلي حياتنا إنسانة أخري تستحق الرعاية والحماية من رجل يحافظ عليها و يحترمها.
وأيضا لا أمانع في زواج ابنتي برجل متزوج، بشرط أن يكون قادرا ماديا وعلي دين وخلق، كما لا أمانع إذا تزوجت ابنتي بصورة عادية ثم تزوج زوجها بأخرى، بل سأنصحها بعدم منعه إذا أبدي رغبة في ذلك.
* وما مدي الاستفادة التي ستعود علي السيدات من جمعيتك ؟
- المرأة التي ستتزوج بعد عناء سوف تعيش المتعة والحنان الذي شرعه الله سبحانه وتعالى، والمرأة التي يتزوج زوجها بأخرى سوف تجد تغييرا في سلوكياته لأن قلبه سوف ينبض بالحب.
* البعض يقول أن الرجل غير قادر علي العدل بين الزوجتين ؟
- العدل الذي ذكر في القرآن هو العدل القلبي فقط وذلك بإجماع العلماء، فالزوج لن يستطيع التحكم في العواطف لأن المشاعر والقلوب بيد الله سبحانه وتعالى يحركها كما يشاء، أما العدل في جميع الأمور المادية الأخرى كالمأكل والملبس والسكن والمودة والرحمة فكلها أمور يستطيع الرجل أن يعدل فيها.
* برأيك..كيف يتغلب الرجل علي العوامل الاقتصادية التي تعيق زواجه مرة ثانية ؟
- معظم الفتيات التي فاتهن قطار الزواج عاملات وموظفات منذ سنوات طويلة ولديهن الدخل المناسب الذي يسمح بإعانة الزوج غير القادر، وكثيرات منهن ليس لديهن مانع من كفالة البيت إذا وجدت الرجل الذي يحترم هذا ويقدره ويتعامل معه بخلق رفيع.
* أخيرا..ماذا ما قولك لمن يتهمون جمعيتيك بأنها تمتهن حقوق المرأة ؟
- أقول لهم، كفي شعارات وعليكن بالنظر إلي حال ملايين النساء اللاتي يعانين حرمان نعمة الزواج والأمومة والاستقرار.


ساحة النقاش