يجيب عن هذا السؤال اللواء الدكتور زكريا حسين..الدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا-القاهرة..في حوار له مع إسلام أون لاين فيقول:
| اليورانيوم المستنفد هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبّأ به نوع من القنابل التي تطلق من المدافع أو تقذف من الطائرات المقاتلة، ويعبأ به أيضًا رؤوس الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي تطلق من السفن أو الطائرات أو من البر، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة؛ حيث تنتج عنه ثلاثة تأثيرات ضارة، أولها: كمية هائلة من الطاقة تذيب وتصهر كل ما تصطدم به، هذه القدرة العالية جدًّا من الإذابة تحدث اختراقًا سواء للدروع القوية جدًّا أو الأسطح الخرسانية السميكة جدًّا، وثانيها: اشتعال حرائق هائلة تصل درجة حرارتها إلى آلاف الدرجات المئوية تدمر كل ما تصل إليه من أوجه الحياة من منطقة استخدامها، وثالثها: تنتج كمية هائلة من الإشعاعات نتيجة للتفاعل والانفجار تلوث الأرض والأشجار والنبات والأسلحة والمعدات، ويصل تأثيرها الضار بالإنسان إلى درجة الإصابة بسرطان الدم، وسرطان الرئة، والعظام، إضافة إلى الإصابة بأضرار بالغة في الكلى، ويصل انتشار الغبار المشع المتطاير إلى دائرة قطرها يصل إلى 300 كيلو متر من مركز الانفجار. وتستخدم قذائف اليورانيوم المستنفد ضد الدشم الخرسانية والملاجئ ومراكز القيادة المحصنة، وضد العناصر والوحدات المدرعة باختلاف أنواعها خاصة الدبابات؛ وهي لذلك يمكن أن تدخل في نطاق منظومة أسلحة الدمار الشامل؛ حيث يعني ذلك الدمار شموليته في كل أوجه الحياة في المنطقة أو المدينة أو الهدف أو المساحة التي يطلق عليها، مع استمرار الآثار الناتجة عن استخدامه لفترات زمنية تطول وتكثر طبقًا لحجم وقوة ودرجة التعرض لهذه الأسلحة، أي من حيث قربها أو بعدها عن مركز الانفجار لهذه الأسلحة. وتحقق قنابل اليورانيوم المستنفد قدرة اختراق وإذابة وتدمير تزيد 20% عن أي مثيل لها، إضافة إلى انفرادها بإنتاج إشعاعات اختراق الدروع والدشم الأخرى ويعتبر اليورانيوم بصفة عامة من المعادن الثقيلة غير المستقرة؛ حيث يدخل اليورانيوم المخصب منه لصناعة الأسلحة الذرية والتي تعتمد على استغلال خاصية الانشطار لليورانيوم المخصب من خلال التفاعل المتسلسل لإنتاج كمية كبيرة جدًّا من الطاقة الناتجة عن هذا التفاعل المستمر؛ حيث تتم حوالي 55 عملية انشطار بحوالي نصف مليون جزء من الثانية؛ على ضوء ذلك فإن القنابل الذرية التي يُستخدم فيها اليورانيوم المخصب تستخدم ضد الأهداف الإستراتيجية والمساحية الكبيرة، والمدن والتجمعات القتالية من حيث الكثافة السكانية الكبيرة وغيرها، وبالتالي لا تستخدم ضد المنشآت أو الأهداف ذات المساحات الصغيرة، ولذلك كان يلزم تطوير تقنيات التصغير لهذه القنابل ليمكن استخدامها ضد الأهداف الصغيرة ومحدودة المساحة، وبالتالي كان اختراع ذخائر اليورانيوم المستنفد والذي يعطي نفس النتائج، ولكن بقدر أصغر بكثير جدًّا من القنابل الذرية، ولكن اقتصر استخدامه على العمليات ضد الأهداف محدودة النطاق، وبالتالي يدخل أيضًا ضمن الأسلحة المحرمة دوليًّا، ويستخدم ضد الأهداف التكتيكية وليس الإستراتيجية. |
أما عن إجابته عن سؤال: "لماذا أثيرت هذه الضجة الآن حول هذا السلاح؟"
| هذه الأزمة أثيرت بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي الناتو، وذلك إثر وفاة 6 من الجنود الإيطاليين، وإصابة 20 آخرين بأمراض سرطان الدم، ضمن 30 ألف جندي و20 ألف مدني إيطالي شاركوا في قوات حلف الأطلسي الناتو خلال مهامهم في كل من البوسنة عام 1994، وكوسوفا عام 1998. من هنا بدأت هذه الضجة، حيث قرر وزير الدفاع الإيطالي أمام البرلمان استدعاء جميع العسكريين والمتطوعين المدنيين الإيطاليين، الذين شاركوا في عملية حفظ السلام في البلقان، لإجراء فحوص طبية لهم، من هنا توالت ردود الفعل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في معظم دول الاتحاد الأوروبي، وصل الأمر إلى حد وصولها أزمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الاتحاد الأوروبي، أسبابها الآتي: أولاً أن واشنطن لم تبلّغ حلفاءها عن استخدامها لقذائف اليورانيوم المستنفذ في حرب البلقان، وثانيها أن الصديق الأمريكي للاتحاد الأوروبي لم يحذر جنود الدول الصديقة من مخاطر سلاحه الفتاك الذي يخترق أقوى الدروع؛ ليحيلها إلى رماد، وفي الوقت نفسه يتفاعل في الجو بعد انفجاره مخلفًا تلوثًا إشعاعيًّا دائمًا. وزاد من الأزمة أن الأبحاث المعملية والفحوص أثبتت تعدد حالات الوفيات بين جنود أوربيين في دول أخرى، شاركوا في حربي البوسنة وكوسوفا، متأثرين بمرض سرطان الدم، وأن هؤلاء الجنود خدموا في مناطق قصفتها الولايات المتحدة بقذائف اليورانيوم المستنفد، وأن هذه المناطق ما زالت تعاني من إشعاعات نووية. |
| هناك إجراءات وقاية لمن لم يتعرضوا حتى الآن لهذا الإشعاع، ذلك باستخدام عقاقير هي معروفة عند الأطباء للوقاية ضد الأمراض الناتجة عن الإشعاعات، سواء منها الإصابة بمرض سرطان الدم أو سرطان الرئة والعظام، أو احتمال الإصابة بأي أضرار في الكلى، إذًا يمكن جدًّا إعطاء مصل وقاية للأفراد الذين لم يتعرضوا حتى الآن، أما الذين تعرضوا وتأكد الإصابة سواء بسرطان الدم أو سرطان الرئة أو العظام، أو أي أضرار في الكلى، فليس أمامهم سوى العلاج الطبي الذي قد يؤدي إلى الشفاء. |
| أزمة البلقان أكدت أن حرب تحرير الكويت عام 1991 كانت حربًا نووية؛ إذ أطلق الأمريكيون خلالها ما يقرب من مليون قذيفة مزودة باليورانيوم المستنفد خلفت وراءها 40 طنًّا من الغبار المشع، وهي كمية تكفي لقتل نصف مليون عراقي وكويتي، أكد العلماء أن قذف مدينتي هوروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية في نهاية الحرب العالمية الثانية لم يكن الحرب النووية الوحيدة في التاريخ؛ إذ إن حرب الخليج الثانية تصنّف على أنها حرب نووية أحيطت بالسرية التامة ولم يحرك أحد ساكنًا لها، وقد أكد الخبراء أن حرص الولايات المتحدة خلال العشر سنوات الماضية على إحكام الحصار حول العراق يهدف إلى إبقائه معزولاً لأكثر فترة ممكنة، ومحاولة إخفاء جريمتها من استخدامها المفرط لقذائف مزودة بمادة اليورانيوم المستنفد خلال الحرب؛ لذلك على أمل أن تختفي آثار جريمتها على مر السنين، علمًا بأن أحفاد سكان هوريشيما وناجازاكي ما زالوا يعانون من أثر الإشعاع برغم مرور 55 عامًا على إلقاء هذه القنابل. بالنسبة للمقاضاة والمحاكمة سبق أن أوضحناها بأن لدولة العراق أو حتى الأفراد العراقيين الذين تضرروا من استخدام هذا اليورانيوم يمكنهم رفع دعوى مباشرة أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد الدول التي استخدمت هذه الأسلحة وأقصد بها الولايات المتحدة بالذات، حيث إن بروتوكول جينيف يؤكد حق ملاحقة رؤساء الدول وقادة القوات، وتقديمهم للمحاكمة الدولية لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، هناك نقطة هامة جدًّا أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. |
| أكدت مصادر متعددة لاستخدام إسرائيل لقذائف اليورانيوم المستنفد ضد الشعب اللبناني، وضد انتفاضة الأقصى، أعلن مدير الصحة العراقي أن 2164 طفلاً عراقيًّا دون سن الخامسة أصيبوا بشعاع اليورانيوم المستنفد في جنوب بغداد خلال حرب الخليج الثانية عام 1991، وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية والصحية العالمية بمساعدة لبنان للكشف عن وجود حالات إصابة ناتجة عن استخدام إسرائيل لليورانيوم المستنفد في حروبها ضد لبنان، أيضًا بدأت الأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، كما طالبت وكالة الطاقة الذرية بإجراء مسح شامل للمواقع التي تعرضت للقذف بقذائف اليورانيوم المستنفد، حيث أعلنت الوكالة أن السموم الكيميائية الناتجة لها تؤثر على صحة الإنسان، أما من ناحية التأثير على الصحة العامة فهي لها ثلاثة تأثيرات: إما الإصابة بسرطان الدم أو الإصابة بسرطان الرئة أو العظام أو الإصابة بأضرار بالغة في الكلى، أما إذا كانت الجرعة الإشعاعية ضعيفة فممكن أن تؤثر على الإخصاب والإنجاب، كما يمكن أن تسبب تشوهات في الأجنة. |
| كما تم إيضاحه أنه من المؤكد أنه تم استخدام هذه القذائف في العراق، وأن هذه القذائف تنتشر في دائرة قطرها حتى 300 كيلو متر من مركز الانفجار لها، وبالتالي أولاً يجب على الحكومة العراقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وأيضًا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يتم حصر وتحديد الأماكن داخل العراق التي استخدمت فيها هذه القذائف، ثم يتم المراجعة والكشف على جميع الأفراد العسكريين والمدنيين سواء من أبناء العراق أو من البعثات الدولية أو الخارجية الواردة إلى العراق، والموجودة حتى مسافة 300 كيلو متر من مراكز الانفجار التي يتم تحديدها، حتى يتم إجراء الفحوص اللازمة، ثم اتخاذ العلاج اللازم لعدم الإصابة بالأمراض التي تنتج عن استخدام هذه القذائف، هذا عن دور الحكومات، أما إذا لم تقم الحكومات بهذا الدور فإن لكل مواطن الحق للحفاظ على صحته حاليًا ومستقبلاً إذا تأكد أنه كان موجودًا في منطقة في محيط دوائر الانفجار في هذه المدن التي استخدمت فيها هذه القذائف أن يراجع نفسه صحيًّا حتى لا يتعرض للإصابة لمثل هذه الأمراض. |
رسالة الأمين العام المساعد لادارة الموارد البشرية بالأمم المتحدة..المتعلقة بهذا الموضوع
http://www.un.org/arabic/depts/ohrm/
رابط آخر بخصوص اليورانيوم المنضب..
http://www.bushflash.com/pl_lo.html<!-- / message --><!-- sig --> __________________
http://www.bushflash.com/pl_lo.html
عمر النصف لليورانيوم=4.5بليون سنة..
يعني قدامكوا عصر جيولوجي كمان وعليكوا خير..يمكن تكونوا انقرضتوا!


ساحة النقاش