|
||
لكل مناسبة مهن ترافقها،
تجلب لقمة العيش لكثير من الشباب العاطل، حتى أن بعضهم يتمنى لو أن الحياة
كلها أعياد ومناسبات، حتى لا ينقطع أجره من هذه المهن الموسمية!.
ومع حلول عيد الأضحى "العيد الكبير" في المغرب، تنتشر عدة مهن ترتبط في المقام الأول بالأضحية، مثل الشناقة والحمالين..
الشناقة
فمع عرض الخرفان والأكباش للبيع، تنشط مهنة مرتبطة بهذا العرض والطلب ارتباطا وثيقا ومباشرا، حيث تزدهر مهنة "السمسرة"، ويسميها المغاربة مهنة "تشناقت" والذين يمارسونها "الشناقة" أو "السبايبية"، وهم أناس يقومون بشراء بعض الأكباش والغنم بثمن معين، ثم يعيدون بيعها بسعر أعلى، مما يجعل أثمان الأضاحي مرتفعة في السوق المغربي، والمشتري المسكين يكون هو "الضحية" الرئيسي لهذا النوع من المضاربة، وهناك من "الشناقة" المضاربين الذين يكتفون بشراء كبش واحد يوميا ويعيدون بيعه في اليوم نفسه، تجنبا لخسارة محتملة بفعل تقلبات الأسعار.
بيع العلف
أما المهنة الأكثر جاذبية
للعاطلين في المغرب خلال العيد، هي بيع مواد العلف، حيث يعرض الشباب أكوام
العلف والتبن وأنواع علفية أخرى على الأرصفة في الأحياء الشعبية وتقاطعات
الشوارع والزقاق طلبا لمصروف الجيب الموسمي لا يتجاوز 3 أو 4 دولارات في
اليوم.
والمدهش أن تجد شبابا طلبة ما يزالون يدرسون يقومون ببيع كومة تبن بثمن زهيد، لعله يساعد في شراء كتاب أو قصة أو شريط لمحاضرة..
محمد
عبد التواب، يقول عن هذا المشهد: "لا أنفي أهمية مثل هذه المهن للشباب من
أجل أن يساعدوا أنفسهم في ظل ظروف البطالة الصعبة التي تسود المجتمع، لكن
ألوم على هؤلاء الشباب عدم الاهتمام بموضوع البيئة، إذ تتسخ الشوارع
والأزقة بمخلفات العلف والتبن وبقاياه وتتراكم القمامة في الأحياء، وهذا
لا يُرضي أحدا، فعيد الأضحى هو عيد التضامن والتكافل، لذا يجب على هؤلاء
الشباب أن ينتبهوا لهذا الجانب حتى تتماشى مهنتهم مع مقصد عيد الأضحى
المبارك".
حاملو الأكباش
أما هذه المهنة فمدتها لا تتجاوز
الأسبوع الواحد داخل أسواق الأغنام المغربية وهي تستقبل عيد الأضحى، حيث
تجد شبابا وأطفالا يحملون أكباشا على ظهورهم لإيصاله إلى السيارة، أو
يحملون الكبش بالعربات المجرورة إلى منزل الزبون، أطفال يحملون رزما من
الحبال ويطوفون بها لبيعها، حيث إن كل من يشتري كبشا يحتاج لحبل يجره أو
يربطه به.
وتزدحم الشوارع الرئيسية بمختلف المدن بالعربات
المجرورة التي يضع فيها الشباب أكباش الزبائن، ثلاثة أو حتى أربعة خرفان
دفعة واحدة، وكل زبون له وجهته الخاصة، فيتم أحيانا التسابق بين سائقي
العربات من أجل ثمن زهيد "10 أو 20 دولار في أحسن الحالات"، غير أن الربح
عند الشباب سائقي العربات يكمن في عدد المرات التي يذهبون فيها غدوا
ورواحا من سوق الأغنام إلى منازل الزبائن.
شحذ السكاكين
يأتي عيد الأضحى أيضا فرصة مناسبة للشباب العاطل للقيام بشحذ (سَن) السكاكين التي تناط بها مهمة ذبح الأضاحي، وفي هذه المناسبة الكريمة أيضا، تنتشر مهنة الجزارة، حيث يكثر الجزارون سواء كانوا محترفين يتقنون المهنة، أو جزارين "فضوليين" يتعلمون الذبح والسلخ في أكباش الزبائن، لكن هناك أسر مغربية كثيرة تعتمد على خدمات أقربائهم الذين يقومون بأنفسهم بذبح الأضاحي.
مهنة بعد الذبح
وبعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، نشاهد مهنة أخرى مقرها الأزقة الضيقة والشوارع والساحات الفارغة، وهي مهنة شواء رؤوس الأضحية.
حيث
يتجمع الشباب مجموعات للتعاون في ما بينهم في هذه المهنة- التي تتطلب صبرا
وجلدا على رائحة الدخان وحرارة نار الشواء- فيجمعون الحطب أو الأخشاب
وهياكل حديدية متهالكة لاستقطاب الزبائن.
ويناهز ثمن شواء رأس
الخروف حوالي دولارين اثنين، وهي مهنة لا تصل إلى مهنة حمل الكباش عبر
العربات المجرورة في ربحها المادي، كما أن مدتها قصيرة جدا، حيث لا تتجاوز
الفترة التي تلي ذبح الأضحية في غالب الأحيان فتكون بالتالي أقصر مهنة من
حيث المدة الزمنية في تاريخ المهن البشرية.
...
فهل فكرت من قبل في أن تجرب مثل هذه المهن؟


ساحة النقاش