أثينا - خريسا كاتسيماتيدو*
|
||
عندما سقطت بغداد اكتفى الكثير منا بمصمصة الشفاه, ومشاهدة الصواريخ وهي تنهال على رؤوس أطفال العراق عبر شاشات التليفزيون, أما هناك..في أثينا..فقد قرروا الخروج في مظاهرات مليونية تطالب بإسقاط تلك الحكومات التي شنت الحرب, ومن هنا تشكل تحالف أوقفوا الحرب في أوربا والولايات المتحدة, ومن هذا التحالف كتبت لنا "خريسا كاتسيماتيدو" إحدى قيادات تحالف أوقفوا الحرب في اليونان, وأحد هؤلاء المدافعين عن قضايانا العربية بكل قوة..
من أثينا كتبت "خريسا كاتسيماتيدو" لـ"عشرينات", متحدثة عن شعورها وقت إعدام الرئيس صدام حسين, وموجهة نداء للأمهات العراقيات والشعب العراقي بضرورة الوحدة في مواجهة الحرب الأمريكية الشرسة, فكتبت تقول:
أنا امرأة بسيطة ..أم, ناشطة ضد الحرب الأمريكية, أعيش في اليونان, أريد أن أكتب لكم ما فكرت فيه عندما كنت أشاهد صور إعدام صدام حسين على شاشات التليفزيون, لم أكن قادرة على الكلام أو حتى التفكير, بل أنني أزعم أنني فقدت الوعي لدقائق, لم أكن قادرة على تصديق ما تراه عيناي في تلك اللحظة.
الحكومة الأمريكية هاجمت العراق منذ أكثر من ثلاث سنوات, لا لشئ إلا لاحتياجها للبترول, كان في اعتقادها هي وحلفائها وأصدقائها في المنطقة أن انتصارها على العراق سيكون غاية في السهولة, ولكن وبعد ثلاث سنوات واجهت الولايات المتحدة مقاومة شديدة من المقاومة العراقية, تكاد تفوق المقاومة الفيتنامية.
بالنسبة لنا كناشطي مناهضة الحرب في أوربا, فإن مدن الرمادي, سامراء, بغداد, النجف, الفلوجة, تعني المقاومة, ولذلك فإن نشاطنا هنا أن ننزل إلى الشوارع مرة بعد الأخرى لنتظاهر ضد حكوماتنا مطالبين إياها بسحب قواتها من العراق "الآن".
المجرمون الأمريكيون قرروا قتل صدام بهذا الشكل, بينما يحتفل المسلمون بيوم عظيم جدا بالنسبة لهم وهو عيد الأضحى, وذلك لإشعال فتيل الحرب الأهلية في العراق, وهذا بالنسبة للولايات المتحدة هو الحل الأخير للبقاء في العراق, يريدون أن يقاتل الشعب العربي بعضه البعض, لأنهم يخافون من المقاومة العربية.
بالنسبة لنا هنا في اليونان فقد بدأ عام 2007 وسط رأي عام كبير مناهض للولايات المتحدة, ومعارض لما حدث مع صدام حسين, فبالنسبة لي أنا لا أعرف هل كان صدام حسين ديكتاتورا أم رئيسا جيدا, الشعب العراقي وحده هو من يقرر ذلك, ولكن ما أعرفه جيدا هو أن صدام حسين كان إنسانا وكان يجب احترامه كإنسان واحترام حقوقه الإنسانية.
أنا امرأة بسيطة, وبصفتي أم أريد أن أتحدث مع بقية الأمهات, الأم الفلسطينية التي يقبع أبنائها في السجن الإسرائيلي, والأمهات اللبنانيات اللائي تعتقل إسرائيل أبنائهن, والأمهات في العراق اللائي فقدن أرضهن و بيوتهن و حريتهن, أقول لكل هؤلاء ..وخاصة الأمهات العراقيات, أرجوكم أرفضوا تلك الحرب الأهلية في العراق, أرجو من كل الشعب العراقي الاتحاد مع بعضه البعض لتدمير الجيش الأمريكي, ولتوصيل رسالة لبوش مفادها "عد إلى بلادك الآن".
أتمنى أن أرى المقاومة تشتد وتشتد في العراق في الأيام القليلة القادمة, وأتمنى أن يكون عام 2007 ..انسحاب القوات الأمريكية من العراق..ووقف الحرب في أفغانستان..والحرية لفلسطين.


ساحة النقاش