قاموس المشاعر

عصام السباعي

إهداء إلى امى ا لراحلة

لاأعرف كيف ابدأ حديثي إليك، فكل لغات العالم تبدو عاجزة أمام عطفك وحنانك لم تظهر بعد تلك الكلمة التي يكون في مقدورها ان تعبر لك عن مقدار شكري وامتناني لم يظهر بعد ذ لك القاموس ألذي يمكن أن يغوص فى أعماق القلوب ويسبح فى بحر عواطفها ليكشف لنا عن أسرارها ويترجم لنا فى سلاسة ويسر كل ا لمشاعر والأحاسيس التي تعتمل بداخلها ..آه لوكان ظهر! لما وقفت عاجزا أمام إخلاصك ووفاءك ولما تلعثم لساني وهو يبحث عن كلمات توفيك حق قدرك ..ولكن!

هيهات أن يتسنى له ذ لك.. فأنت أكبر من كل الكلمات، وأنت أعظم من كل المعاني ..

شحذت ذهني وضغطت زناد فكرى وساءلت نفسي؟ ماذا أقدم لك من أعمال، ومن أجلك أقوم بأي الأفعال لأوضح لك مدى اعترافي بالجميل ،ولأعوضك ولو جزء بسيط من تضحياتك الكثيرة وأعمالك الكبيرة وحنانك المتدفق، وعطاؤك الذي ليس له حدود، فوجدت أن الأفعال تتضاءل أمام تضحياتك ،ووجدت أن الأعمال تتراجع أمام أمومتك!

هل قلت أمومتك؟

نعم الأمومة..تلك ا لعاطفة السامية، وا لعطاء الغير مشروط ..

ذلك القلب لكبير الذ ى يحمل فى طياته أعظم درجات الحب،وأعلى مراتب التضحية ،ذلك القلب الذي لا يشيخ مع السنين،ولا يتحول مع الزمن ..بل يظل دائما نابضا بالحب متدفقا بالحنان، حريصا على أن يجزل العطاء لكل من حوله طالما ظل ينبض..

ليتنى أستطيع أن أجازيك أو اكافئك..بل ليتنى أستطيع أن أسدد بعض ديوني اليك.. جميع بنوك العالم تقدم القروض بفوائد شهرية وآجال محددة،أما أنت!! أنت البنك الوحيد فى العالم الذ ى يتعامل بنظام السحب فقط دون إيداع!! الكل يسحب منك دون أن يودع شيئا.. الكل يقترض منك بلا فوائد ولا آجال ودون أن تطلبي منه يوما إعادة شيء مما اقترض!!

لذلك فقد زادت قروضي وعظمت ديوني حتى عجزت عن تسديد ولو جزء بسيط منها

لم يسعفني الوقت لتسديد شيء حتى رحلتي عن دنيانا وأنت تستعدين لصلاة العصر ، وتركتينى الملم أحزانى وأدعو الله ان يجمعني بك فى الجنة.