
استمعت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مصطفى عبد الله، إلى أقوال شاهد الإثبات الثاني في قضية "موقعة الجمل" الداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي.
أكد د. حجازي أن البلطجية دخلوا إلى ميدان التحرير بترتيب مسبق، واستدل على ذلك بمكالمة تليفونية تلقاها صباح الأربعاء 2 فبراير من أحد الأشخاص الذي قال له إنه رجل أعمال الذي أخبره أنه طُلب منه أن يرسل عمَّالاً إلى ميدان مصطفى محمود؛ لينضموا إلى البلطجية الذاهبين إلى ميدان التحرير؛ لطرد الثوار منه.
وردًا على سؤال حول مصدر تلك المعلومات، قال د. حجازي: إن من اتصل به قال له بالحرف الواحد: "رجالة الحزب الوطني طلبوا مني كده"، ولم يحدد شخصًا بعينه، وعندما ألحَّ عليه حجازي بالسؤال، أجاب المتصل: "أكيد مش الصعاليك".
وأضاف د. حجازي أن الثوار المرافقين له، تمكنوا من ضبط عدد من البلطجية الذين اعتدوا على المتظاهرين، وتم تسليمهم إلى وحدة القوات المسلحة المتواجدة بمجمع التحرير، مشيرًا إلى أنه عند سؤاله للبلطجية عمن حرضهم على ذلك، اعترفوا على كل من رجب هلال حميدة وأحمد فتحي سرور ومحمد أبو العينين، وقال: إنهم أعطوهم أموالاً؛ ليتوجهوا إلى ميدان التحرير.
كما ذكر أحد من ركبوا الجمال والخيول أن عبد الناصر الجابري هو من حرضه على ذلك.
وأضاف د. حجازي أن بعض من تم ضبطهم كان شبه مخدر، وأن الأطباء بالميدان أبلغوه أن من اعترف عن محمد أبو العينين كان واقعًا تحت تأثير مخدر "البانجو".
وقال: "أصيب بعض الشباب من جرَّاء هذه التعديات بإصابات في الرأس والزراع، وفي الليل استشهد أمامه شاب يدعى عبد الكريم رجب، ورأيت 3 جثث أخرى أصيبوا بأعيرة نارية، وشاب رابع استشهد بحجر كبير هشم رأسه تمامًا".
وفي إجابته عن سؤال من محامي "أبو العينين" بكيفية تأكده من ضبط أفراد شرطة بين البلطجية، أجاب د. حجازي أنه وجد مع بعضهم بطاقات إثبات شخصية، وبعضها تم تصويرها وتسليمها إلى المستشار خالد راشد بوزارة العدل، وأكد أن الأشخاص المضبوطين لم يذكروا من دفع لهم الأموال شخصيًّا، أو قيمتها.
وقال ردًّا على سؤال لمرتضى منصور إنه لا يتذكر الساعة التي وصلته له تلك المكالمة تحديدًا، إلا أنه أكد أنها كانت صباح الأربعاء 2 فبراير، وأنه أبلغ عددًا من الشباب بالتحرك إلى ميدان مصطفى محمود؛ لاستطلاع الأمر بعد تلقيه المكالمة فورًا، ووصل البلطجية إلى ميدان عبد المنعم رياض قبل أذان الظهر.
وتابع: "أن راكبي الجمال والخيول استغرقوا نحو 20 دقيقة في هجومهم على الميدان"، ورفض اتهامات رجب هلال حميدة له بالكذب فيما يتعلق بالبرنامج الذي شارك فيه حميدة مع أحمد شوبير بعد موقعة الجمل بـ10 أيام بمداخلة هاتفية، مشيرًا إلى أنه لم يشاهد البرنامج أو يعلم ما دار فيه، ولم يسمع تعليق حميدة، ويمكن الحصول عليه بسهولة.
وحول تاريخ تواجده في ميدان التحرير، قال د.حجازي أنه صلى جمعة 28 يناير في مسجد النور بالعباسية ووصل مع المتظاهرين إلى ميدان التحرير في السابعة والنصف مساءً.
ورفضت هيئة المحكمة توجيه سؤال من محامي المتهم 25 حول الانتماء السياسي أو الديني لحجازي.
وفي سؤال لممثل النيابة حول المسافة بين د. حجازي وميدان عبد المنعم رياض وقت الأحداث، أجاب أنها حوالي 150 متر، تسمح له بالإبصار دون تمييز للوجوه.
ونفى رؤيته لأي من المتهمين الـ25 بالميدان وقت الأحداث، أو أي من الشخصيات العامة، وقال في ختام شهادته: "مع تقديري لكل من هو مصري شريف، جئت شاهدًا ولست مدعيًا على أحد، أو متهِمًا أحدًا، كما أنني لم أتهم أهالي عابدين بالبلطجة، بل أسجل أنهم كانوا يأتون إلينا بالطعام والشراب في الميدان".
وطلبت هيئة المحكمة في بداية شهادته تصحيح اسمه وتعديله إلى "صفوه" حمودة حجازي، بدلاً من "صفوت"، بعد اطلاعها على بطاقته الشخصية.



ساحة النقاش