الغرور القاتل      

 
 بقلم :عصام السباعي

                               

كان لا يفتأ يتحدث عن نفسه وأعماله العظيمة ، لا يجلس فى مجموعة الا ويتفاخر بمنجزاته وأهدافه التي حققها والتى سوف يحققها..

ويروى لهم عن  خبراته وتجاربه وذكرياته التى لم تحدث  الا فى مخيلته فقط.. وقبل أن  يصدقها السامعون يكون هو سابقا بتصديقها فيخدع نفسه قبل أن يخدع غيره..

ولقد تعالى غروره وازداد تكبره عندما وجد بعض من حوله يبالغون فى مدحه ويحاولون توثيق علاقتهم به والتقرب منه..

صار لا يرى ناجحا غيره ،ولا نابغا سواه، وحتى عندما يفشل - وهذا كان يتكرر كثيرا- كان يسقط فشله على الظروف وعلى من حوله. لذلك لم يكن غريبا أن ينفض من حوله الأصدقاء ليجد نفسه فى النهاية وحيدا  الا من غروره ,,

وعلى النقيض منه تماما كان الآخر: متواضعا فى غاية التواضع.. متبسطا الى أقصى درجة.. يستمع الى رأى هذا ، ويأخذ برأى ذاك.. يصغى لكل كلمة تقال له فلا يغضب من نقد يوجه اليه بل يناقشه بسعة صدر ويقربه ان كان فى موضعه.. لايجد غضاضه فى أن يلفت أحدهم نظره الى أى خطأ يكون قد وقع فيه ..

فهو يؤمن يأن الانسان بشر، يخطىء ويصيب وليس عيبا ان يخطىء، وانما العيب هو أن يصم أذنيه عن النا صحين ويتمادى فى الخطأ.. لذلك فقد مضى فى طريقه يرافقه نجاحه وتواضعه، لا يلتفت لأحد قط ، ولا يلقى بالا  لناقم ولا حاقد حتى تقلد أعلى المناصب وأسمى الدرجات ،ولكن ذلك لم يكن أبدا لينقص مثقال ذرة من تواضعه .. فهو يؤمن دائما وأبدا بمقولة عمر بن عبدالعزيز (رحم الله امرء عرف قدر نفسه) 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 17 مارس 2013 بواسطة BORG

ساحة النقاش

عصام عبد السلام مدرسة برج العرب الثانوية الزراعية

BORG
نقدم للطالب وللمعلم ولولى الأمر كل ما يحتاجه ونقدم للقارىْ العادى ما يهمه من الأمور الحياتية وكذا تقدم الأخبار والقصص والمقالات والخواطر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

11,856