تمتد شواطئ سييراليون لحوالى 550 كيلومتر وتضم شبكة مصبات ثلاث أنهار كبيرة (سكارسيز، سييراليون وشيربو) وأربعة جزر ساحلية. وتبلغ مساحة الرصيف القارى حوالى 25 ألف كيلومتر مربع.

وتتولى وزارة المصايد والموارد البحرية حاليا مسئولية إدارة وتنمية وصون الموارد السمكية لسييراليون – البحرية، الداخلية والاستزراع المائى. وتشمل صناعة الصيد قطاعين، هما الصيد الصناعى والصيد التقليدى أو الحرفى، ويشمل الأخير كل من الصيد الحرفى البحرى والصيد الحرفى فى المياه الداخلية والاستزراع المائى.
وتعتبر الأسماك مكون هام من الغذاء، حيث تمد بحوالى 80% من استهلاك البروتين الحيوانى.

ويتركز نشاط الاستزراع المائى فى البلاد فى كل من المقاطعات الجنوبية (خاصة "بو" وبدرجة أقل "مويامبا" و "بوجيهون")، وفى الشمال (خاصة فى "تونكوليلى" وعدد قليل فى "بومبالى") وفى الشرق (فى "كايلاهون"، "كينيما" و "كونو"). ونظام تربية الأسماك فى الأحواض الترابية ÷و أكثر نظم الاستزراع المائى إنتشارا فى البلاد. وتشمل الأنواع الرئيسية التى يتم استزراعها البلط (المشط) النيلى Oreochromis niloticus، كما يتم استزراع القراميط (السلور) من نوعى Clarias gariepinus و Heterobranchus sp.
وفى القرى المطلة على الأنها، يشكل استهلاك أسماك المياه العذبة المصدر الرئيسى للبروتين الحيوانى. ويستخدم القرويين شباك الجرفن وإسلوب الأسيجة الشبكية للإيقاع بالأسماك وصيدها من هذه المسطحات المائية. كما تستخدم الشباك الخيشومية فى الأنهار الأكبر. ويقدر إجمالى الإنتاج الحالى بحوالى 20 ألف طن، منها 5 000 طن من البحيرات و 15 000 طن من الأنهار والسهول الفيضية. وهناك إمكانية لزيادة الإنتاج السنوى ليبلغ 40 ألف طن (مستند سياسة المصايد، 2003).

وقد مورس الاستزراع المائى للبلطى النيلى وأنتشر لأكثر من 30 سنة، بدرجة أساسية فى مدن "ماكالى" فى الشمال و"بو" فى الجنوب. وقد أصبحت تقنيات الاستزراع المبسط الآن راسخة. وقد كان هناك فى التسعينيات ما جملته 453 حوض أسماك (الخطة الشاملة لقطاع الزراعة، 1993). وتهدف إجراءات سياسة تنمية مصايد المياه الداخلية والاستزراع المائى (بما فى ذلك الاستزراع البحرى) إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من إنتاج الأسماك لسكان المناطق القروية القاطنين حول المسطحات المائية وهؤلاء المتواجدين حول الأودية والسهول الفيضية الداخلية وكذلك التجمعات السكانية الأخرى فى المناطق الداخلية. وسيوفر هذا بروتين الأسماك الضرورى لاستكمال المتاح من إنتاج المصايد البحرية. ويتم تشجيع الاستزراع البحرى بغرض الإنتاج للاسواق التصديرية.

وقد بدء إنتاج نظم الاستزراع المائى بالتعاون بين حكومة سييراليون والمركز الدولى لبحوث التنمية (كندا) فى عام 1974 بإنتاج محار الشورا (Mangrove oyster) Crassostrea tulipa. وقد وضع هذا المشروع القاعدة البيولوجية لإنتاج محار الشورا من منظومة الاستزراع على الأطواف (الأرماث)، لكن لم تنجح المحاولات الإرشادية لنقل التقنيات إلى المزارعين. وقد تم وقف المشروع فى عام 1981 لنقص الدعم المالى وإرتفاع تكلفة المدخلات (براميل بترول حجم 44 جالون تستخدم كعوامات ووحبال من البولى اثيلين لتعليق المحار على الطوف).

وقد بدء الاستزراع فى المياه العذبة بالبلطى (Oreochromis niloticus) والقراميط (Clarias gariepinus) فى "ماكالى" عام 1977 من خلال برنامج التمويل المشترك بين وزارة المصايد، خدمات الإغاثة الكاسوليكية، هيئة المعونة الأمريكية وفيلق السلام (FAO, 1992).
ويرجع السبب الرئيسى وراء تنمية الاستزراع المائى إلى هدف توفير الأسماك الطازجة جيدة المواصفات والتى توفر البروتين ذى السعر المناسب للفقراء وأعداد السكان المتزايدة فى المناطق الريفية. كما سيؤدى هذا أيضا إلى خفض الضغوط على بيئة الصيد البحرى.

لمحة تاريخية

بدء استزراع الأسماك الزعنفية فى عام 1977 فى مدينة "ماكالى"، وتلاها بعشرة سنوات فى "بو". وقد أقيمت أحواض ترابية واستخدمت لإنتاج كل من الأصبعيات وأسماك المائدة من نوع البلطى النيلى Oreochromis niloticus. ويمتلك المزارع 1-4 أحواض، بمساحه تتراوح بين 100 إلى 500 متر مربع للحوض الواحد. وتحقق هذه الأحواض غنتاج يتراوح بين 1.5 إلى 2.5 طن/هكتار/سنة، وهى تمثل 50% من الإنتاج الأقصى الممكن الحصول عليه تحت هذه الظروف. وقد جرت محاولات باستخدام أنواع أخرى من الأسماك المحلية وحققت إنتاج مشجع للغاية.

وقد تم إعتبارا من عام 1974 تنفيذ برنامج بحثى لزراعة المحار باستخدام نوع محلى من محار الشورا Crassostrea tulipa. ونفذت محاولات الاستزراع باستخدام أطواف عائمة، صوانى، أو عصى. وقد وجد أن مزارع الاطواف هى الأفضل وأن معدلات نمو المحار مشجعة للغاية وبلغت حوالى 1سم كل شهر، ويبلغ المحار الحجم التسويقى خلال دورة مدتها 7 شهور. وتربية أنواع الأسماك فى الأحواض الترابية هى الصورة الأكثر شيوعا فى سييراليون. كما ينتشر فى سييراليون الاستزراع المعيشى للبلطى؛ والذى تم الحصول على أول زريعته من ساحل العاج فى السبعينيات. وقد كان الترويج لاستزراع البلطى فى الأحواض الترابية مكون هام من برنامج "بو – بوجيهون" من برنامج GTZ فى الثمانينيات وقد أدى هذا إلى تنشيط نشر تقنية الاستزراع المائى فى المقاطعات الجنوبية، وبالدرجة الأولى فى مقاطعتى بو وبوجهون.

وقد اشتمل مشروع "بو – بوجيهون" أيضا على الاستزراع السمكى المتكامل للأسماك فى حقول الأرز كنموزج إرشادى للتقنية لمستزرعى الأرز فى المستنقعات فى مقاطعة "بو".
كما أجريت أيضا محاولات ناجحة لتربية بعض الأسماك المحلية التى جمعت من المياه الطبيعية؛ منها القرموط (السلور) Heterobrachus and Notopterus spp.، وقد تحقق النجاح فى الظروف التجريبية إلا أنه لم ينتشر بعد بين مزارعى الأسماك. وتعتبر صعوبة التفريخ فى الأسر المعوق الرئيسى لتنمية هذا النوع، ونتيجة لذلك فإن أغلب الأصبعيات يتم جمعها من الطبيعة.

الموارد البشرية

من المعروف أنه الاستزراع المائى يمكن أن يوفر فرص عمل مطلوبة بشدة، خاصة فى المجتمعات الريفية الفقيرة. ونتيجة لذلك، فإن وزارة المصايد والموارد البحرية قد وضعت الاستزراع المائى فى مقدمة الأولويات فى وثيقة استراتيجية مكافحة الفقر.

وقد أوضح مسح حديث حول حالة الاستزراع المائى ان هناك حوالى 1 050 حوض ترابى لاستزراع الأسماك منتشرة فى الدولة، حوالى 60% منها موجودة فى مقاطعة "تونكوليلى" بمفردها. ويخص 22% من الأحواض المجتمعات القروية أو جمعيات الصيادين؛ وحوالى 80% منها ذات ملكية خاصة، وحوالى 87% مملوكة للذكور. ويلعب الرجال دور نشط فى إنشاء وإدارة أحواض الأسماك بينما يبدء دور المرأة فى الظهور فى وقت الحصاد بينما يقوم النساء والأطفال بواجبات الصيانة اليومية.

وتضم وزارة المصايد والموارد البحرية متخصصين مدربين على الاستزراع المائى، ولكن ينحصر دورهم بدرجة كبيرة فى الإرشاد، والذى يشمل التدريب والإيضاح أثناء إقامة الأحواض والزراعة وتقنيات الإدارة لأحواض الأسماك الأرضية.

أمانى إسماعيل

Atlanticocean

أمانى إسماعيل

ساحة النقاش

Atlanticocean
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

415,841