
هل تصدق أن موقف الولايات المتحدة جاد في اتخاذ عقوبات
ضد إيران أم أنه مسلسل يتم عرضه علينا وكل منهما تحاول المحافظة علي
مصالحها مع الخري؟!
فقد وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس على
فرض عقوبات على تعاملات إيران في المواد والتكنولوجيا النووية الحساسة في
محاولة لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الذي قد يستخدم في صنع قنابل نووية.
وقال
اليخاندرو وولف القائم بعمل السفير الأمريكي في كلمة أمام المجلس قبل
التصويت الذي جاء بموافقة جميع الأعضاء وعددهم 15 "اليوم نضع إيران ضمن
الفئة الصغيرة للدول التي تخضع لعقوبات من مجلس الأمن".
وأدانت إيران على الفور القرار واعتبرته إجراء غير شرعي وقالت أنه لن يؤثر على أنشطتها النووية "السلمية".
ويطالب
القرار إيران بإنهاء جميع الأبحاث المتعلقة بتخصيب اليورانيوم الذي يمكن
أن ينتج وقودا لمحطات الطاقة النووية ولصنع قنابل ووقف عمليات البحث
والتطوير التي يمكن أن تنتج أو تساعد على صنع أسلحة ذرية.
وتحظر
العقوبات واردات وصادرات المواد الخطرة والتكنولوجيا المتعلقة بتخصيب
اليورانيوم وإعادة المعالجة والمفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل بالإضافة
إلى أنظمة إطلاق الصواريخ ذاتية الدفع.
وهذا الإجراء أقل قيودا من
المسودة الأصلية التي أعدتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا بسبب الاعتراضات
الروسية، ولم يجر النظر في فرض حظر على صادرات النفط الإيرانية.
ولا بيهمنا
وفي طهران قال المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد علي
حسيني للتلفزيون الحكومي أن القرار "لا يمكن أن يؤثر أو يحد من الأنشطة
النووية السلمية لإيران لكنه سيضعف الثقة بقرارات مجلس الأمن"، وأضاف أن
إيران ستواصل تركيب ثلاثة آلاف وحدة طرد مركزي في نطنز حيث توجد محطة
لتخصيب اليورانيوم.
وفي الأمم المتحدة اتهم سفير طهران لدى المنظمة
الدولية جواد ظريف مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة بالكيل بمكيالين
بفرض عقوبات على إيران في حين يتجاهلان الترسانة النووية لإسرائيل.
وقال
ايمير جونز باري سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن أن "إيران
تحدت ببساطة المجلس وتحدت القانون الدولي"، وأضاف أنه مازال ملتزما بحل
هذا النزاع من خلال التفاوض.
وسعت الولايات المتحدة إلى اتخاذ
إجراءات أكثر صرامة مع إيران مثل وقف القروض لها ووقف مبيعات الأسلحة،
وحثت واشنطن الأوروبيين وروسيا والصين على أن يحذوا حذوها.
وقال
وكيل وزارة الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز في تصريحات للصحفيين عبر
دائرة تلفزيونية مغلقة "لا نعتقد أن هذا القرار كاف بحد ذاته"، وأضاف
"نريد من المجتمع الدولي أن يتخذ مزيد من الإجراءات، ومن المؤكد أننا لن
نضع كل بيضنا في سلة الأمم المتحدة".
وصدر القرار بموجب المادة 41
من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة التي تلزم جميع الدول بالامتثال
للمطالب الواردة في القرار لكنها تحصر الإجراءات بالعقوبات غير العسكرية،
وأكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين هذه النقطة.
استثناءات
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ترددت حكومته
في دعم القرار ونجحت في تخفيف بعض بنوده اتصالا هاتفيا بالرئيس الأمريكي
جورج بوش يوم السبت بعد مراجعة الإجراء حتى اللحظة الأخيرة أعقاب شهرين من
المفاوضات المضنية، وتبني روسيا لإيران مفاعلا يعمل بالماء الخفيف بتكلفة
800 مليون دولار استثناه قرار مجلس الأمن.
ويتضمن القرار أيضاً
تجميد الأرصدة المالية في الخارج لاثني عشر فردا وعشر منظمات من إيران
مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني لمنعهم من شراء مواد خطيرة، والقائمة
مرفقة بالقرار، لكن هناك العديد من الاستثناءات ومنها العقود التي أبرمت
قبل تبني القرار.
ونجحت روسيا في اللحظة الأخيرة في حذف مؤسسة صناعات الفضاء الإيرانية التي تنتج الصواريخ لكنها تركت ثلاثة من فروعها على القائمة.
ونجحت
روسيا أيضا في حذف حظر إلزامي على السفر، ودعا القرار بدلا من ذلك الدول
إلى إبلاغ لجنة العقوبات بمجلس الأمن عما إذا كان أي من الأفراد المدرجين
على القائمة متواجدين في بلادهم.
وسيتم تعليق الحظر إذا أوقفت
إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم وعادت للمفاوضات، وسيتم رفعها فور التزام
إيران الكامل بقرارات مجلس الأمن وتوجيهات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعرضت
بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة على طهران مجموعة من
الحوافز الاقتصادية والسياسية في يونيو/ حزيران إذا وافقت على بحث وقف
طويل الأمد لأنشطة التخصيب.
لكن إيران رفضت ذلك وقالت إن المفاوضات لم تسفر حتى الآن عن تحقيق أي فائدة.


ساحة النقاش